دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الرابع 2013 - الْمَقْدِس
تحميل قوات الدفاع الشعبي - دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الرابع 2013 - الْمَقْدِس
المحتويات
مقدمة
١. الْمَقْدِس السماوي
٢. «السماء» على الأرض
٣. الـذَبائح
٤. دروس من الْمَقْدِس
٥. الكفارة: تقدمة التطهير
٦. يوم الكفارة
٧. المسيح ذبيحتنا
٨. المسيح كاهننا
٩. دينونة ما قبل المجيء الثاني للمسيح
٠١. يوم الكفارة الأخير
١١. رسالتنا النبوية
٢١. الصراع الكوني حول طبيعة الله
٣١. مواعظ وإرشادات من الْمَقْدِس
Editorial Office 12501 Old Columbia Pike, Silver Spring, MD 20904
Come visit us at our Web site: http://www.absg.adventist.org
Principal Contributor
Martin Pröbstle
Editor
Clifford R. Goldstein
Associate Editor
Soraya Homayouni
Publication Manager
Lea Alexander Greve
The Adult Sabbath School Bible Study Guide is prepared by the Office of the Adult Bible Study Guide of the General Conference of Seventh-day Adventists. The preparation of the guides is under the general direction of the Sabbath School Publications Board, a subcommittee of the General Conference Administrative Committee (ADCOM), publisher of the Bible study guides. The published guide reflects the input of worldwide evaluation committees and the approval of the Sabbath School Publications Board and thus does not solely or necessarily represent the intent of the author(s).
Editorial Assistant
Sharon Thomas-Crews
Pacific Press® Coordinator
Wendy Marcum
Art Director and Illustrator
Lars Justinen
Design
Justinen Creative Group
Sabbath School Personal Ministries
مقدمة
صورة الخلاص
مما لا شك فيه أن الصليب كان أعظم إعلان عن محبة الله وطبيعته وصفاته، حيث قام الرب، في شخص يسوع المسيح، بتقديم نفسه ذبيحة عن خطايا عالم ما كان ينبغي له أن يخطئ من الأساس. ومن أجل أن يساعدنا على فهم ما تعنيه هذه التضحية العظيمة، وضع الله الْمَقْدِس الأرضي ليكون بمثابة تمثيل تصويري لخطة الخلاص. مع ذلك لم يكن هذا الْمَقْدِس الأرضي سوى نموذجاً للمقدِس السماوي الذي هو المركز الحقيقي لحضور الله ونشاطه في الكون.
عندما أسس الله الْمَقْدِس على الأرض استخدمه كوسيلة وأداة تعليمية. فإن الْمَقْدِس الذي بناه بنو إسرائيل، والخدمات التي كانت تُقام فيه، قد عملا على عرض حقائق هامة عن الفداء وعن صفات وشخصية وطبيعة الله وعن التعامل النهائي مع معضلة الخطية.
لقد كان الْمَقْدِس بمثابة نموذج يساعدنا على إدراك ومعرفة المسيح بوصفه ذبيحتنا ورئيس كهنتنا. وعندما أخبر يوحنا المعمدان تلاميذه أن المسيح كان “حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ” (يوحنا ١: ٩٢و ٦٣)، استطاعوا فهم ما يعنيه يوحنا لأنهم كانوا يعلَمون شيئاً عن الْمَقْدِس.
ولا بد وأن الذين كُتبت إليهم رسالة سفر العبرانيين في الأساس كان لديهم دراية وإلماماً بالنظام الكهنوتي في إسرائيل قديماً حتى يتمكنوا من فهم واستيعاب ما كان يفعله المسيح في السماء من أجلهم. كما كان يتم استخدام مصطلحات الْمَقْدِس لتعليم الحقائق المتعلقة بالحياة المسيحية. وباختصار، أصبحت المعرفة بشأن نظام الْمَقْدِس أساساً للرسالة الجديدة المتعلقة بالخلاص في المسيح.
مع ذلك فقد كانت رسالة الْمَقْدِس مهملة إلى حد كبير في كثير من حقب التاريخ المسيحي. ولم يتم التركيز من جديد على الْمَقْدِس إلا في منتصف القرن التاسع عشر عندما بدأ الأدفنتست السبتيون مجدداً في تقدير رمز الله للخلاص بما في ذلك الرسالة المتعلقة بدينونة ما قبل المجيء (وتسمى أيضاً الدينونة قبل الألفية أو الدينونة الاستقصائية [التحقيقية]).
«كان موضوع الْمَقْدِس المفتاح الذي كشف عن سر خيبة الأمل التي حدثت في عام ٤٤٨١. لقد كشف للأبصار عن نظام كامل للحق مترابط ومتوافق، مُظْهِراً أن يد الله وجَّهت حركة المجيء العظيمة وموحياً الواجب الحالي بتسليطه الضوء على وضع شعبه وعمله» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٥٦٤).
وقد أصبح كل من الْمَقْدِس وخدمة المسيح الكهنوتية، بوصفهما مبدأين أساسيين لنظام كامل من الحق، أساساً لإيمان الأدفنتست السبتيين، وهما لا يزالان كذلك. إن رسالة الْمَقْدِس في الحقيقة هي عقيدة الأدفنتست المميزة والفريدة من نوعها. وفي الوقت ذاته، لا توجد عقيدة أخرى من معتقدات الأدفنتست السبتيين (مع الاستثناء المحتمل لعقيدة السبت) واجهت الكثير من التحديات والاعتراضات مثل عقيدة الْمَقْدِس. ولحسن الحظ فإنه لم يتم فقط الصمود في وجه هذه التحديات والاعتراضات على مر السنين، وإنما قد عملت هذه التحديات والاعتراضات المتعلقة بالْمَقْدِس على زيادة فهمنا لهذا التعليم الحاسم وجعلنا، كأدفنتست، أقوى في فهمنا للخلاص.
وقد أوصت روح النبوة بأن نضع تركيزنا الأكبر على الْمَقْدِس لأن «الْمَقْدِس في السماء هو المركز الفعلي لعمل المسيح من أجل الناس. وهم يهم كل نفس حية على الأرض ويكشف لأنظار الناس عن تدبير الفداء ويأتي بنا إلى نهاية الزمن نفسها ويعلن لنا النتيجة الظافرة للصراع بين البر والخطيئة. إنه لأمر في غاية الأهمية أن يفحص الجميع هذه المواضيع فحصاً جيداً كاملاً» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٢٣٥ و ٣٣٥). وهكذا يمكننا أن «ندرب إيماننا»، الذي هو جوهري في هذا الوقت» وأن نملأ «المركز الذي يقصد الله أن [نملأه]» روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٢٣٥).
إن الْمَقْدِس يفصح عن قلب الله. وبدراستنا للْمَقْدِس نحن نقترب من حضرة الْعَلِيَّ ونقترب من شخص مخلصنا. ومن خلال دراستنا للْمَقْدِس أيضاً نأتي إلى علاقة أعمق مع المسيح.
وبالتالي فإن دراستنا هذا الربع ستكون حول كل من: النموذج الأرضي للمَقدِس وكذلك الْمَقْدِس السماوي الأصلي [الحقيقي].
يعيش مارتن بروبستل مع زوجته، ماريان، وابنيهما ماكس وجوناثان، في النمسا. وهو أستاذ للكتاب الْمَقْدِس العبري في معهد شلوس في بوكينهوفين بالنمسا.
لقد كان الْمَقْدِس بمثابة نموذج يساعدنا على إدراك ومعرفة المسيح بوصفه ذبيحتنا ورئيس كهنتنا.
هل لديك أسئلة؟
جامعة مدرسة السبت لديها الأجوبة!
إن جامعة مدرسة السبت هي عبارة على مناقشة لدرس مدرسة السبت للكبار مدتها ٨٢ دقيقة. وتعمل هذه الجامعة على مناقشة المحتويات والاستراتيجيات لإثراء مدرسة السبت بالشركة الروحية والقدرة على التبشير ودراسة الكتاب المقدس والعمل المرسلي. لا يجب لقادة مدرسة السبت أن يفوتهم مشاهدة هذا البرنامج الذي يبث بصفة أسبوعية على قناة الرجاء
www.hopetv.org
«الأمر ممتع وصاخب وغير نظامي!»
هذا ما يقوله الإعلان. لكن، هل يمكن للكنيسة أن تكون حقاً ممتعة وصاخبة وغير نظامية ـ وفي الوقت نفسه يبقى اسمها كنيسة؟ هل يمكن للأطفال أن يسحبوا أيادي أهاليهم ليسرعوا إلى الكنيسة؟
إن الكنيسة «غير النظامبة» هو مفهوم جديد بالنسبة للأدفنتست السبتيين. وهناك كنيسة في إنجلترا استطاعت أن تثبت أنه يمكن للكنيسة أن تكون حقاً ممتعة وتشتمل على أنشطة تتمحور حول الأسرة. في الواقع، إن هذه التجربة ناجحة للغاية لدرجة أنه يُطلب من الأسر الأدفنتستية وأطفالهم أن يفسحوا المكان والمجال لأسر المجتمع ممَّن هم ليسوا أعضاء في الكنيسة.
سيساعد جزء من عطاء السبت الثالث عشر لهذا الربع في تأسيس برنامج كنيسة «غير نظامية» في كل منطقة من مناطق قسم عبر أوروبا.
إن كنيستنا تهتم بالعائلات. وما هذا البرنامج سوى إحدى طرق إظهار هذا الاهتمام. أنا سعيد لأنه يمكن لكنيستنا أن تصبح «غير نظامية» من أجل أن تجلب الآخرين للمسيح.
الدرس الأول
٨٢ سبتمبر - ٤ أكتوبر
الْمَقْدِس السماوي
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: إرميا ٣٢: ٣٢و ٤٢؛ مزمور ٩٨: ٤١؛ رؤيا ٤و ٥؛ مزمور ١١: ٤و ٧؛ تثنية ٥٢: ١؛ عبرانيين ٨: ١و ٢.
آية الحفظ: « ’فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ‘» (١ملوك ٨: ٩٤).
سأل طفل في السادسة من العمر السؤال التالي: «أين يسكن الله؟» إن هذا سؤال مُحيِّر للغاية. ويمكن له أن يؤدي بسهولة إلى المزيد من الأسئلة الصعبة مثل: «إذا كان الله يسكن في مكان واحد، فكيف يمكن أن يكون موجوداً في كل مكان؟» أو «هل يحتاج الله إلى مكان للسكن؟» أو «إذا كان الله لا يحتاج إلى مكان للسكن، فلماذا لديه مسكناً» أو «إذا كان الله بحاجة إلى مسكن، فلماذا يحتاج إليه؟»
إنها أسئلة جيدة، ونظراً للقليل الذي نعرفه (والكثير الذي لا نعرفه) فإنه ليس من السهل الإجابة على هذه الأسئلة. وعلى الرغم من ذلك، يمكننا الإجابة بما نعرفه. وكأدفنتست سبتيين، نحن نعرف من الكتاب المقدس أن الله يسكن في السماء، وبأنه يعمل بنشاط لصالحنا ونيابة عنا «هناك»، وبأن مركز عمل الله هو في الْمَقْدِس السماوي.
إن الكتاب المقدس واضح: الْمَقْدِس السماوي هو مكان حقيقي، ومنه يمكننا تعلم الحقائق حول طبيعة وعمل الله. وبالتالي فإن محور تركيز درس هذا الأسبوع هو الْمَقْدِس السماوي وما يعمله الله هناك من أجلنا. نعم إن ما يعمله الله هناك هو في الحقيقة من أجلنا نحن.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.
الأحد
مكان إقامة الله
كثيراً ما نقول أن «الله في كل مكان. أو أن الله «كلي الوجود» الأمر الذي يعني أنه حاضر في كل أرجاء الكون. يقول الله في إرميا ٣٢: ٣٢و ٤٢، «أَلَعَلِّي إِلهٌ مِنْ قَرِيبٍ ... وَلَسْتُ إِلهًا مِنْ بَعِيدٍ...؟ أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ...؟» وأدرك داود أيضاً أنه ليس بمقدور أي أحد الفرار من الله (مزمور ٩٣١). في الحقيقة، وكما يقول بولس: الله قريب من الجميع، على الأقل من الناحية الروحية (أعمال ٧١: ٧٢و ٨٢).
إن سرمدية الله هي تتميم لسِمة كونه «كلي الوجود». فليس لله بداية أو نهاية «مزمور ٠٩: ٢). فهو الكائن منذ الأزل وإلى الأبد (يهوذا ١: ٥٢).
اقرأ ١ملوك ٨: ٩٤ ومزمور ٢٠١: ٩١ ماذا تعلمنا هاتان الآيتان عن المكان الذي يسكن الله فيه؟ كيف لنا أن نفهم ما يعنيه هذا؟ هل يمكننا أن نفهم هذا؟
______________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
الكتاب المقدس مليء بإعلانات وتصريحات حول مسكن الله وحول وجود هذا المسكن في السماء (١ملوك ٨: ٠٣و ٣٤و ٩٤). هل معنى هذا أن الله متواجد في السماء أكثر من تواجده في أي مكان آخر؟ من الواضح أن الله، بحضوره المجيد وقداسته المطلقة، يسكن في السماء على نحو خاص. إن أعظم إعلان لحضور الله موجود في السماء.
مع ذلك هناك فرق بين «حضور الله العام» وبين «حضوره الخاص». فالله موجود في كل مكان عموماً؛ مع ذلك فقد اختار أن يعلن ذاته بطريقة خاصة في السماء وكذلك في الْمَقْدِس السماوي، كما سنرى لاحقاً.
بالطبع علينا أن نعترف بأننا محددون في فهمنا لطبيعة الله المادية. فاَللهُ رُوحٌ (يوحنا ٤: ٤٢) وبالتالي لا يمكن احتواءه في أي بناء أو هيكل ذات أبعاد (١ملوك ٨: ٧٢). ومع ذلك يتحدث الكتاب المقدس عن السماءَ والْمَقْدِس السماوي بوصفهما مكانين حقيقيين (يوحنا ٤١: ١ـ ٣؛ عبرانيين ٨: ٢) حيث يمكن رؤية الله فيهما (أعمال ٧: ٥٥و ٦٥؛ رؤيا ٤: ٢و ٣). وهكذا علينا استنتاج أن كلا من السماء والْمَقْدِس السماوي هما المكانان اللذان يتنازل الله ويلتقي فيهما مع خليقته.
هناك الكثير من الأمور التي يصعب علينا تصورها أو فهمها مثل مكان سكن الله. مع ذلك يقول الكتاب المقدس أن مسكن الله هذا هو مسكن حقيقي. كيف يمكننا أن نتعلم الثقة في كل ما يعلمنا الكتاب المقدس إياه بغض النظر عن مدى صعوبة فهم ما يرد فيه أحياناً؟ لماذا من المهم بالنسبة لنا تعلم الثقة حتى عندما لا نتمكن من فهم ما يرد في الكتاب المقدس من حق؟
الاثنين
٠٣ سبتمبر
كرسي العرش
اقرأ مزمور ٧٤: ٦ـ ٩؛ ٣٩: ١و ٢؛ ٣٠١: ٩١. ماذا تخبرنا هذه الفقرات عن الله وعن عرشه؟
__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
هناك رؤى عديدة حول العرش السماوي في الكتاب المقدس. وتصور معظم هذه الرؤى نوعاً من الاجتماعات السماوية وفيها يظهر الله كملك. ومن المثير للاهتمام أن معظم هذه الاجتماعات تَعْنَى وتهتم بالشؤون البشرية وعادة ما يصور الله في هذه الجلسات على أنه العامل من أجل الأبرار أو المتحدث نيابة عنهم.
يُظهر الكتاب المقدس اللهَ أيضاً بوصفه ذات سيادة. نجد على سبيل المثال أن ملوكية الرب هي الموضوع والشعار المتكررين في سفر المزامير. فالله ليس ملكاً في السماء ولكنه أيضاً «مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا» (مزمور ٧٤: ٧)، وليس ذلك في المستقبل فقط وإنما الله هو ملك منذ الأزل (مزمور ٣٩: ٢).
وهناك عدة نتائج وتداعيات لكون عرش الله مؤسساً في السماء. أحد هذه النتائج هو أن الله مستقل وهو أسمى وأشمل وأعم عن باقي الكون.
اقرأ مزمور ٩٨: ٤١؛ ٧٩: ٢. ماذا تعلمنا هاتان الفقرتان الكتابيتان عن طبيعة الله وعن الكيفية التي يحكم بها ويسيطر؟
______________________________________________________________________
____________________________________________________________________________________________________________________________________________
إن حكم الله يشمل البر والعدل فضلاً عن المحبة والصدق. وتصف هذه السمات الأخلاقية كيف يتعامل الله في عالم البشر وتؤكد على مكانته في الكون كله. إن هذه الصفات التي تُشَكِّلُ حكمه هي ذاتها التي يريد الله أن يعلنها شعبه في حياتهم (ميخا ٦: ٨، قارن إشعياء ٩٥: ٤١). وإنه لشرف مقدس بالنسبة لنا أن نفعل هكذا.
«فكما أنه في إطاعة نواميسه الطبيعية تخرج الأرض كنوزها وخيراتها، فكذلك في إطاعة ناموسه الأدبي كان يجب أن تعكس قلوب الناس صفاته» (روح النبوة، البيت الأدفنتستي، صفحة ٤٤١).
كيف يمكننا أن نظهر، في حياتنا، الخير والبر والعدل في عالم مليء بالشر والإثم والظلم؟ لماذا يجب علينا إظهار هذه السمات؟
الثلاثاء
١ أكتوبر
العبادة في السماء
اقرأ رؤيا ٤و ٥. ماذا يعلمنا هذان الأصحاحان عن مسكن الله السماوي؟ بأية طرق يتم الإعلان عن خطة الخلاص في هذه الفقرات الكتابية أيضاً؟
_______________________________________________________________________________________________________________________________________
إن رؤية العرش هي رؤية للمقدس السماوي. ويبدو ذلك واضحاً من خلال اللغة التي تشير إلى النظام الديني العبري. على سبيل المثال، نجد أن الكلمات التي تشير إلى الباب والبوق في رؤيا ٤: ١ تظهر غالباً في الترجمة السبعينية (ترجمة يونانية قديمة للعهد القديم) وذلك في إشارة إلى الْمَقْدِس. والأحجار الكريمة الثلاثة في رؤيا ٤: ٣ هي جزء من صُّدْرَةِ رئيس الكهنة. وتذكرنا المنارات السبع بالمنارات التي كانت موجودة في هيكل سليمان. ويذكرنا الأربعة والعشرون شيخاً بالأربعة والعشرين قسماً التي كانت تتكون منها الخدمة التي يقوم بها كهنة الهيكل على مدار السنة، وكذلك صلاة التقدمة الخاصة بهم في جامات «البخور» الذهبية (مزمور ١٤١: ٢). تشير كل هذه الآيات إلى خدمة العبادة في العهد القديم والتي كانت تتمحور حول الْمَقْدِس السماوي.
وأخيراً يشير الحمل المذبوح في رؤيا ٥ إلى موت المسيح الكفاري. إن المسيح، الحمل، هو وسيط الخلاص الإلهي الوحيد، ويُعَد المسيح مستحقاً لأن يكون وسيط الخلاص الإلهي الوحيد بسبب غَلَبَته التي أحرزها (رؤيا ٥: ٥)، وبسبب ذبيحته (رؤيا ٥: ٩و ٢١) وبسبب لاهوته (رؤيا ٥: ٣١).
«لقد أخذ المسيحُ البشرية على عاتقه ووضع حياته ذبيحة حتى يصبح الإنسان مشاركاً في الطبيعة الإلهية ولتكون له حياة أبدية» (روح النبوة، رسائل مختارة، مجلد ٣، صفحة ١٤١).
إن ما نراه في هذين الأصحاحين، المتمحورين حول عرش الله، هو تصوير لعمل الله من أجل خلاص البشرية. ويمكننا أيضاً أن نرى أن هذا العمل قد تكشف أمام الكائنات العاقلة الأخرى في السماء، وهذا العمل هو مسألة رئيسية في موضوع الصراع العظيم.
فكر في ما يعنيه أن المسيح، بوصفه الله نفسه، قد أخذ بشريتنا ومات كبديل عنا؛ وفكر كذلك في أن الأخطاء التي اقترفتها، أياً كانت هذه الأخطاء، والتي من أجلها كان ينبغي أن تعاقب أنت نفسك، قد حلَّ عقابها على المسيح بدلاً عنك. لماذا ينبغي لهذه الحقيقة أن تكون هي المحرك والمحفز لكل شيء تقوم به؟
_______________________________________________________________________________________________________________
الأربعاء
٢ أكتوبر
هيكل قدس الله ( القضاء)
اقرأ مزمور ١١: ٤ـ ٧ وحبقوق ٢: ٠٢. ما هو الشيء الآخر الذي يقوم به الله في هَيْكَلِ قُدْسِهِ السماوي ولماذا من المهم بالنسبة لنا معرفة ذلك؟
_______________________________________________________________________________________________________________________________
تُظهر العديد من المزامير أن الرب ليس بغافلٍ عن احتياجات الأبرار أو عن المظالم التي يواجهونها في كثير من الأحيان. بل إن الله ستكون له ردة فعل على المسائل التي تصرخ مطالبة بالعدل والإنصاف. وسيقوم الله بـتبرير « ’الْبَارَّ وَيَحْكُمُوا عَلَى الْمُذْنِبِ‘ « تماماً مثلما يفعل ذلك أي قاضٍ عادلٍ (تثنية ٥٢: ١).
إن الله عندما يُدين تصبح قاعة عرشه قاعة حُكمٍ ويصبح العرش السماوي كرسي قضاء. ويكون الجالس على العرش هو مَن يقضي ويحاكم (انظر مزمور ٩: ٤ـ ٨)، وهو مفهوم معروف في الشرق الأدنى القديم حيث كان يقوم الملوك في كثير من الأحيان بالعمل كقضاة كذلك.
وتشمل الدينونة الإلهية محاسبة كل من الأشرار والأبرار. ففي حين يلقى الأشرار عقاباً شبيهاً بذاك الذي تلقته مدينتي سَدُومَ وَعَمُورَةَ، سيبصر المستقيمون وجه الرب (مزمور ١١: ٦و ٧). وفي دانيال ٧: ٩ـ ٤١ يتجلى الجمع الرائع بين قاعة العرش والدينونة (وهي فقرة هامة سوف ندرسها لاحقاً). ومرة أخرى نجد أن الدينونة تتكون من شقين: حكم بتبرئة القديسين وحكم بإدانة أعداء الله.
وفي سفر حبقوق، وبعد أن يسأل حبقوق الله عن سبب صمته على الظلم (حبقوق 1)، يجيب الله بأنه حتماً سيدين الظلم (حبقوق ٢: ١ـ ٥). وفي حين أن الأصنام ليس لها «نَفَس» أو «روح» (حبقوق ٢: ٩١)، نجد الله متوجاً في هيكل قدسه ومستعداً لأن يقضي ويحكم.
إن المسلك والموقف المناسبين تجاه حكم الله ودينونته هما سكوت يتسم بالرعدة والتوقير، هكذا يناشدنا النبي قائلاً « ’فَاسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ‘ « (حبقوق ٢: ٠٢).
إن المكان الذي يُعلن فيه الله عن حضوره الخاص، وفيه يتم التعبد له مِن قِبل الكائنات السماوية، هو نفس المكان الذي يُجْري الله فيه حكمه البار على جميع البشر: وهذا المكان هو الْمَقْدِس في السماء. إن الله عادل، لذا فسيتم الإجابة على كل أسئلتنا المتعلقة بالعدالة في الوقت الذي يراه الله مناسباً وليس في الوقت الذي نراه نحن.
مهما كثر صراخنا طلباً في تحقيق العدالة، نحن في أغلب الأحيان لا نرى العدالة متحققة في الوقت الحاضر. لماذا، إذن، يجب أن نثق في عدالة الله؟ أي رجاء لنا بدون هذا الوعد المتعلق بعدالته؟
____________________________________________
الخميس
٣ أكتوبر
مكان الخلاص
اقرأ عبرانيين ٨: ١و ٢. ما الذي يفعله المسيح فِي يَمِينِ عَرْشِ الله؟
________________________________________________
يعلمنا سفر العبرانيين أن المسيح يخدم في الْمَقْدِس السماوي بوصفه رئيس كهنتنا. ويُركِّز عمل المسيح هناك على خلاصنا إذ يَظْهَر «الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا» (عبرانيين ٩: ٤٢). ويتعاطف المسيح معنا ويمنحنا اليقين بأننا لن نُرْفَض، لكننا بدلاً من ذلك، سننال رحمة ونعمة (عبرانيين ٤: ٥١و ٦١) وذلك بفضل ما فعله المسيح لأجلنا. وكما كان الحال مع الْمَقْدِس الأرضي، فإن الْمَقْدِس السماوي هو المكان الذي يتم فيه «التكفير» (أو «المصالحة») عن خطايا المؤمنين (عبرانيين ٢: ٧١). إن المسيح الذي مات من أجلنا هو أيضاً نفسه الذي يَخْدِمُ من أجلنا» في السماء.
اقرأ رؤيا ١: ٢١ـ ٠٢، ٨: ٢ـ ٦؛ ١١: ٩١و ٥١: ٥ـ ٨. ما هي الصور المتعلقة
بالْمَقْدِس والتي نجدها في هذه الفقرات الكتابية؟
_______________________________________________________________
إن آيات درس اليوم ما هي سوى بعض من الآيات الكتابية التي تظهر فيها بعض الصور الوصفية عن الْمَقْدِس في سفر رؤيا. في الواقع، إن معظم الأجزاء الرئيسية في سفر الرؤيا تبدأ، غالباً، بمشهد للمقدِس أو تحتوي على لقطة منه.
يُظْهِر المشهدُ الافتتاحي من سفر الرؤيا المسيحَ وهو متسربل بثياب رئيس الكهنة ويسير وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ (رؤيا ١: ٢١ـ ٠٢). ويُظْهِر المشهد الثاني العرشَ السماوي، وتعلن الآيات عن وجود مجموعة واسعة من الصور الوصفية للْمَقْدِس: فهناك عرش ومصابيح وبحر وخروف مذبوح وَجَامَاتُ بخورٍ ذهبية (رؤيا ٤و ٥). ويشير المشهد الثالث إلى الخدمة التشفعية المستمرة في سياق القسم الأول من الْمَقْدِس السماوي (رؤيا ٨: ٢ـ ٦). ويقدم لنا المشهد الرابع والأساسي لمحة عن تابوت العهد في القسم الثاني من الْمَقْدِس (رؤيا ١١: ٩١). ويُظْهِر المشهد الخامس هَيْكَلَ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ بأكمله فِي السَّمَاءِ. والمشهد السادس هو مشهد فريد من نوعه ذلك لأنه لا يحتوي على أية إشارات صريحة إلى الْمَقْدِس، ربما لتوضيح أن عمل المسيح في الْمَقْدِس قد انتهى (رؤيا ٩١: ١ـ ٠١). ويتعلق المشهد الأخير كله بالمدينة المجيدة ونزولها على الأرض والتي تُصَوَّر على أنها مَسْكَنُ الله «نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ» (رؤيا ١٢: ١ـ ٨).
وتكشف الدراسة المتأنية لهذه المشاهد عن أنها مشاهد مترابطة، كما تُظهر تعاقباً داخلياً للخلاص الذي أنجزه الله: فهي تنتقل من المسيح وهو على الأرض إلى خدمته في القسم الأول والثاني من الْمَقْدِس السماوي وصولاً إلى نهاية خدمته كرئيس كهنة، ومن ثم تصل المشاهد بنا إلى مشهد الْمَسْكَنِ الأرضي الجديد.
الجمعة
٤ أكتوبر
لمزيد من الدرس
«لقد أبصر بولس السماء، وكان أفضل ما أمكنه القيام به عند حديثه عن الأمجاد السماوية هو عدم محاولة وصفها. فهو يخبرنا أن ’مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ‘. لذا فإنك قد تحاول أن تتخيل وتتصور وقد تسعى بأفضل ما استطعت من قدرة إلى أن تمعن النظر وتتأمل في شأن الأمجاد الأبدية، ومع ذلك فإن حواسك المحدودة، في وهنها وضعفها، لن تستطيع فهم تلك الأمور لأنها أمور تتعلق بالأبدية التي لا نهاية لها. إن الأمر يتطلب الأبدية كلها لِتَجَلِّي الأمجاد السماوية وتَكَشُّفِ الكنوز الثمينة لكلمة الله» (روح النبوة، موسوعة الأدفنتست التفسيرية، مجلد 6، صفحة ٧٠١١).
«إنه المسكن الثابت الذي فيه ملك الملوك حيث ألوف ألوفٍ تخدمه وربوات ربواتٍ وقوف قدامه (دانيال ٧ : ٠١)، ذلك الهيكل الممتلئ بمجد العرش الأبدي حيث السرافيم حراسه اللامعون الذين يغطون وجوههم إكراماً وتعبداً لم يستطيعوا أن يجدوا في أفخم بناء أقامته يد إنسان إلا انعكاساً باهتاً لعظمته ومجده. ومع ذلك فقد كانت توجد في القدس الأرضي وخدماته حقائق مهمة للناس خاصة بالقدس السماوي والعمل العظيم الذي يجري فيه لفداء بني الإنسان» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٦٥٤).
أسئلة للنقاش
١. تمعن في الاقتباس الأخير لروح النبوة أعلاه. ما الذي تعنيه بقولها أن كثيراً من «الحقائق المهمة» لخلاصنا قد تم التعليم بها في الْمَقْدِس الأرضي وخدماته؟ ما هي بعض هذه الحقائق، ولماذا تُعد مهمة؟
٢. ما معنى أن الله «يسكن» في السماء؟ كيف تفهم هذه الفكرة أو هذا المفهوم؟
٣. لقد تناول درس هذا الأسبوع فكرة أن الكون المراقِب يرى العمل الذي يقوم به الله من أجل البشرية. لماذا يعد ذلك مفهوماً حاسماً ينبغي إدراكه والإلمام به؟ كيف يساعدنا هذا المفهوم على أن نفهم موضوع الصراع العظيم وما يعنيه هذا الموضوع في مجمل خطة الخلاص؟ ماذا يخبرنا هذا المفهوم عن شخصية وصفات الله الذي جعل طُرُقَه مفتوحة ومتاحة للفحص والتمحيص من قِبَل الكائنات التي خلقها هو؟
قصة الأسبوع
الجار المتطاول
كان «جول» وبعض أعضاء الجوقة في طريقهم إلى زيارة بيوت مدينة كينشاسا، بالكونغو، لمشاركة إيمانهم. وعند اقترابهم من أحد البيوت صاح رجل في وجههم قائلاً، «أنا لا أريدكم هنا! امضوا بعيداً!» حاول «جول» التحدث إلى الرجللكن الرجل صاح مهدداً أعضاء الجوقة. قامت الجوقة بمغادرة منزل الرجل بهدوء وذهبوا إلى الباب المجاور. استمع الجار الآخر الذي يدعى «مانجو» للجوقة وهي تترنم بالترانيم الروحية. أعرب «مانجو» عن امتنانه للجوقة وقَبِل الكتيب الذي قدموه هدية له.
وفي يوم السبت عاد «جول» وأصدقاؤه إلى بيت «مانجو» ليرنموا ويشاركوا إيمانهم معه مرة أخرى. رأى الجار المتطاول، ويدعى «سايمون» والذي كان قد انتهر الجوقة الأسبوع الماضي، أعضاء الجوقة يدخلون إلى بيت «مانجو» فمشى إلى هناك ليرى ما كان يحدث. قام «سايمون» بإظهار الكتيب إلى «مانجو» فطلب الأخير أن يأخذه. فقال له سايمون: «هذا كتيبي. اطلب من الفريق أن يعطيك واحداً». حاول «سايمون» إخفاء خجله وإحراجه وقام بدعوة الجوقة إلى بيته.
قال «سايمون لأعضاء الجوقة: «لقد رأيت درس الكتاب المقدس الذي اعطيتموه لـ «مانجو» وأريد أن أقرأه أنا أيضاً. أريد أن أعرف ما هو الشيء المميز عن الأدفنتست السبتيين». استمع سايمون إلى جول وأصدقائه وهم يتحدثون عن المسيح. قام الشبيبة بدعوة سايمون وعائلته للانضمام إلى مجموعة دراسة الكتاب المقدس التابعة للجوقة. قال سايمون بهدوء: «أرغب في الحصول على عدد من هذه الكتيبات لزوجتي ولكل واحد من أبنائي».
ابتسم جول وهو يخرج المزيد من كتيبات دروس الكتاب المقدس. قال سايمون: «هل يمكنكم تقديم دروس الكتاب المقدس هنا في بيتنا؟» وافق جول على اقتراح سايمون وعاد وصديق له إلى بيت سايمون بصفة أسبوعية ولمدة شهر. ثم انضم سايمون وزوجته وأولاده إلى مجموعة دراسة الكتاب المقدس في الكنيسة.
وعندما أعلنت الكنيسة عن اجتماعات كرازية، قام سايمون وأسرته بحضور كل الاجتماعات. وطلب سايمون وزوجته أن يعتمدا، وانضم إليهم أبناؤهم الثلاثة لاحقاً.
إن سايمون الذي كان فظاً في السابق، والذي لم يسمح لشبيبة الجوقة بالدخول إلى بيته، يشارك الآن إيمانه مع أي شخص مستعد للاستماع إلى البشارة. بل ويشجع سايمون جاره «مانجو» على دراسة معتقدات الأدفنتست السبتيين وبالفعل بدأ مانجو في حضور دروس الكتاب المقدس الاسبوعية.
يساعد عطاؤنا المرسلي في تبشير الناس بالأماكن الصعبة مثل «كينشاسا» حيث نسبة الأدفنتست تقل عن أدفنتستي واحد من بين كل ٠٠٠١ شخص. شكراً لتقدماتكم ومشاركاتكم.
يشارك جول تشيمالينجا إيمانه في كينشاسا بجمهورية الكونغو الديموقراطية. من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت:
(www.AdventistMission.org)
الدرس الثاني
٥- ١١ أكتوبر
«السماء» على الأرض
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: تكوين ١: ١٣ـ ٢: ٣؛ خروج ٩٣: ٢٣و ٣٤؛ ٥٢: ٩؛ عبرانيين ٨: ٥؛ يوحنا ٢: ٩١ـ ١٢؛ ١كورنثوس ٣: ٦١و ٧١؛ رؤيا ١٢: ١ـ ٢٢.
آية الحفظ: « الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: ’انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ‘ « (عبرانيين ٨: ٥).
على الرغم من أن الْمَقْدِس في السماء هو الأصل، وعلى الرغم من أنه المكان الذي فيه يقوم الله نفسه بالخدمة «من أجلنا»، إلا أن الله قد أعلن لنا عن الحقائق المتعلقة بهذا الْمَقْدِس بطرق عدة هنا على الأرض.
لقد خلق الله جنة عدن كرمز للمقدس (الْمَسْكَن) السماوي. وقد تم تمثيل الْمَقْدِس السماوي ودوره في الخلاص من خلال الْمَسْكَنِ الأرضي ومن خلال الهياكل الإسرائيلية التي كان يتم تشييدها.
وفي المسيح [الله المتجسد]، تَجَلَّىَ الْمَقْدِسُ في [هيئة] إنسان. وفي النهاية سينزل الْمَقْدِس السماوي إلى الأرض الجديدة. وكما سنرى، فإن الله، وفيما يتعلق بالْمَقْدِس السماوي، قد استخدم مفاهيم معينة ليعلن الحق من خلالها. وسندرس في هذا الأسبوع بعضاً من هذه المفاهيم.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.
الأحد
٦ أكتوبر
أول «مسكن» على الأرض
لاحظ دارسو الكتاب المقدس أن العديد من ميزات وسمات جنة عدن تتطابق مع المساكن [أي الهياكل] اللاحقة في إسرائيل، مما يشير إلى أن عدن كانت أول «هيكل» رمزي على الأرض. تتضمن بعض أوجه الشبه بين عدن والْمَقْدِس الأمور الآتية:
١. يتم، في سرد أحداث الخلق وكذلك في البيان الذي يصف تشييد خيمة الاجتماع في البرية، الإعراب عن الاستحسان والإتمام والمباركة باستخدام نفس المصطلحات الأساسية في كل من الحدثين (قارن «كُلَّ» و «فَرَغَ أو كَمُلَ» و «بارك» في تكوين ١: ١٣: ـ ٢: ٣ مع الكلمات الواردة في خروج ٩٣: ٢٣و ٣٤؛ ٠٤: ٣٣).
٢. ومثلما كان الله «مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ» (تكوين 3 : ٨)، كان الله في وسط شعبه في خَيْمَةٍ وَفِي مَسْكَنٍ (2 صموئيل ٧: ٦و ٧).
٣. ومثلما كان على آدم أن «يعمل» و «يحفظ» الجنة (تكوين ٢: ٥١). نجد أن هذين الفعلين ذاتهما يُستخدمان للإشارة إلى خدمة اللاويين في خيمة الاجتماع (سفر العدد ٣: ٧و ٨). [هذا وإن كانت الكلمة المرادفة لكلمة «يعمل» في سفر العدد هي «يخدم» في الترجمة القياسية للكتاب الْمَقْدِس باللغة العربية].
٤. تظهر في كل الأمور المتعلقة بالمَقْدِس صوراً شبيهة بتلك الأوصاف المقدمة عن جنة عدن (خروج ٥٢: ١٣ـ ٦٣؛ 1ملوك ٦: ٨١).
٥. كان الْكَرُوبِيمَ يقوم بحراسة الجنة (تكوي ٣: ٤٢)؛ وكان هناك كَرُوبَانِ اثنان متمركزين في قدس الأقداس (خروج ٥٢: ٨١ـ ٢٢).
٦. ومثلما استغرق عمل الخلق ستة أيام تم تقديم كل يوم منها بعبارة «قَالَ اللهُ»، ومثلما تُبِعَت أيام الخلق الستة بيوم السبت؛ هكذا كان هناك أيضاً ستة مقاطع فيها «كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً» أموراً متعلقة بخيمة الاجتماع (خروج ٥٢: ١؛ ٣٠: ١١و ٧١و ٢٢و ٤٣؛ ١٣: ٢١ـ ٧١)، ومن ثم تُبِعَت هذه المقاطع الستة بمقطع حول السبت (خروج ٣١: ٢١ـ ٧١).
٧. وقد أُقِيمَ الْمَسْكَنُ فِي اليوم الأول من الشَّهْرِ الأَوَّلِ (خروج ٠٤: ٧١)، وهو يوم بداية السنة العبرية الجديدة، الأمر الذي يُذَكِّرُ باكتمالِ العالم عند الخلق.
ولم يكن الأصحاح الثاني من سفر التكوين بحاجة إلى أن يكون واضحاً بشأن أوجه الشبه بين جنة عدن والمَسْكَن وذلك لأن القدماء كانوا على دراية بأوجه الشبه هذه. على سبيل المثال، وَرَدَ في رسالة يهودية يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد أن «جنة عدن كانت قدس الأقداس وبأنها كانت مسكن الرب».
وتُدعى جنة عدن «جَنَّةِ الرَّبِّ» (إشعياء ١٥: ٣؛ حزقيال ٨٢: ٣١؛ ٣١: ٩). لقد كانت جنة عدن هي مسكن الله على الأرض، وكانت هي المكان الذي قُصد لأبوينا الأولين أن يتعبدا فيه للرب ويتواصلا ويتحادثا معه. ولذلك فإن أعظم خسارة نتجت عن السقوط لم تكن طرد آدم وحواء من الجنة وإنما خسارتهما كانت في افتقداهما لحضور الله المباشر.
أمعن التفكير في كلمة مَقدِس في حد ذاتها. ما الذي يتبادر إلى ذهنك؟ ما هي الأشياء التي تشكل «مَقْدِساً» بالنسبة لك الآن؟ كيف يمكن لفهمك لهذه «المقدَّسات» أن يساعدك على أن تفهم بصورة أفضل ما يوفره مقدس الله لنا؟
الاثنين
٧ أكتوبر
مِثَالِ الْمَسْكَنِ
اقرأ خروج ٥٢: ٩و ٠٤؛ عبرانيين ٨: ٥؛ ٩: ٣٢و ٤٢. ما هي العلاقة بين الْمَقْدِسين الأرضي والسماوي؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
يعلِّمنا الكتاب المقدس بوضوح أن موسى لم يبتكر الْمَسْكَنَ لكنه بناه وفقاً للتعليمات الإلهية التي تلقاها على الجبل (خروج ٦٢: ٣٠؛ ٧٢: ٨؛ سفر العدد ٨: ٤). فقد كان ينبغي أن يُشيَّد المسكن الأرضي وفقاً لـ «المِثَالِ» (خروج ٥٢: ٩و٠٤). والكلمة العبرية لـ «مِثَالِ» هي «تابنت» وفيها تعبير عن فكرة النموذج المصغر أو النسخة الشبيهة لشيء آخر مماثل؛ وهكذا يمكننا أن نستنتج أن موسى رأى نوعاً من نموذج مصغرٍ يُمَثِّلُ الْمَقْدِس السماوي وبأن هذا النموذج كان بمثابة النمط الذي كان ينبغي للمقدس الأرضي أن يشبهه.
وهكذا فإن الْمَقْدِس السماوي هو الأصل وهو النمط والنموذج الذي شُيِّد المسكن الإسرائيلي على أساسه. ويتضح لنا أيضاً أنه لا يمكننا أن نساوي الْمَقْدِس، الذي في السماء، بالسماء نفسها. فالْمَقْدِس السماوي هو «في السماء» (رؤيا ١١: ٩١؛ ٤١: ٧١؛ ٥١: ٥)؛ وهكذا فإن السماء تحتوي على الْمَقْدِس وبالتالي فإن مصطلحي «الْمَقْدِس السماوي» و»السماء» ليسا مترادفين.
ويوضّح سفر العبرانيين بعبارات لا لبس فيها أن الْمَقْدِس السماوي حقيقي. ويسمى هذا الْمَقْدِس الذي في السماء «الْمَسْكَن الْحَقِيقِيِّ» (عبرانيين ٨: ٢)، ويسمى كذلك «الْمَسْكَن الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ» (عبرانيين ٩: ١١)، في حين أن الْمَسْكَن الأرضي هو «شِبْهٌ وَظِلٌّ» للْمَسْكَنِ السماوي (عبرانيين ٨: ٥). وكما أن المثال هو مجرد تمثيل لشيء حقيقي، لذا فإن الْمَقْدِس الأرضي هو مجرد تمثيل (باهت) للمقدس السماوي. مع ذلك، وعلى الرغم من محدودية الْمَقْدِس الأرضي إلا أنه يعكس حقيقة الْمَقْدِس السماوي بطرق هامة.
والعلاقة بين الْمَقْدِسين تسمى الرمزية. والرمزية هي تصميم إلهي ورؤية نبوية مسبقة تنطوي على حقيقتين تاريخيتين متصلتين تسميان المرموز إليه (الأصل) والرمز (الصورة أو الشِبْه). ولأن الصلة تبدأ من المرموز إليه وتصل إلى الرمز (الصورة أو الشِبْه) فإنه يمكننا أن نرى في سفر العبرانيين أن النموذج السماوي الذي رآه موسى يُشار إليه على أنه «المرموز إليه أو «المثال» (عبرانيين ٨: ٥) بينما يُشار إلى الْمَقْدِس الأرضي على أنه «الرمز» أو «الشِبْه» (عبرانيين ٩: ٤٢). وتوفر هذه الحقيقة المزيد من الأدلة على أن الْمَقْدِس السماوي كان موجوداً قبل الأرضي. وكأدفنتست سبتيين، نحن نجد أنفسنا على أرضية كتابية صلبة عندما نؤكد على الحقيقة المادية الملموسة للمقدِس السماوي.
الثلاثاء
٨ أكتوبر
المسيح بوصفه الْمَقْدِس أو الهيكل
اقرأ يوحنا ٢: ٩١ـ ١٢. لماذا يُقارن جسد المسيح بالهيكل؟ انظر يوحنا ١: ٤١.
_____________________________________________________________________________________________________________________________ _
أحد المواضيع الواردة بإنجيل يوحنا هو أن المسيح «الهيكل» الأفضل قد جاء. ويرِد أول ذكر لصورة المَقدِس في يوحنا ١: ٤١ حيث نقرأ أن المسيح هو «الكلمة» الذي صار جسداً وحل بين البشر، وأن البشر قد رأوا «مجده». والكلمة اليونانية التي تعني «أن يسكن أو يحل» هي «اِسْكِيِّنُو» وهي الفعل الذي تأتي منه الكلمة التي تعني «المسكن» وهذه الكلمة هي «اِسْكِيِّنْ»؛ وهكذا يمكن للمرء ترجمة عد ٤١ كالتالي: والكلمة «سكن بَيْنَنَا». وفي هذا السياق تذكرنا كلمة «مجد» بمجد الله الذي ملأ كل من الْمَسْكَنَ الذي كان في البرية (خروج ٠٤: ٤٣و ٥٣) والمجد الذي ملأ هيكل سليمان عند تدشينه (٢ أخبار الأيام ٧: ١ـ ٣). لذلك فعندما جاء المسيح إلى الأرض في الجسد، كان بذلك قد أتم وعد الله المتعلق بالهيكل وسُكنى الله وسط شعبه.
ومثلما تظهر الفقرات الكتابية أعلاه، فقد أعلن المسيح أنه هو نفسه الهيكل مما يدل بالفعل على أن الدلالة التي كانت للمسكن الأرضي قد انتهت بعد موت المسيح (يوحنا ٢: ٩١ـ ١٢؛ متى ٧٢: ١٥). أيضاً، وعندما قال المسيح أنه خبز الحياة (يوحنا 6: ٥٣) وبأنه نور العالم (يوحنا ٨: ٢١) فهو ربما كان يشير بذلك إلى ما وراء المَنِّ [الطعام] الذي كان على المائدة، فربما كان يشير إلى خبز الوجوه والمنارة وهي الأغراض التي كانت توجد بالمسكن الأرضي. وهناك إشارة واضحة إلى المسكن نجدها في الإشارة إلى المسيح بأنه «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (يوحنا ١: ٩٢).
«كان كل الذين يقومون بخدمة تتصل بالمسكن يتلقون تعليماً مستمراً فيما يتعلق بتدخل المسيح نيابة عن الجنس البشري. وقد صُمِّمَت هذه الخدمة لتخلق في كل قلب محبة لشريعة الله، التي هي شريعة ملكوته. وقد كان المقصود للذبيحة الكفارية أن تكون درساً عملياً لمحبة الله المعلنة في المسيح الذي بذل نفسه وتألم ومات وأخذ على عاتقه ذنب الخطية التي ارتكبها الإنسان، لقد جُعِلَ المسيحُ الطاهرُ البارُ خطيةً من أجلنا» (روح النبوة، رسائل مختارة، مجلد ١، صفحة ٣٣٢).
يسهل جداً، نظراً لطبيعتنا الآثمة، التفكير في أن الله غاضب منا. كيف يمكن لإعلان محبة الله لنا، كما هو مُبَيَّن في حياة وموت المسيح، أن يساعد كل واحد منا على أن يدرك، على المستوى الشخصي، أن الله يحبنا على الرغم من أخطائنا؟ بأية طرق يمكن لهذا الإدراك أن يشجعنا على إحراز النصرة على الذات؟
الأربعاء
٩ أكتوبر
الكنيسة بوصفها الْمَقْدِس
لم يعد للمقدِس الأرضي أي غرض حقيقي في خطة الخلاص بعد صعود المسيح إلى السماء وتنصيبه رئيس كهنة في الْمَقْدِس هناك (انظر متى ٧٢: ٠٥و ١٥). مع ذلك لا يزال الله يسعى إلى أن يسكن وسط شعبه على الأرض، الأمر الذي أصبح الآن ممكناً من خلال الروح القدس. ويستخدم الرسل الهيكل كصورة مجازية للتعبير عن هذه
الحقيقة.
اقرأ ١كورنثوس ٣: ٦١و ٧١؛ ٦: ٩١و ٠٢؛ ٢كورنثوس ٦: ٦١؛ أفسس ٢: ٩١ـ ٢٢. لاحظ الصورة المجازية للمسكن في هذه الفقرات. ما هي الحقيقة التي يُعَلِّمُها الكتاب المقدس هنا؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
يتحدث بولس في ١كورنثوس ٣: ٦١و ٧١ إلى الكنيسة بوصفها وحدة مشتركة متضامنة. ويعرض بولس في حديثه إليهم مواضيع متعلقة بالهيكل مثل المِلْكِيَّة (١كورنثوس ٣: ٦١) والقداسة (١كورنثوس ٣: ٧١). وفي ١كورنثوس ٦: ٩١و ٠٢ يطبِّق بولس نفس المبادئ المتعلقة بالهيكل على المؤمنين بصفة فردية. فالمؤمن، بوصفه هيكلاً، هو «أرض» مقدسة، وبناء عليه فهو ملزم مِن قِبل الله بعيش حياة قداسة. ويستخدم بولس الصورة المجازية للهيكل للتأكيد على دعوته لهم إلى عيش حياة طهارة وقداسة، وهي الحياة التي يحددها ويعرِّفُها في هذا السياق على أنها حياة الطهارة الجنسية وعدم ارتكاب الزنى (١كورنثوس ٦: ٥١ـ ٨١). وتتناسب آخر إشارات بولس إلى الكنيسة بوصفها مقدساً إلهياً مع هذا النسقِ المتعلق بالطهارة والقداسة، فإنه ليس هناك أرضية مشتركة بين المؤمنين وغير المؤمنين (٢كورنثوس ٦: ٤١ـ ٧: ١) وذلك لأن الكنيسة في علاقة عهد مع الله وهي مِلْكَاً له بالتمام (٢كورنثوس ٦: ٨١).
وفي الوقت ذاته، الكنيسة ليست هيكل الله فحسب ولكنها كهنوت مقدس أيضاً (1بطرس ٢: ٥و ٩). ولا شك في أن مسؤوليات هامة قد ترتبت على امتيازات مثل هذه. فمن المهم إذن أن نُخضع حياتنا بالإيمان والطاعة للرب الذي أعطانا الكثير والذي يطلب منا الكثير، في المقابل.
بالطبع نحن مخلَّصون ببر المسيح الذي يغطينا بالتمام. مع ذلك، ونتيجة لما أُعطينا إياه في المسيح، ما الذي يطلبه الله منا في المقابل؟ والأهم من ذلك، كيف يمكننا بذل قصارى جهدنا لعمل ما يطلبه منا؟
________________________________________________
الخميس
٠١ أكتوبر
خليقة جديدة
اقرأ رؤيا ٧: ٥١ـ ٧١. أين هم المفديون، وكيف تصفهم هذه الفقرة الكتابية؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ _
تصف هذه الآيات المفديين على أنهم ملوكٌ وكهنةٌ يخدمون في بيت الله وهيكله (رؤيا ١: ٦؛ ٥: ٠١؛ ٠٢: ٦). والوعد بأن «الْجَالِس عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ» (رؤيا ٧: ١٥) فيه إشارة إلى حضور الله في مسكن البرية حيث سكن الله وسط بني إسرائيل وقادتهم قديماً. وفي الأرض الجديدة سيصبح الْمَقْدِس مجدداً المكان المثالي للعلاقات حيث سيلتقي معاً كل من الله والمفديين. وسيكفل الْمَقْدِس كل من المأوى والحماية وملء الحياة، في حضور الله ومسيحه. فالمسيح الذي سكن ذات مرة وسط شعبه (يوحنا 1: ٤١) سيبسط الآن مسكنه فوق قديسيه بحيث يمكنهم «السكن» في مقدسه.
اقرأ رؤيا ١٢: ١ـ ٢٢. كيف يتم وصف أورشليم الجديدة؟ ما هي أوجه الشبه التي تجدها بين المدينة الْمُقدَسة وبين الْمَقْدِس في هذه الفقرات الكتابية؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ _
لا يرى يوحنا مقدساً (هيكلاً) في أورشليم الجديدة (رؤيا ٢١: ٢٢) لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد هناك هيكلاً. بدلاً من ذلك، ستكون أورشليم الجديدة نفسها هي الهيكل وستكون «مَسْكَن اللهِ» (رؤيا ١٢: ٣). والعديد من السمات التي كان يتسم بها الْمَقْدِس ستكون مميزةً لأورشليم الجديدة: فهي مدينة «مقدسة» أصلها سماوي (رؤيا ١٢: ٢و ٠١)؛ وللمدينة نفس الشكل التكعيبي الذي لقدس الأقداس (رؤيا ١: ٦١؛ ١ملوك ٦: ٠٢)؛ وتخومها [حدودها] شبيهة بتخوم الهيكل، فإنه «لَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ» (رؤيا ١٢: ٧٢)؛ والأهم من ذلك كله هو حضور الله في أورشليم الجديدة. وسيمكننا في مقدس الله العيش في أوثق علاقة ممكنة (رؤيا ١٢: ٣و ٧). هذا هو الهدف من الخلاص.
نحن نتحدث عن عيش الأبدية في علاقة وثيقة مع الله. لماذا من المهم إذن بالنسبة لنا أن نسير الآن، وكما تقول روح النبوة مراراً وتكراراً، في «شركة وثيقة مع الله»؟
___________________________________________
الجمعة
١١ أكتوبر
لمزيد من الدرس
اقرأ لروح النبوة من كتاب التربية الحقيقة الفصل الذي بعنوان «مدرسة الحياة الأخرى»، صفحة ٢٥٣- ١٦٣)؛ واقرأ كذلك صفحة ٥٢٧ - ٢٣٧ من كتاب الصراع العظيم.
«إن الخوف من جعل الميراث العتيد يبدو مادياً أكثر من اللازم جعل كثيرين يفسرون الحقائق التي تقودنا إلى اعتباره وطننا تفسيراً روحياً يُفقدها معناها. لقد أكد المسيح لتلاميذه أنه ماض ليعد لهم منازل في بيت الآب. فالذين يقبلون تعاليم كلمة الله لن يجهلوا جهلاً تاماً ما يختص بالمسكن السماوي. ومع ذلك فإنه ’مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ‘ (١كورنثوس ٢: ٩). إن لغة البشر قاصرة عن وصف مكافأة الأبرار. ولن يعرفها إلا من يرونها. ولا يمكن لعقل محدود قاصر أن يدرك مجد فردوس الله» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٨٢٧).
أسئلة للنقاش
١. لماذا في اعتقادك من المهم بالنسبة لنا أن نفهم أن مسكن الله السماوي هو مكان حقيقي؟ وفي الوقت ذاته، أيضاً، لماذا يجب أن نكون حذرين وأن لا نقوم بإجراء مقارنة مفصَّلة بين المسكن الأرضي والمسكن السماوي؟
٢. في الصف، تمعنوا في فكرة الكنيسة بوصفها «مقدِس». كيف تفهم هذا الحق؟ أيضاً، كيف يمكننا ككنيسة العمل جاهدين على جعل الكنيسة «مقدِساً» لله؟
٣. «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟» (١كورنثوس ٣: ٦١). ما الذي تعلمنا إياه هذه الآية، وكيف يمكننا تطبيق ما يرد فيها من تعاليم على الطريقة التي نعيش بها؟
٤. أمعن التفكير أكثر في فكرة أننا الآن «كهنة» وفي أننا سنعمل ككهنة بعد المجيء الثاني للمسيح. ما هي الوظائف التي نقوم بها الآن بوصفنا كهنة وماذا ستكون الوظائف التي سنقوم بها بعد عودة المسيح؟ ولماذا يعد استخدام كلمة «كهنة» في حد ذاته دليلاً يبين لنا مدى مركزية وأهمية معنى الْمَقْدِس بالنسبة لخطة الخلاص؟
قصة الأسبوع
القطيع الصغير الصادق
غالباً ما يتولى القس الواحد في الصين مسؤولية أكثر من كنيسة. يشرف القس «صن» على عشر كنائس و٠٠٢ مجموعة صغيرة يصل عدد أعضاء كل مجموعة من هذه المجموعات حوالي شخصا. ومن أجل رعاية كل هذه الكنائس والمجموعات يعمل القس «صن» على تدريب كارزين علمانيين. تعرفت الأخت «شو» على المسيح وانضمت إلى كنيسة الأدفنتست السبتيين في عاصمة المقاطعة. وقد أرادت شو أن تشارك إيمانها الجديد مع عائلتها وأصدقائها الذين يعيشون في بلدتها. يبلغ عدد سكان مدينة «وو يان» حوالي ٠٠٠٠٠٠١ شخص. وعندما وصلت شو إلى هناك قامت بمشاركة إيمانها مع أختها أولاً ومن ثم مع الآخرين. وجدت شو العديد من الأشخاص الذين أراد أن يسمعوا عن المسيح، فطلبت شو من القس صن أن يرسل إليها شخصاً يساعدها في تأسيس كنيسة في مدينة «وو يان».
قام القس صن بإرسال «ليو» وهو رائد من رواد الكرازة حول العالم، ليعمل مع شو. وبالفعل التقى بأخت «شو» وبعض الجيران في منزل «شو». قامت إحدى الفتيات بإخبار المسؤولين في كنيستها [غير الأدفنتستية] بأنشطة «لو»، الأمر الذي خلق متاعباً له. صلت مجموعة المؤمنين الصغيرة الجديدة من أجل أن يحمي الله قطيع المؤمنين الصغير هذا. قام لو بزيارة الكنيسة المجاورة والتقى مع العديد من الأشخاص الذين كانوا منفتحين لسماع ما كان يؤمن به لو. وقام لو بشرح طبيعة عمله.
طلبت إحدى السيدات بهذه الكنيسة أن تدرس الكتاب المقدس مع لو. وبالفعل درس لو معها وقامت بدورها بإحضار خمسة أشخاص آخرين لمقابلة لو ودراسة الكتاب المقدس معه. وبدأ هؤلاء الأشخاص الستة، الذين من الكنيسة المجاورة، في حفظ السبت. شجعهم لو على مواصلة الذهاب إلى كنيستهم في يوم الأحد والبحث عن مسيحيين آخرين ممن لديهم قلوباً صادقة في البحث عن الحق ويريدون معرفة ما يعلّمه الكتاب المقدس. غضب قادة الكنيسة المجاورة عندما عرفوا أن أكثر من ٠٢ عضواً من أعضاء كنيستهم كانوا يدرسون دروس الكتاب المقدس ليصحبوا أدفنتست سبتيين وطلبوا من هؤلاء الأشخاص التوقف عن حضور كنيستهم الأم. لكن المجموعة الصغيرة واصلت إخبار الآخرين عما قد اكتشفوه. قام المؤمنون بدعوة أصدقائهم وكل من هم في حاجة للمجيء للصلاة والحصول على المساعدة.
وفي غضون سنة واحدة أصبح هناك مجموعة من أكثر من ٠٣ عضواً تجتمع بانتظام في يوم السبت، وقد اعتمد ٨١ شخصاً. يجب على المؤمن الجديد في الصين أن يعرف حقائق الكتاب المقدس ويجتاز اختباراً قبل أن تتم معموديته. لذلك، فإن معمودية ٨١ شخصاً تعد أمراً رائعاً.
يعمل عطاؤنا المرسلي على دعم الكنيسة الأدفنتستية حول العالم في مواجهة التحديات وإخبار الجميع في كل مكان أن المسيح يحبهم ومات ليخلصهم. شكراً على مساهمتكم في دعم العمل المرسلي حول العالم.
يعمل القس «صن» في الصين. وقد تم تشويش هذه الصورة لحماية هويته.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت:
(www.AdventistMission.org)
الدرس الثالث
٢١- ٨١ أكتوبر
الذَبِيحَةُ
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: تكوين ٣: ٩ـ ١٢؛ خروج ٢١: ١٢ـ ٧٢؛ لاويين ٢: ١ـ ٣؛ تكوين ٢٢: ١ـ ٩١؛ لاويين ٧١: ٠١و ١١؛ فيلبي ٤: ٨١.
آية الحفظ: «فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ» (رومية ٢١: ١).
إن مفهوم الذبيحة هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبشارة الإنجيل بأكملها. ونجد في لغات الكتاب المقدس أن الكلمات المستخدمة لتعني «ذبيحة» غالباً ما تصور فكرة الاقتراب من الله أو الإتيان بشيء إليه. ويصف المعنى الأساسي للكلمات العبرية المستخدمة لتعني القربان أو التقدمة أو الذبيحة عمل الاقتراب إلى الله والإتيان بشيء ما إلى محضره. والكلمة المعادلة لهذه الكلمات في اللغة اليونانية تعني «هدية» وتصف تقديم ذبيحة.
وبالمثل، فإن الكلمة الإنجليزية «gnireffo» تأتي من الكلمة اللاتينية « erreffo» وهي تعني تقديم هدية ولهذا نجد أن الكلمة في العربية هي «تقدمة». وكلمة ذبيحة هي مزيج من الكلمة اللاتينية « recas» أي (مقدس) وكلمة « erecaf» أي «جعل» وهي تشير إلى عَمَلِ جَعْلِ شيءٍ ما مقدساً.
سننظر هذا الأسبوع إلى بعض من الذبائح التي قدمها المؤمنون إلى الله. وسنكتشف أن الله كان يدعو دائماً إلى تقديم ذبائح وأنه لا يزال يفعل ذلك اليوم [فهو يطلب منا تقديم نفوسنا ذبيحة حية له].
وبطبيعة الحال، والأهم من ذلك، هو أن الله قد قدم الذبيحة العظمى والقصوى وهي تقديم نفسه ذبيحة في شخص يسوع المسيح.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.
الأحد
٣١ أكتوبر
الذبيحة الأولى
اقرأ تكوين ٣: ٩ـ ١٢. ماذا كان رد الله على آدم وحواء بعد خطيئتهما؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
عاش آدم وحواء في عالم مثالي، لقد عاشا في جنة تشبه الْمَقْدِس. وقد منحهما الله تواصلاً وجهاً لوجه معه بوصفه خالقهما. وقد أحدثت خطيئتهما الأولى شقاً وصدعاً في علاقتهما معه. مع ذلك فقد كان الله قد خطط بالفعل لكيفية مواجهة مثل هذا الصدع في الثقة. وحتى قبل صدور أي إدانة ضدهما، أعطاهما الله الرجاء في مُخَلِّص (تكوين ٣: ٥١).
«وقف كل من آدم وحواء كمجرمَين أمام الله في انتظار الحكم الذي جلبه عليهما تعديهما. وقبل أن يسمعا عن الشوك والحسك والحزن والكرب الذي كان ينبغي أن يكون من نصيبهما، وقبل أن يسمعا عن التراب الذي كان ينبغي أن يعودا إليه، استمعا إلى الكلمات التي لا بد وأنها قد ألهمتهما بالأمل والرجاء. وعلى الرغم من أنه كان عليهما أن يعانيا ...، إلا أنه كان بمقدورهما التطلع قدماً إلى النصرة النهائية» (روح النبوة، لكي ما أعرفه، صفحة ٦١).
ولقد أظهر الرب لهما ما تنطوي عليه تلك النصرة في نهاية المطاف، وذلك عندما صنع لهما أَقْمِصَةً من جلد لستر عريهما وخزيهما، وكان ذلك بعد أن نطق بالدينونة مباشرة. وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس لم يذكر شيئاً عن الحيوان الذي اُستخدم جلده لسترهما، إلا أنه لا بد وأن حيواناً بريئاً كان عليه أن يموت من أجل أن يكتسي آدم وحواء، وربما فُهِمَ هذا العمل على أنه نوع من التضحية والذبيحة (تكوين ٣: ١٢).
لقد أصبح توفير الله للزوجين المذنبين ثياباً بمثابة عمل رمزي. فمثلما عملت الذبائح في مسكن البرية على التأكيد على وجود علاقة خاصة بين الله وشعبه، هكذا كان عمل الكساء في الجنة تأكيداً للمذنبَين على مشيئة الله الحسنة نحوهما. لذلك فقد كانت الذبائح، ومنذ الأيام الأولى من تاريخ البشرية، تعلِّم بأن البشر الخطاة يمكنهم الاتحاد مع الله، ولكن فقط من خلال موت المسيح المُشار إليه مسبقاً من خلال هذه الذبائح.
أعِد قراءة تكوين ٣: ٩ـ ٢١. ما الذي تتعلمه من معرفة أنه حتى قبل أن ينطق الله بكلمات الإدانة للزوجين المذنبين، أعطاهما الوعد «بالنصرة النهائية»؟ ما الذي يقوله ذلك عن موقف الله تجاهنا، حتى في حالتنا الساقطة؟
_______________________________________________________________________________________
الاثنين
٤١ أكتوبر
أنواع التقدمات
كان بمقدور المؤمنين، في أزمنة العهد القديم، الإتيان بتقدمات في مناسبات مختلفة وفي ظروف شخصية مختلفة. وكانت الأشياء المختلفة التي كان مسموح لهم «بتقديمها» تشتمل على الحيوانات الطاهرة والحبوب والسكيب (الشراب) فضلاً عن أشياء أخرى. والذبائح الحيوانية هي من أقدم عناصر خدمة المسكن. فقد كان كل من خدمة تقديم الذبائح والخدمة الكهنوتية في مركز النظام الديني لبني إسرائيل قديماً. وكانت الحياة الدينية من دون ذبائح أمراً لا يمكن تصوره.
ما هي أنواع التقدمات الوارد تصويرها في النصوص التالية؟ خروج ٢١: ١٢ـ ٧٢؛ لاويين ٢: ١ـ ٣؛ خروج ٥٢: ٢ـ ٧؛ لاويين ٤: ٧٢ـ ١٣.
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ _
لقد أنشأ الله نظام الذبائح حتى يتمكن المؤمنون من الدخول في علاقة وثيقة معه. لهذا كان من الممكن أن يُؤتى بتقدمات في مختلف الأحوال والظروف. فكان يؤتى بالتقدمات للإعراب عن الشكر وللتعبير عن الفرح والاحتفال، وكان يؤتى بالتقدمات لتكون بمثابة هدية، أو لالتماس المغفرة أو التوبة. وكان يؤتى بالتقدمات كذلك لتكون رمزاً للتكريس وللتعويض أيضاً.
ومن بين أهم أنواع التقدمات أو القرابين كان هناك «قربان مُحْرَقَةٍ» (لاويين ١) «وقُرْبَانُ دَقِيق» (لاويين ٢)، فضلاً عن ذَبِيحَةَ السَلاَمَةٍ (لاويين ٣)، وذبيحة الخطية (لاويين ٤)، وذبيحة (التعدي) التعويض (لاويين ٥: ٤١ـ ٦: ٧). وكانت التقدمات الثلاث الأولى أعلاه اختيارية طوعية، وكان المقصود منها تذكير مُقَدِّمِها (وتذكيرنا نحن) بأن كل ما نحن عليه وكل ما لدينا هو، في النهاية، مِلْك لله وعائد إليه. ويرمز قربان المُحْرَقَة إلى التكريس التام من جانب الشخص الذي يأتي بالتقدمة. ويرمز قربان الدقيق إلى تكريس ممتلكاتنا المادية لله سواء كان طعاماً أو حيوانات أو أي شيء آخر. أما تقدمة السلامة فهي الذبيحة الوحيدة التي يتسلم فيها مقدم التقدمة جزءاً من التقدمة للاستهلاك الشخصي.
وكانت الذبيحتان الأخريان إلزاميتين، وكانتا تذكران الناس بأنه، وبالرغم من أن للأخطاء عواقب، إلا أن هذه الأخطاء يمكن «مداواتها». أما تقدمة التطهير والتي غالباً ما تسمى «ذبيحة إثم»، فتُقدَّم بعد اقتراف الشخص لنجاسة تتعلق بالطقوس أو بعد أن يصبح الشخص مدركاً لنجاسة أخلاقية لديه عن طريق الخطية.
إن الوظيفة واسعة النطاق للتقدمات تُظْهِرُ أن كل جانب من جوانب حياتنا ينبغي أن يخضع لسيطرة الله. كيف يمكنك أن تتعلم إخضاع ذاتك وكل ما لديك لله بالتمام؟ ما الذي يحدث عندما لا تفعل ذلك؟
____________________________________________
الثلاثاء
٥١ أكتوبر
محرقة أَرْضِ الْمُرِيَّا
اقرأ تكوين ٢٢: ١ـ ٩١. ما الذي تعلمه إبراهيم حول الذبيحة والمحرقة؟
_________________________________________________________________________________________________________________
ماذا كان قصد الله من هذا التحدي المذهل لإيمان إبراهيم؟ لطالما كانت حياة أبينا إبراهيم مصحوبة بالوعود الإلهية: الوعد بالأرض والذرية والبركات؛ الوعد بأن يكون له ابن؛ والوعد بأن الله سيعتني بإسماعيل. وكان إبراهيم يقدم ذبائح، لكنه كان يفعل ذلك دائماً على ضوء وعد ما. مع ذلك، فهو، وفي الحالة المذكورة في تكوين 22، لم يحصل على أي وعد إلهي؛ بل طُلِبَ منه بدلاً من ذلك أن يضحي بالوعد الحي، بابنه اسحق. وقد أظهر إبراهيم من خلال إطاعته للأوامر الإلهية أن الله كان أكثر أهمية بالنسبة له من أي شيء آخر.
«إن الله لكي يطبع على عقل إبراهيم حقيقة الإنجيل ولكي يختبر إيمانه أمره أن يقدم ابنه ذبيحة. إن الآلام النفسية الهائلة التي جاز فيها في تلك الأيام المظلمة، أيام التجربة المخيفة سمح الله بها لكي يفهم إبراهيم من واقع اختباره شيئاً عن عظمة الذبيحة التي قدمها الله غير المحدود لفداء الإنسان، لم يكن أي امتحان آخر ليسبب لإبراهيم مثل ذلك العذاب النفسي الذي اختبره عن الشروع في تقديم ابنه ذبيحة، ولقد بذل الله ابنه ليموت موت العذاب والعار» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ٩٢١).
وفيما يتعلق بالذبيحة، فقد أدرك إبراهيم مبدأين أساسيين. المبدأ الأول هو أنه لا يمكن لأحد سوى الله نفسه أن يقدم الذبيحة الحقيقية، وكذلك وسيلة الخلاص. إن الرب هو الذي يُدبّر ويرى لنفسه. وقد خَلَّدَ إبراهيم هذا المبدأ من خلال تسمية المكان «يَهْوَهْ يِرْأَهْ» والتي تعني «اللهُ سيتدبر الأمر وسيوفر المطلوب». المبدأ الثاني هو أن الذبيحة الحقيقية هي ذبيحة تعويضية بديلة، فهي الذبيحة التي أنقذت حياة إسحق. فقد أُصعد الكبش محرقة «عوضاً عن إسحق» (تكوين ٢٢: ٣١). وقد كان هذا الكبش الذي وفره الله إشارة مسبقة إلى حمل الله، يسوع المسيح، الذي قيل عنه أن «الرَّبّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء ٣٥: ٦و ٧؛ أعمال ٨: ٢٣).
يا له من خضوع مذهل لله هذا الذي أظهره إبراهيم! مَن يمكنه تخيل ما عانى منه إبراهيم خلال هذا الاختبار القاسي؟ فكر في آخر مرة كان عليك فيها التصرف بإيمان، وذلك من خلال إقدامك على عمل شيء تسبب لك في كثير من الألم. ما الذي تعلمته من الأمور التي أقدمت عليها بالإيمان وما مدى رسوخ الدرس، الذي نتج عن ذلك، في ذهنك؟
الأربعاء
٦١ أكتوبر
حياة مقابل حياة
اقرأ لاويين ٧١: ٠١و ١١. ما هي الوظيفة التي يعطيها الله للدم؟
__________________________________________________________________________________________________________________________________________
يقدم الله، في هذه الفقرة التي يَنْهَى فيها بني إسرائيل عن تناول أي دم، سبباً مهماً لهذا التحريم: إن في الدم حياة، وقد جعل الله دم الذبائح فدية لحياة الإنسان. فحياة واحدة، ممثلة في الدم، هي فدية حياة أخرى. إن مبدأ الاستبدال الذي أصبح واضحاً على جبل الْمُرِيَّا، عندما قدم إبراهيم دم الكبش عوضاً عن دم ابنه، هو مبدأ منه اُسْتُمِدَت، وبشكل كبير، المتطلبات القانونية التي وضعها الله لإسرائيل قديماً.
يعلن الله، مثلما يفعل في سفر التكوين ٢٢، أنه هو نفسه الذي يدبر ويوفر وسيلة للتكفير؛ ويتم في اللغة العبرية التشديد على كلمة «أَنَا» في عبارة «فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ» (لاويين ٧١: ١١). فنحن لا يمكننا توفير وتدبّر فدائنا. فإنه لا بد وأن نُعْطَى الفداء من عند الله.
ويختلف في الكتاب المقدس مفهوم الذبائح عن مفهومه في الديانات الأخرى التي تستخدم الذبائح في ممارساتها الدينية. فليس الإنسان هو الذي يقترب من الله ويعرف كيف يرضيه؛ بالأحرى الله هو الذي يوفر الوسيلة للإنسان حتى يدخل إلى محضره المقدس. والله نفسه، في المسيح، هو الذي وفَّر دم الفدية.
اقرأ ١صموئيل ٥١: ٢٢ وميخا ٦: ٦ـ ٨. ما هي بعض المخاطر التي يفرضها نظام الطقوس؟
__________________________________________________________________________________________________________________________________________
لم يقصد الله أبداً أن يكون نظام الذبائح بديلاً عن موقف القلب؛ بل على العكس من ذلك، كان المقصود للذبائح أن تفتح قلب المؤمن للرب. وإذا كنا نغفل عن حقيقة أن الذبائح هي تعبير عن علاقة روحية بين الله وبيننا وبأنها تشير إلى شيء أعظم بكثير من ذاتها، تشير إلى يسوع المسيح، فإنه يمكننا بسهولة أن نخطئ فهم القصد من طقوس الذبائح وبالتالي نجعل منها أداة تلقائية للتكفير. لكن ما يريده الله، إلى جانب الذبيحة، هو أن تكون قلوبنا مستقيمة معه (مزمور ١٥: ٦١و ٧١). إن الأنبياء الإسرائيليون قد اتهموا، باستمرار، الشعبَ بالتقوى الزائفة وطلبوا منه أن « تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ» (ميخا ٦: ٦ـ ٨؛ قارن إشعياء ١: ٠١ ـ ٧١).
بأية طرق نواجه نفس الخطر المعرب عنه أعلاه؟ لماذا يصعُب في كثير من الأحيان ملاحظة أنه يمكن أن نكون نحن فاعلين بالضبط ما فعله بنو إسرائيل قديماً فيما يتعلق بهذا الموضوع؟ كيف يمكننا تجنب هذا الخطأ؟
الخميس
٧١ أكتوبر
ذبائح اليوم/ ذبيحة حية
على الرغم من أنه لم يَعُد هناك حاجة إلى مزيد من الذبائح الحيوانية بعد موت المسيح، يتحدث العهد الجديد عن الحاجة إلى نوع آخر من الذبيحة بدلاً من ذلك.
وفقاً لهذه الفقرات، ما هي التقدمات التي يجب علينا أن نأتي بها إلى الرب اليوم؟ رومية ٢١: ١و ٢؛ فيلبي ٤: ٨١؛ عبرانيين ٣١: ٥١و ٦١؛ ١بطرس ٢: ٥.
_____________________________________________________________________________________________________________________________
لقد عمل المصطلح المأخوذ من نظام الذبائح قديماً على تقديم خير وصفٍ للمفهوم المسيحي المبكِّر حول ما يعنيه عيش حياة مكرسة بالتمام لله. في الواقع أن بولس، وعندما كان يفكر في أمر استشهاده، وصف نفسه بأنه تقدمة سكيب (فيلبي ٢: ٧١؛ ٢تيموثاوس ٤: ٦).
ما هي الرسالة المحددة المقدمة في رومية ٢١: ١؟ بأية طرق يمكننا إظهار هذا الحق في حياتنا الخاصة؟
__________________________________________________________________________________________
تعني «الذبيحة الحية» أن الشخص، بمجمله، مُقَدَّم لله. ويتضمن ذلك تكريس الجسد (رومية ٢١: ١) وكذلك التغيُّر في الكيان الداخلي للشخص (عد ٢). يجب أن نُفْرَزَ («نُقَدَّس») جانباً للغرض الوحيد وهو خدمة الرب. إن المسيحيين سيقدمون نفوسهم بالتمام إلى الرب بسبب «مراحم الله»، كما هي مبينة في رومية ٢١: ١ـ ١١، والتي تُقَدِّمُ المسيحَ بوصفه ذبيحتنا ووسيلة خلاصنا.
وفي هذا السياق يناشد بولس المسيحيين أن يكونوا مشابهين للمسيح. إن الفهم الصحيح لنعمة الله يقود إلى حياة مكرسة لله وإلى خدمة الآخرين بدافع المحبة. إن إخضاع الذات ورغباتها لمشيئة الله هو الاستجابة المقبولة الوحيدة لذبيحة المسيح العظيمة من أجلنا.
وفي النهاية يجب أن يكون هناك تناغم بين فهمنا للحق الروحي والعقائدي وبين خدمتنا للآخرين. وينبغي لكل جانب من جوانب حياة المؤمن أن يعبِّر عن التكريس الحقيقي لله. إن العبادة الحقيقية الصادقة هي ليست عبادة ذهنية روحية فقط؛ بل لا بد وأن تشتمل على أعمال خارجية تتسم بخدمتنا للآخرين بروح التفاني. فعلى كل حال، فَكِّر في ما فعله الرب من أجلنا.
الجمعة
٨١ أكتوبر
لمزيد من الدرس
«لقد كان من الصعب حتى على الملائكة أنفسهم أن يفهموا سر الفداءـ أن يفهموا كيف أن ملك السماء ابن الله ينبغي أن يموت لأجل الفجار، وحين أصدر الله أمره لإبراهيم أن يقدم ابنه أثار ذلك اهتمام كل الخلائق السماوية، وبغيرة عظيمة راقبوا كل خطوة سار فيها إبراهيم لتنفيذ أمر الرب. وحين أجاب إبراهيم عن سؤال ابنه القائل «أين الخروف للمحرقة؟‘ بقوله ’الله يرى له الخروف‘ وحين أُوقِفت يد الآب وهو يشرع في ذبح ابنه، وقُدم الكبش الذي قد أعده الله بدلاً من اسحق - حينئذ ألقى نور عظيم على سر الفداء، وحتى الملائكة فهموا فهماً أعمق التدبير العجيب الذي أعده الله لخلاص بني الإنسان» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ٠٣١).
أسئلة للنقاش
١. «ستمشي أقدامنا في نهجه وستنطق شفاهنا بالحق وستنشر الإنجيل؛ وستجلب ألسنتنا شفاءً، وستُنْهِض أيادينا أولئك الذين سقطوا، وستقوم بالعديد من المهام الدنيوية أيضاً مثل الطهي والتنظيف والطباعة والتصليح؛ وستحتضن أذرعنا مَن يشعرون بالوحدة والعزلة والبغض والتهميش، وستستمع آذاننا إلى نداءات الحزانى المكروبين، وستتطلع أعيننا نحو الله بتواضع وأناة» [جون ستوت، رومية (دونرز جروف، إلينوي: إنترفيرستي، ٤٩٩١)، صفحة ٢٢٣]. بأية طرق يظهر هذا الاقتباس ما يعنيه أن يكون المرء «ذبيحة حية»؟ لماذا لا يكون الإنسان قادراً على عيش حياة من هذا القبيل إلا عندما يموت عن الذات ويتخلى عن الأُثرة؟
٢. كما رأينا أثناء درس هذا الأسبوع، إحدى أكبر المشاكل التي واجهها الناس قديماً كانت النظر إلى نظام الذبائح كما لو كان غاية ونهاية في حد ذاته بدلاً من أن يكون وسيلة تؤدي إلى غاية ونهاية: والغاية هي حياة مكرسة بالتمام إلى الله، وهو تكريس يعلن عن ذاته من خلال الإقدام على خدمة الآخرين بدافع المحبة. بأية طرق يعد الأدفنتست السبتيون (الذين حصلوا على الكثير من النور)، معرضين بصورة خاصة لخطر الانزلاق في عمل الشيء ذاته، بحيث قد يفكرون في أن الحقائق العظيمة التي لدينا هي غاية في حد ذاتها بدلاً من أن تكون وسيلة لغاية ونهاية؟
٣. أمعن التفكير في قصة إبراهيم وإسحق على جبل الْمُرِيَّا. فإنه، وعلى الرغم من أن هذه القصة مُؤلمة ومثيرة للحيرة، إلا أنه يمكن للمرء أن يجادل بأنه قد قُصِدَ لها أن تكون كذلك، وقُصِدَ لها أيضاً أن تسبب الفزع والأسى. لماذا في اعتقادك يمكن لأي شخص القول بأن قَصْدَ هذه القصة، ومن بين أمور أخرى، هو إثارة المشاعر في نفس القارئ؟
قصة الأسبوع
أفضل الأصدقاء للمسيح
يبلغ موسى ٨ أعوام من العمر. يعيش وأسرته في دولة أرمينيا الواقعة بين تركيا وجورجيا وأزربيجان.
كان موسى وعائلته قد انتقلوا للتو إلى قرية صغيرة في غرب أرمينيا. لم يكن موسى يعرف أي أحد هناك. ثم التقى بصبي في نفس عمره يُدعى «حايك». وسرعان ما أصبح الصبيان صديقين. وكانا يستمتعان باللعب معاً وركوب الدراجة. لاحظ موسى أن حايك لا يعرف المسيح، كما أن عائلته لا تذهب إلى الكنيسة. لذلك بدأ موسى في الصلاة من أجل صديقه. وقد أراد أن يدعو حايك إلى الكنيسة لكنه قرر أن يعطي حايك كتاباً عن المسيح ليقرأه أولاً.
أحب حايك الكتاب وبدأ في قراءته حتى قبل أن يغادر موسى بيته. لاحظت الأم أن حايك يقرأ في الكتاب في ساعات الليل المتأخرة وفي صباح اليوم التالي. كان الكتاب يحتوي على الكثير من الصور التي لفتت انتباه حايك.
وعندما قام موسى بزيارة حايك بعد بضعة أيام، قامت الأم بطرح بعض الأسئلة على الصبيين بشأن القصة التي كانت تعرف أنها موجودة بالكتاب. وقد قام حايك بالإجابة على كل الأسئلة. ويقول حايك بأنه يسرد على مسامع والدته القصص التي يقرأها، وقد بدأ كل من أمه واخته في قراءة الكتاب أيضاً.
وبعد بضعة أيام أخرى، طرح حايك على موسى السؤال التالي: «هل يمكنني الذهاب إلى الكنيسة معك؟»
شعر موسى بالدهشة والسعادة وقال: «بالطبع، يمكنك ذلك. بل لقد كنت على وشك أن أدعوك للذهاب!»
يحب حايك الكنيسة وهو يريد الذهاب إليها في كل سبت. ليس لدى الأطفال في أرمينيا دروس دراسة الكتاب المقدس، لذلك يكون المدرس مضطراً إلى قراءة الدرس باللغة الروسية ومن ثم يخبره للأطفال باللغة الأرمنية.
يشعر حايك بالسعادة البالغة بكل ما يتعلمه في الكنيسة لدرجة أنه دعا بعضاً من أصدقائه إلى الذهاب معه. وحدث في أحد الأسابيع أن خمسة أولاد وفتيات ذهبوا إلى الكنيسة مع حايك وهو يبحث عن مزيد من الأطفال ليدعوهم.
قام موسى بدعوة حايك، والآن يقوم الاثنان معا بدعوة آخرين، وهكذا تنمو الكنيسة في أرمينيا.
سيساعد عطاؤنا المرسلي في التبشير في بلدان عدد الأدفنتست السبتيين بها صغير. شكراً من أجل مساعدتكم في نشر البشارة من خلال أعطيتكم.
يشارك كل من موسى وحايك (إلى اليسار) إيمانهما في بلدة صغيرة في غرب أرمينيا. من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت:
(www.AdventistMission.org)
الدرس الرابع
٩١ - ٥٢ أكتوبر
دروسٌ من الْمَقْدِس
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: خروج ٠٤: ٩و٠١؛ لاويين ٩١: ٢؛ ١بطرس ١: ٤١ـ ٦١؛ خروج ١٣: ٢ـ ١١؛ رومية ٣: ٥٢ـ ٨٢؛ ١ملوك ٨: ١٣ـ ٣٥: مزمور ٣٧: ١ـ ٧١.
آية الحفظ: « ’فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِسًا لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ‘ « (خروج ٥٢: ٨).
إن الْمَقْدِس هو أحد أدوات الله الرئيسية لتعليمنا معنى البشارة. وإذ ندرس الْمَقْدِس في هذا الأسبوع دعونا ننظر إلى الرسم الموجود أدناه.
يركز درس هذا الأسبوع على بعض من الأفكار الرئيسية التي يقدمها الْمَقْدِس الأرضي. سندرس نظام الذبائح في وقت لاحق.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.
الأحد
٠٢ أكتوبر
مكان حضور الله
وفقاً لسفر الخروج ٥٢: ٨، ماذا كان الغرض من الْمَقْدِس الأرضي في البرية؟ ما هو الحق المدهش الذي يعلِّمه الْمَقْدِس الأرضي عن محبة الله لنا؟
___________________________________________________________________________________________________________________________________________
قطعت الخطية، في جنة عدن، العلاقة المباشرة (وجهاً لوجه) التي كانت بين الله والإنسان. لقد خسر أبوانا الأولان التواصل مع الله بدون عائق. مع ذلك فقد كان الخالق لا يزال راغباً في أن يجذبنا إليه وأن يتمتع بعلاقة عهد عميقة مع البشرية الساقطة. وبعد قرون لاحقة، قام الله مجدداً بأخذ المبادرة وجذب البشرية إلى حضرته مرة أخرى، وذلك من خلال تخليص بني إسرائيل من مصر وإقامة الْمَقْدِس الأرضي ونظام الذبائح.
وهكذا فإن الْمَقْدِس يشهد برغبة الله المتواصلة في السكن وسط شعبه، إن الله هو صاحب فكرة السكن وسط شعبه (مزمور ٢٣١: ٣١و ٤١) وهدفه الأسمى من ذلك هو أن تكون له علاقة مقدسة معهم. وقد كان الْمَقْدِس هو وسيلة الله المختارة لعمل ذلك. إن الْمَقْدِس هو الدليل الملموس على حضور الله مع شعبه على الأرض.
ويتضح من الوصف المقدم في الأصحاح الثاني من سفر العدد أن خيمة الاجتماع كانت تقع في وسط ساحة المخيم. فقد كان ملوك الشرق الأدنى قديماً معتادين على نصب خيامهم وسط شعوبهم. وهكذا فإن خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ كانت ترمز إلى أن الله هو مَلكٌ على بني إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، كان اللاويون ينْزِلُونَ حول خيمة الاجتماع (عدد ١: ٣٥)، وكانت الأسباط الأخرى تنصب خيامها في ثلاث مجموعات على «مسافة» تحيط بخيام اللاويين التي تتوسطها خيمة الاجتماع (عدد ٢: ٢). ويبين موضع الخيام هذا، بصورة ملموسة، كل من قرب الله وتباعده.
وكان الهدف الآخر من الْمَقْدِس هو توفير مكان لإقامة نظام عبادة مركزي من تصميم الله. ولأن حضور الله في وسط شعبه كان محفوفاً بخطر نجاسات بني إسرائيل وسقطاتهم الأخلاقية، لذا فقد وفَّر الله نظام ذبائح وتقدمات وقرابين كان يمكن من خلالها للأشخاص غير الْمُقدَّسين العيش والبقاء في حضور الله الْمُقدَّس.
وهكذا، فإن الْمَقْدِس، وفي هذا السياق، قد كشف عن تفاصيل بشأن خطة الفداء التي لم تشتمل على الذبائح فحسب ولكنها اشتملت كذلك على الخدمة الكهنوتية التي هي جزء لا يتجزأ من خطة الفداء أيضاً.
إن خالق الكون الذي كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ (انظر يوحنا ١: ١ـ ٣)، ومن خلال الْمَقْدِس الأرضي، قد اتضع ووضع نفسه للسكن وسط المشردين الهائمين في البرية. كيف ينبغي لهذه الحقيقة وحدها أن تساعدنا على تجنب إضمار التعصب والتحيز العرقي أو الطبقي أو الثقافي ضد أي شخص؟
الاثنين
١٢ أكتوبر
«كُونُوا قِدِّيسِينَ»
«وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَمْسَحُ الْمَسْكَنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، وَتُقَدِّسُهُ وَكُلَّ آنِيَتِهِ لِيَكُونَ مُقَدَّسًا. وَتَمْسَحُ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ، وَتُقَدِّسُ الْمَذْبَحَ لِيَكُونَ الْمَذْبَحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ» (خروج ٠٤: ٩و ٠١).
تبين لنا الآيتان في خروج ٠٤: ٩و ٠١ أنه كان ينبغي النظر إلى الْمَسْكَن باعتباره «مُقَدَّسَاً». والفكرة الأساسية للقداسة هي الفرز والتخصيص وذلك لاقتران الشيء وانتمائه لله.
«لقد كانت الخدمة النموذجية في الْمَقْدِس هي حلقة الوصل بين الله وشعبه. وقد تم تصميم تقدمات الذبائح لتكون تصويراً مسبقاً لذبيحة المسيح، فكانت بذلك تُبْقي في قلوب الناس إيماناً لا يتزعزع في الفادي العتيد أن يأتي. لذلك فقد كان من الأهمية بمكان أن يحافظ كل مَن له اتصال بالْمَقْدِس على قداسة القلب وطهارة الحياة وإظهار التوقير لله وإطاعة متطلباته بدقة، وذلك لكي يقبل الرب ذبائحهم ويواصل حضوره معهم وأيضاً لكي يكون للناس معرفة سليمة بخطة الخلاص وفهماً صائباً لواجباتهم» (موسوعة الأدفنتست التفسيرية، مجلد 2،صفحة ٠١٠.١).
اقرأ لاويين ٩١: ٢ و١بطرس ١: ٤١ـ ٦١. ما هو السبب الأساسي الذي من أجله ينبغي أن يكون الناس مقدسين؟
_____________________________________________________________________________________________________________________________
إن قداسة الله تغيّرنا وتفرزنا جانباً. وكانت قداسة الله هي الدافع الأسمى وراء السلوك الأخلاقي الصحيح لشعبه في كل مجالات الحياة (انظر لاويين ٩١)، سواء كان ذلك متمثلاً في مراعاة القوانين الغذائية (لاويين ١١: ٤٤و ٥٤)، احترام الكاهن (لاويين ٨: ١٢)، أو عدم السير وفق الشهوات السالفة (1بطس ١: ٤١). ومن الواضح أن الله يريد لنا أن ننمو في القداسة إذ نقترب منه أكثر. ويمكن لهذا التغيير أن يحدث فقط من خلال إخضاع، صريح، لعاداتنا الآثمة ومن خلال الاستعداد للقيام بعمل ما هو صواب بغض النظر عن العواقب.
فكر في نفسك وفي عاداتك وأذواقك ونشاطاتك وهلم جرا. ما مقدار ما يمكن اعتباره «مقدساً» فيما يتعلق بما أنت عليه وفيما يتعلق بما تفعله؟ إنه سؤال تصعب الإجابة عليه، أليس كذلك؟
الثلاثاء
٢٢ أكتوبر
آنيةُ الْمَقْدِس
اقرأ خروج ١٣: ٢ـ ١١. ماذا تعلمنا هذه الآيات حول صنع الأواني والأدوات المستخدمة في الْمَقْدِس الأرضي؟ ما هو الرابط بينها وبين الآية في تكون ١: ٢؟ (انظر أيضاً خرج ٥٢: ٩).
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
كان تابوت الشهادة، من بين كل الأغراض الموجودة في الْمَقْدِس، هو الرمز الأسمى لحضور الله وقداسته. واسم تابوت الشهادة مشتق من لوحي الشريعة الحجريين المسميين «الشهادة» (خروج ٢٣: ٥١و ٦١)، واللذين وُضعا داخل التابوت (خروج ٥٢: ٦١و ١٢).
وعلى الجزء العلوي من التابوت وُضِع «غطاء الرحمة» وكروبين اثنين يغطيان الغطاء بأجنحتهما (خروج ٥٢: ٧١ـ ١٢). وقد أُطلق عليه الاسم المناسب ألا وهو «غطاء الكفارة» لأنه يعبِّر عن فكرة أن إلهنا الحنون الرحيم قد صالح الناس إلى نفسه وأخذ كل التدابير اللازمة لصالحهم وذلك ليحتفظوا بعلاقة عهد معه.
وعند تابوت العهد كان يتم، مرة واحدة في السنة (أي في يوم الكفارة)، التكفير عن الشعب والْمَقْدِس (لاويين ٦١: ٤١ـ ٦١). ويشير بولس في رومية ٣: ٥٢ إلى المسيح بوصفه «غطاء الكفارة» (وعادة ما تترجم هذه الجملة على أنها «ذبيحة التكفير» أو «ذبيحة الكفارة»)، وذلك لأن المسيح نفسه هو مصدر الفداء، هو الذي بواسطته كَفَّرَ الله عن خطايانا.
وكانت الْمَنَارَةُ الطَّاهِرَةُ في القدس، الجزء الأول من الْمَقْدِس، توفر النور باستمرار (لاويين ٤٢: ١ـ ٤)، وكان مذبح البخور ينتج سحابة البخور اللازمة لتغشي حضور الله [المتمثل في غطاء الرحمة] عن الكاهن كي لا يموت (لاويين ٦١: ٢١و ٣١). وعلى مائدة خبز الوجوه كان يُوضع اثنا عشر رغيفاً من الخبز وهي تمثِّل أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكانت الصِحَاف والصُحُون والكاسَات والجَامَات توضع على المائدة أيضاً (خروج ٥٢: ٩٢و ٠٣). وعلى الرغم من أنه لا يرد سوى القليل من المعلومات حول أهمية هذه الأواني والأدوات، إلا أنه يبدو أنها تمثِّل عناصر مأدبة العهد (إشارة إلى خروج ٤٢: ١١) وكانت تعمل بمثابة مُذَكِّرٍ دائمٍ لعهد الله مع الشعب.
اقرأ رومية ٣: ٥٢ـ ٨٢. أي رجاء عظيم يمكننا استخلاصه من الوعد بالخلاص «بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ»؟
___________________________________________
الأربعاء
٣٢ أكتوبر
مركز النشاط الإلهي والمجتمعي
اقرأ ١ملوك ٨: ١٣ـ ٣٥. ما هي الأمور الأخرى التي تشير إليها هذه الفقرة فيما يتعلق بوظيفة الْمَقْدِس؟
______________________________________________________________________________________________________________________________
عند حفل تدشين الهيكل الذي كان قد بُني حديثاً، عرض الملك سليمان سبع حالات من الصلوات المعينة التي يمكن تقديمها في الهيكل. وتجسِّد هذه المناسبات السبع الدور الواسع النطاق الذي كان للهيكل في حياة بني إسرائيل. لقد كان الهيكل مكاناً للسعي في طلب المغفرة (عد ٠٣)؛ ومكاناً للْحَلْفِ (عد ١٣و ٢٣)؛ وللتضرع والدعاء عند الهزيمة (عد ٣٣و ٤٣)؛ وللتوسل والتضرع عند مواجهة الجفاف (عدد ٥٣و ٦٣) أو عند مواجهة غيره من الكوارث (عد ٧٣ـ ٠٤). وكان الهيكل أيضاً مكاناً فيه يصلي الأَجْنَبِيُّ (عد ٤١ـ ٤٣)، كما كان مكاناً للابتهال عند إحراز النصرة (عدد ٤٤و ٥٤).
وتتضح فكرة أن الهيكل كان المقصود له أن يكون « ’بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ‘ « (إشعياء ٦٥: ٧) من خلال حقيقة أن سليمان قد تصوَّر كل أفراد أمته والأجانب وكافة الناس يأتون للتضرع والتوسل والدعاء في الهيكل.
لقد كان الْمَقْدِس في الأساس هو المركز الإيديولوجي لكافة الأنشطة في إسرائيل. ولم تكن الديانة جزءاً من حياة المؤمن، بل ولم تكن حتى جزءاً كبيراً من حياتهم؛ وإنما كانت الديانة هي الحياة ذاتها. ماذا يخبرنا هذا حول الدور الذي ينبغي أن يقوم به الإيمان في حياتنا، كذلك؟
_____________________________________________________________________________________________________________________________
كان الناس يذهبون إلى الْمَقْدِس عندما يريدون تلقِّي نصيحة أو حكماً أو إذا هُم تابوا عن خطاياهم. وكان الْمَقْدِس هو محور الحياة أثناء السنوات التي أمضاها بنو إسرائيل في البرية أيضاً. وعندما كان يرغب الله في التواصل مع شعبه فإنه كان يفعل ذلك من داخل الْمَقْدِس (خروج ٥٢: ٢٢). ولهذا سُمِّي الْمَقْدِس اسماً مناسباً، ألا وهو « خَيْمَةُ الاجْتِمَاعِ « (على سبيل المثال، لاويين ١: ١).
فكر في حياة الصلاة الخاصة بك. ما مدى عمقها وثرائها، ما مدى قدرة صلاتك على تثبيت إيمانك وتغيير حياتك؟ ربما كان أول سؤال تحتاج إلى أن تسأله لنفسك هو: كم من الوقت اقضيه في الصلاة؟
الخميس
٤٢ أكتوبر
«حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ»
تُظهر المزامير مراراً وتكراراً أن الْمَقْدِس يقوم بدور هام في العلاقة بين المؤمنين والله. وفي نهاية مزمور ٣٢ عبَّر داود عن قناعته الراسخة في أنه سيسكن «فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ» (عد ٦). وكانت أمنية داود الكبرى في مزمور ٧٢ هي أن يكون في حضور الرب وهو الحضور الذي شُهِدَ واُخْتُبِرَ جيداً في الْمَقْدِس. ومن أجل أن يُظهر داود مدى اعتزازه بالْمَقْدِس، استخدم مجموعة كاملة من التعبيرات التي تشير إلى الْمَقْدِس ومن بينها : بيت الرب، الهيكل، خيمة الاجتماع، والخيمة. ورأى داود أن الإنسان يمكنه في الْمَقْدِس أن يتأمل وينظر «إلى جَمَالِ الرَّبِّ» (مزمور ٧٢: ٤).
وتوضح أنشطة الله في الْمَقْدِس بعض النقاط الحاسمة والهامة: فهو يحفظ سلامة المتعبدين ويخبئهم ويسترهم في مقدسه، حتى في الأوقات الصعبة (مزمور ٧٢: ٥). ويوفر الله ملجأ آمناً ويضمن راحة بال كل مَن يأتون إلى محضره. وتربط هذه التعبيرات بين جمال الله وبين ما يفعله لشعبه. علاوة على ذلك، تعمل خدمة الْمَقْدِس، بالإضافة إلى أهميتها الرمزية، على إظهار صلاحَ وعدالة الله.
إن الهدف الأساسي من رغبة داود الشديدة في التواجد في الْمَقْدِس لم يكن لمجرد التواجد هناك وإنما كان الهدف من رغبته في البقاء في الْمَقْدِس هو أن يكون الله حاضراً معه. لهذا يلح داود في «طلب» الله والتماس وجهه (مزمور ٧٢: ٤و ٨).
اقرأ مزمور ٣٧: ١ـ ٧١. أية بصيرة حصل عليها آساف بعد دخوله الْمَقْدِس؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
تعامل آساف في مزمور ٣٧ مع مشكلة المعاناة. ولم يستطع أن يفهم سر نجاح الأشرار الظاهر (عد ٤ـ ٢١) في حين كان المؤمنون يعانون. وكَادَتْ تَزِلّ قَدَمَاه وتنزلق خَطَوَاته (عد ١ـ ٣)، لكن ذهابه إلى الْمَقْدِس أحدث اختلافاً في موقفه (عد ٣١ـ ٧١). فهناك أمكن لآساف أن يشهد نفس القوة والمجد اللذين ذكرهما داود في مزمور ٣٦: ٢ واستطاع أن يدرك أن الظروف الراهنة سوف تتغير يوماً ما وأن العدالة ستتحقق. وأمكنه أن يتأمل من جديد في الحق ويحصل على إعادة تأكيد بأن الأشرار هم في النهاية في مزالق ومهالك (مزمور ٣٧: ٨١ـ ٠٢) بينما سيكون الأبرار في أمان (عد ١٢ـ ٨٢). ويصبح الْمَقْدِس، بالنسبة لأولئك الذين يلتمسون الرب، مكاناً للثقة وحصناً في الحياة، حيث يرفعهم الله «عَلَى صَخْرَةٍ» (مزمور ٧٢: ٥). ويمكننا حقاً تعلم الثقة في صلاح الله وعدالته من خلال الحقائق التي تعلمها خدمات الْمَقْدِس.
الجمعة
٥٢ أكتوبر
لمزيد من الدرس
اقرأ من كتاب الآباء والأنبياء الفصل الذي بعنوان «الخيمة وخدماتها» صفحة ٩٩٢ـ ٢١٣).
«وقد لزم لبناء الْمَقْدِس استعدادات عظيمة وكثيرة الكلفة. وكانت هناك حاجة إلى كمية كبيرة من المواد النفيسة الغالية الثمن، ومع ذلك فالرب لم يقبل سوى التقدمات الاختيارية، فردد موسى على مسامع الشعب أمر الرب فقال: ’مِنْ كُلِّ مَنْ يَحِثُّهُ قَلْبُهُ تَأْخُذُونَ تَقْدِمَتِي‘ (خروج ٥٢: ٢) فكان التكريس لله وروح التضحية من أول مستلزمات إعداد مسكن العلي» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ٩٩٢).
أسئلة للنقاش
١. أمعن التفكير أكثر في مسألة عدالة الله. نحن نرى القليل جداً من العدالة في هذا العالم الآن. لماذا، إذن، لن يكون هناك رجاء في العدالة بالمرة من دون وجود الرجاء النهائي في عدالة الله؟
٢. كتب أحد الأشخاص: «إن خيمة الاجتماع هي قطعة من أرض مقدسة في وسط عالم ضَلَّ سبيله». ما الذي يعنيه لك ذلك؟
٣. اقرأ ١بطرس ١: ٤١ـ ٦١. بأية طريقة تفهم قداسة الله؟ ما الذي يعنيه أن تكون أنت نفسك مقدساً؟ كيف يمكننا أن نصبح مقدسين؟
٤. إن بني عالي الكاهن هم مثال لأشخاص كانوا «قريبين» من الرب لكنهم فقدوا تقديرهم لقداسته (١صموئيل ٢: ٢١ـ ٧١). كيف يمكنك تجنب فقدان الشعور والإحساس بقداسة الله؟ لماذا تعد أمور مثل الصلاة ودراسة الكلمة والطاعة أموراً هامة في مساعدتنا في الإبقاء على إدراكنا ووعينا لقداسة الله؟
٥. «إن أهم أجزاء الخدمة اليومية كان هو الخدمة التي تقدم لأجل الأفراد. لقد كان الخاطئ التائب يقرب ذبيحته أمام باب خيمة الاجتماع، وإذ يضع يده على رأس الذبيحة كان يعترف بخطاياه، وهكذا تنتقل تعدياته بكيفية رمزية منه إلى الذبيحة البريئة. وكان يذبح الذبيحة بيده، والكاهن يحمل دم الذبيحة إلى القدس ويرشه أمام الحجاب الذي كان خلفه التابوت المحتوي على الشريعة التي قد تعداها الخاطئ. وبموجب هذا الطقس كانت الخطية تنتقل بكيفية رمزية إلى الْمَقْدِس» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ٩٠٣). كيف يساعدنا هذا الاقتباس على فهم الطرق التي اتضح وتجلى من خلالها «الخلاص بالإيمان» في خدمة الْمَقْدِس؟
قصة الأسبوع
مُضْطَهَدٌ ومُنْتَصِر
صاحت الحشود بغضب وهي تدفعني وجاري نحو مشنقة تم صنعها خصيصاً لنا، وأخذوا يقولون: «اشنقوا الهراطقة وأرباب البدع!» وقام بعض الأشخاص بوضع المشنقة حول رقبتي وقالوا: «الآن، هل ستتوب؟» فقلت: «لا!» وبدأت المشنقة تضيق حول عنقي شيئاً فشيئاً. وما حدث هو أني، ومنذ بضعة أشهر مضت، كنت قد رأيت رجلاً يقرأ الكتاب المقدس على متن حافلة. وقد لاحظ اهتمامي وشجعني على شراء الكتاب المقدس لأكتشف الحقائق الإلهية بنفسي. ثم قدم لي الدعوة لزيارة كنيسة الأدفنتست السبتيين. وبالفعل اشتريت الكتاب المقدس وبدأت في قراءته وكنت متحمساً لمشاركة ما أقرأه مع الآخرين. وقمنا، زوجتي وأنا، في يوم السبت بالسير مدة ساعتين للقرية المجاورة من أجل زيارة كنيسة الأدفنتست السبتيين. أعطانا أعضاء الكنيسة ثمانية نسخ من الكتاب المقدس لمشاركتها مع الآخرين وعرض الأعضاء العلمانيون أن يأتوا إلى القرية ويدرسوا الكتاب المقدس معنا. قمت بتوزيع نسخ الكتاب المقدس ودعوت جيراني للدراسة معي. امتلأ بيتي بالأشخاص الذين أرادوا معرفة كلمة الله! لكن عندما عرف قادة القرية بمسألة دروس الكتاب المقدس اتهمونا، جاري وأنا، بإحداث الشغب وهددونا. وفي اليوم التالي، جاء حشد غاضب من الناس ليقبضوا علينا.
وقد طلب منا أن نتخلى عن إيماننا، ولكننا رفضنا. قام الرجال بوضع المشانق حول عنقينا. وبينما كنت أصلي من أجل عائلتي والمؤمنين الجدد قام شخص ما بقطع الحبال الملفوفة حول رقبتينا. سمحوا لصديقي بالذهاب، لكنهم ضربوني وهددوني. لكني رفضت أن أنكر يسوع.
قام الحشد بإطلاق سراحي في نهاية المطاف. أسرعت نحو البيت لكني لاحظت أن هناك بعض القرويين يتبعونني وهم يحملون السواطير. اختبأت وراء بعض الشجيرات ومن ثم ركضت إلى البيت. كان هناك بعض الكارزين العلمانيين في البيت. وقد أشار عليَّ أحدهم بأن أذهب للبقاء معهم في قريتهم. قمنا، زوجتي وأنا، بجمع بعض أغراضنا من ثياب وحيوانات وهربنا إلى القرية المجاورة، وبقينا هناك إلى أن تمكنت الكنيسة من التوصل إلى حل مع زعماء القرية. وتسللنا في المساء عائدين إلى قريتنا لحصاد محاصيلنا من الحبوب حتى يكون لدينا غذاء. وقد اعتمدت أنا وزوجتي بعد ذلك بفترة وجيزة.
وعندما أصبح الجو آمناً، عدنا إلى بيتنا وكانت لنا حرية العبادة ومشاركة إيماننا مع أصدقائنا وأسرتنا الموسعة. أعطانا زعماء القرية أرضاً يمكننا بناء كنيسة عليها. واليوم هناك حوالي ٠٠٣ سبتي أدفنتستي والعديد من الزوار يتعبدون معنا!
نحن نحمد الله الذي حوَّل الاضطهاد إلى تسبيح. ساعد جزء من عطاء السبت الثالث عشر الماضي في بناء كنائس في منطقتنا بوسط المكسيك. شكراً.
أوغستين كروز هو فلاح وكارز علماني في ولاية أواكساكا بالمكسيك.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت:
(www.AdventistMission.org)
الدرس الخامس
ا
٦٢ أكتوبر - ١ نوفمبر
الكفارة: ذَبِيحَةُ الْخَطِيَّةِ
(ذَبِيحَةُ التطهير)
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: ٢أخبار الأيام ٣٣: ٢١و ٣١؛ ٢صموئيل ٤١: ١ـ١١؛ لاويين ٤: ٧٢ـ ١٣؛ إرميا ٧١: ١؛ لاويين٠١: ٦١ـ ٨١؛ ميخا ٧: ٨١ـ ٠٢.
آية الحفظ: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ» (١بطرس ١: ٨١و ٩١).
على الأرجح، كان نظام الذبائح هو أبرز جزء من أجزاء خدمات الْمَقْدِس، وذلك لأنه كان الجزء الذي يشير مباشرة إلى ذبيحة المسيح. وكان دم الحيوان الذي يموت يصبح رمزاً لدم المسيح الذي كان سيموت لأجلنا.
سندرس في هذا الأسبوع العديد من المفاهيم المرتبطة بـ «ذبيحة التطهير» (وتسمى أيضاً «ذَبِيحَةُ الْخَطِيَّةِ»)، وهي الطريقة التي عيَّنها الله لمساعدتنا على أن نفهم بصورة أفضل كيف يصالحنا الله إلى نفسه من خلال الذبيحة الحقيقة الوحيدة، يسوع المسيح. وأحياناً يتم في هذا الدرس استعمال مصطلح «ذبيحة التطهير» بدلاً من «ذبيحة الخطية» لتفادي الانطباع بأن الولادة [أي أن تضع الأم مولوداً]، على سبيل المثال، تُعَدُ خطأً أخلاقياً، إذ أنه كان يتوجب على الأم التي تضع مولوداً أن تقدم مثل هذه الذبيحة (لاويين ٢١: ٥ـ ٨). ولهذا تُفهم هذه الذبيحة بشكل أفضل عند النظر إليها على أنها «ذبيحة تطهير» من قِبَل المرأة التي وضعت المولود، وذلك بسبب دناستها الطقسية وليس بوصفها ذبيحة سببها اقتراف المرأة لخطية ما.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.
الأحد
٧٢ أكتوبر
الخطية والرحمة
بمقدور أي شخص، يعرف الرب، أن يشهد بأن الخطية تفصلنا عن الله. والأخبار السارة هي أن الله قد وضع نظاماً يعيدنا إليه ويداوي الصدع الذي نجم عن الخطية. والذبيحة، بطبيعة الحال، هي في مركز هذا النظام.
هناك، في الأساس، ثلاثة أنواع من الخطية مصوَّرة في العهد القديم ويتوافق كل نوع منها مع مستوى إدراك الخاطئ لخطيئته حين اقترفها: فهناك الخطية غير المقصودة أو غير المتعمدة، وهناك الخطية المتعمدة أو المقصودة، وهناك أيضاً خطية التمرد. وكانت «ذبيحة التطهير» المنصوص عليها في لاويين ٤: ١ـ ٥: ٣١ تنطبق على حالات الخطية غير المتعمدة، بالإضافة إلى بعض من حالات الخطية المتعمدة (لاويين ٥: ١). وفي حين كانت هناك ذبائح يمكن تقديمها للتكفير عن الفئة الأولى والثانية، إلا أنه لم يرد ذكر أي ذبيحة خاصة بخطية التمرد، وهو أبشع نوع من الخطايا. فقد كانت خطية التمرد تقترف «في وجه» الله، بِيَدٍ رَفِيعَةٍ، وعندها يكون المتمردُ مستحقاً لأن يُقطع من بين شعبه (عد ٥١: ٩٢ـ ١٣)؛ مع ذلك، يبدو أن الله كان يقدم الغفران، حتى في هذه الحالات، مثلما حدث مع مَنَسَّى (انظر ٢أخبار الأيام ٣٣: ٢١و ٣١).
اقرأ تثنية ٥٢: ١و ٢ و٢صموئيل ٤١: ١ـ ١١. ما الذي تكشفه الآية في ٢صموئيل ٤١: ٩ عن الرحمة والعدل والذنب؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________
هل الله مبرر في مسامحته للخاطئ؟ فعلى كل حال، أليس الخاطئ آثماً وبالتالي مستحقاً لأن يدان (انظر تثنية ٥٢: ١)؟ يمكن لقصة المرأة التي من «تقوع» أن توضح الجواب. فقد ذهبت إلى الملك داود تلتمس حكمه وهي تزعم بأنها أرملة. وقد افتعلت قصة متعلقة بابنيها الاثنين، وقالت بأن واحداً منهما قتل الآخر. وكانت الشريعة الإسرائيلية تتطلب موت القاتل (سفر العدد ٥٣: ١٣)، على الرغم من أنه كان الذكر (الرجل) الوحيد المتبقي في الأسرة. وقد توسلت المرأة إلى داود (الذي قام بعمل القاضي) كي يُطلق سراح الابن المذنب.
ومن المثير للاهتمام أنها صرَّحت قائلة: « ’عَلَيَّ الإِثْمُ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي، وَالْمَلِكُ وَكُرْسِيُّهُ نَقِيَّانِ‘ « (٢صموئيل ٤١: ٩). لقد أدرك كل من داود والمرأة أنه إذا كان الملك سيقرر إطلاق سراح القاتل فعندها يكون الملك نفسه سيحمل ذنب القاتل وبأن عرش عدالته (أي سمعته كقاضٍ) سيكون في خطر. فقد كان القاضي مسؤولاً، من الناحية الأخلاقية، عن ما يقرره ويحكم به. ولهذا عرضت المرأة أن تحمل على عاتق نفسها هذا الذنب.
وبالمثل، يأخذ الله على عاتق نفسه ذنب الأثمة حتى يعلن أنهم أبرار. فإنه لكي يُغْفَرَ لنا كان لا بد وأن يحمل الله نفسه عقابنا الذي نستحقه. وهذا هو السبب الحتمي الشرعي لوجوب موت المسيح لأجل خلاصنا.
الاثنين
٨٢ أكتوبر
وضع اليدين
اقرأ لاويين ٤: ٧٢ـ ١٣. ما هي الممارسات الطقسية التي كانت يتم القيام بها إلى جانب تقديم الذبيحة؟
__________________________________________________________________________________________
كان الهدف من التقدمة هو إزالة الخطية والذنب عن الخاطئ ونقل المسؤولية إلى الْمَقْدِس والسماح للخاطئ بأن يغادر وهو مغفور له ومتطهِّر. (وفي حالات نادرة للغاية كان يمكن للمرء أن يأتي بكمية معينة من الدقيق المطحون كذبيحة تطهير، وعلى الرغم من أن تقدمة من هذا القبيل لم تكن تشتمل على سفك دم إلا أنه كان من المفهوم أنه «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين ٩: ٢٢).
وقد شمل طقس تقديم الذبيحة في حد ذاته مسألة وضع اليدين وموت الحيوان المقدم ذبيحة ورشّ الدم وحرق الدهون وأكل لحم الحيوان. وكان الخاطئ الذي يقدم القربان يُمْنَحُ غفراناً، ولكن فقط بعد ممارسة طقس الدم.
وجزء أساسي من هذه العملية كان يتضمن قيام الخاطئ بوضع يده على الذبيحة (لاويين ١: ٤؛ ٤: ٤؛ ٦١: ١٢). وقد كان يتم ذلك من أجل أن «يُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ» (لاويين ١: ٤). وكانت الذبيحة تخص فقط الشخص الذي يضع يديه على رأس الحيوان. ووفقاً لما جاء في لاويين ٦١: ١٢ فإن وضع اليدين كان يلازمه اعتراف بالخطية؛ وكان في هذا إقرار بانتقال الخطية من الخاطئ إلى الحيوان البريء.
وبطبيعة الحال، كانت مسألة الذبح أمراً أساسياً بالنسبة لأية تقدمة حيوانية. فبعد ذبح الحيوان المقدم محرقة كان الدم المُراق يستخدم على المذبح للتكفير عن النفس (لاويين ٧١: ١١). ولأن الخطايا كانت تنتقل إلى الحيوان من خلال وضع الأيادي، فإنه يتوجب علينا إدراك أن موت الحيوان كان موتا بديلاً. لقد كان الحيوان يموت عوضاً عن الخاطئ. ولعلَّ هذا يفسِّر السبب وراء وجوب أن يقوم الخاطئ، الشخص المذنب وليس الكاهن، بعملية ذبح الحيوان المقدم ذبيحة.
في المرة القادمة التي تغوى فيها بارتكاب الخطية، تَصوَّر المسيح وهو يموت على الصليب وأنت تضع يديك على رأسه وتعترف بخطاياك عليه. كيف يمكن لهذه الفكرة، إذا تصورتها في ذهنك، أن تساعدك على أن تفهم تكلفة الغفران الذي حصلت عليه في المسيح؟ كيف يمكن لهذه الفكرة أن تساعدك على مقاومة الخضوع لهذا الإغواء؟
الثلاثاء
٩٢ أكتوبر
انتقال الخطية
«خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ الْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ» (إرميا ٧١: ١).
كان رش الدم هو الطقس الذي يلي وضع اليد على الحيوان الذي يُقدم ذبيحة. وكان الكاهن يرش دم الذبيحة على قرون الهيكل. ولأن الدم كان أمراً أساسياً فقد كان لهذا الجزء الطقسي علاقة بالكفارة (لاويين ٧١: ١١). وإذا كان الخاطئ من العامة أو رئيساً، فكان دَمُ الذبيحة يُوضَع عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ (لاويين ٤: ٥٢و ٠٣). أما إذا كان رئيس الكهنة أو الْمَجْمَعِ كله هو الذي أخطأ فكان الدم يُوضَع عَلَى المذبح الداخلي، مَذْبَحِ الْبَخُورِ (لاويين ٤: ٧و ٨١).
ما معنى أن الدم كان يُوضَع عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ؟ كانت القرون هي أعلى نقاط في المذبح، وعلى هذا النحو، يصبح هذا العمل دلالة على البعد الرأسي (المتعامد) للخلاص، حيث كان يُؤتى بالدم إلى محضر الله.
تُعد الآية في إرميا ٧١: ١ ذات أهمية خاصة بالنسبة لفهم ما يحدث في هذا الطقس: فإن خطايا يهوذا منقوشة «عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ». وعلى الرغم من أن الآية تشير إلى المذابح التي كانت متضمنة في العبادة الوثنية، إلا أن المبدأ لا يزال هو نفسه: فقد عكس المذبح الحالة الأخلاقية للشعب. وكان الدم يعمل على نقل ذنب الخطية. وكان الدم المرشوش على قرون المذبح ينقل الخطية بعيداً عن الخاطئ ويأخذها إلى الْمَقْدِس، وهذه حقيقة غاية في الأهمية نفهم من خلالها خطة الخلاص كما هي معلنة في خدمة الْمَقْدِس الأرضي التي كانت ترمز إلى عمل المسيح في السماء من أجلنا.
ولأن الدم كان يحمل وينقل الخطية فإنه كان يدنس الْمَقْدِس أيضاً. ونجد مثالاً على ذلك التدنيس في حالات كان يتناثر فيها دم تقدمة التطهير، عن طريق الخطأ، على الرداء. فعندما كان يحدث ذلك كان ينبغي أن يغسل الرداء «فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ» (لاويين ٦: 72)، وليس مجرد أي مكان.
وأخيراً، كان في حرق الشحم على المذبح إشارة إلى أن كل ما يتعلق بتقدمة التطهير هو للرب (لاويين ٣: ٦١).
ونحن نشكر المسيح، الذي رُمِزَ إليه بهذه الذبائح، لأن خطايانا قد أُخِذت عنا ووُضِعت عليه وانتقلت إلى الْمَقْدِس السماوي. وهذا أمر جوهري لخطة الخلاص.
كيف تساعدنا خدمة الْمَقْدِس على أن ندرك اعتمادنا المطلق على الله من أجل غفران خطايانا؟ أي راحة تجلبها هذه الحقيقة إلى نفسك؟ في الوقت نفسه، ما هي المسؤوليات الهامة التي تنجم عن هذا الأمر؟ (انظر ١بطرس ١: ٢٢).
الأربعاء
٠٣ أكتوبر
حمل الخطايا
اقرأ لاويين ٦: ٥٢و ٦٢؛ ٠١: ٦١ـ ٨١. أي حقيقة هامة يتم إعلانها هنا؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________
كان الكاهن العامل بالْمَقْدِس، ومن خلال تناوله التقدمة في المكان الْمُقَدس، «يأخذ الذنب» عن الجاني. ولم يكن لحم هذه التقدمة لسداد نفقات خدمات الكهنة (وإلا ما كان موسى ليغضب من أبناء هَارُون لعدم أكلهم من المحرقة)، إنما تناول الكاهن من المحرقة كان جزءاً أساسياً من الكفارة.
كيف كان الأكل من الذبيحة جزءاً من عملية الكفارة؟ كان يلزم الأكل فقط من تلك الذبائح التي لم يدخل فيها الدم فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ؛ والمقصود هنا هو الذبائح الخاصة بالقادة وعموم الشعب. وقد قال الكتاب المقدس صراحة أن الكهنة، بأكلهم من الذبيحة، «يحملون الذنب» الأمر الذي من شأنه أن «يحدث تكفيراً» عن الخاطئ. ومعنى قيام الكاهن بحمل ذنب الخاطئ هو أن يمضي الخاطئ مبرراً.
وفي اللغة العبرية، تقول الآية في خروج ٤٣: ٧ أن الله «يحمل الذنب» وهما نفس الكلمتين العبريتين المستخدمتين في لاويين ٠١: ٦١و ٧١، حيث يتضح أن عمل الكاهن المتعلق بحمل الخطية هو الذي كان يجلب المغفرة للخاطئ. ومن دون عملية انتقال الخطية من الخاطئ إلى الكاهن يكون على الخاطئ حمل ذنب نفسه (لاويين ٥: ١)، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي، بطبيعة الحال، إلى موت الخاطئ (رومية ٦: ٣٢).
إن عمل الكاهن المتعلق بحمل ذنب شخص آخر هو تماماً ما فعله المسيح من أجلنا. لقد مات في مكاننا. ومن ثم نحن نستدل أن العمل الكهنوتي في الْمَقْدِس الأرضي كان يرمز إلى عمل المسيح من أجلنا، لأن المسيح قد أخذ على عاتقه ذنب آثامنا وخطايانا.
«تأتي البركة نتيجة الغفران؛ ويأتي الغفران من خلال الإيمان بأن الذنب، المُعْتَرَفِ به والمُتَابِ عنه، قد حُمِلَ بواسطة حامل الإثم العظيم [المقصود هنا هو أن المسيح قد حمل إثم البشر]. وهكذا فالمسيح هو مصدر كل البركات. إن موته هو ذبيحة كفارية عن خطايانا. والمسيح هو الوسيط العظيم الذي من خلاله نتسلم نعمة الله ورضاه. فالمسيح، إذاً، هو رئيس إيماننا ومكمله» (روح النبوة، مخطوطات صادرة، مجلد ٩، صفحة ٢٠٣).
تخيل أنك واقف أمام الله في الدينونة. ما هو الشيء الذي ستعتمد عليه: أعمالك الحسنة، حفظك للسبت، كل الأمور الجيدة التي قد فعلتها وكل الأمور السيئة التي لم تقترفها؟ هل تعتقد حقاً أن هذا سيكون كافياً لتبريرك أمام الله الْمُقَدَس والكامل؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، ما هو رجاؤك الوحيد في تلك الدينونة؟
الخميس
١٣ أكتوبر
الغفران
اقرأ ميخا ٧: ٨١ـ ٠٢. ما هي الصورة المقدمة عن الله في هذه الفقرة؟
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
تركِّز آخر ثلاث آيات من سفر ميخا على علاقة الله بالبقية الباقية. وتصف الفقرة الكتابية بشكل رائع الأسباب التي تجعل الله منقطع النظير. فهو لا يُضاهي بسبب محبته الغافرة ونعمته. إن سمة الله البارزة، كما هي معلنة في ميخا (وغيره من أسفار الكتاب المقدس)، هي استعداده لأن يغفر. ويؤكد ميخا على هذه النقطة باستخدام عبارات مختلفة لسرد صفات الله (عد ٨١) وإنجازاته (عد ٩١و ٠٢). ويتم توضيح سمات الله وإنجازاته في اللغة المستخدمة في خروج ٤٣: ٦و ٧ وهي إحدى أجمل الأوصاف الكتابية المقدمة عن صفات الله.
ومن المثير للاهتمام أن العديد من الكلمات الهامة في ميخا ٧: ٨١ـ ٠٢ تستخدم أيضاً في [وصف] رد فعل العبد في إشعياء ٣٥، وفيها إشارة إلى حقيقة أن الغفران يأتي مِنْ عند مَنْ يتألم مِنْ أجل الناس.
ولسوء الحظ، ليس كل شخص سينعم بنعمة الله المُخَلِّصَة. فإن مغفرة الله ليست رخيصة ولا تلقائية، بل هي تتطلب ولاء وإخلاصاً. وسيستجيب، أولئك الذين اختبروا نعمته، بنفس الطريقة التي نجدها في ميخا ٦: ٨، وهي آية جوهرية في الكتاب المقدس. فمثلما يبتهج الله «في المحبة التي لا تتغير» يدعو البقية إلى أن « تُحِبَّ الرَّحْمَةَ». وهكذا فإن شعب الله سيقوم بمحاكاة صفات الله. وستعكس حياتهم محبته ولطفه ورحمته».
ونجد في الكتاب المقدس أن الآيات في ميخا ٧: ٨١ـ ٠٢، والتي تؤكد على الغفران، تأتي مباشرة بعد الآيتين في ناحوم ١: ٢و ٣ واللتين تؤكدان على الدينونة. وهكذا فإن هاتين الفقرتين الكتابيتين تكشفان البُعْدَين الاثنين كليهما لتعاملات الله معنا: وهذان البُعْدَانِ هما المغفرة للتائبين والعقاب للأشرار. والله هو المختص بهاتين المسألتين كلتيهما، فهو المُخَلِّص وهو الديَّان. وهاتان السمتان الإلهيتان متكاملتان وليس متباينتين. فإنه بمقدور الله الرحيم أن يكون إلهاً عادلاً. ويمكن لنا، بعد معرفتنا لهذا الأمر، أن نطمئن في محبته وغفرانه وعدله التام.
اقرأ ميخا ٦: ٨. ما جدوى المجاهرة بالإيمان دون العمل بتلك المبادئ التي تظهر حقيقة هذه المجاهرة؟ أيهما أسهل، أن تزعم أنك مؤمن بالمسيح أو أن تعيش هذا الإيمان كما هو معلن في ميخا ٦: ٨؟ كيف يمكنك عيش الإيمان بطريقة أفضل؟
الجمعة
١نوفمبر
لمزيد من الدرس
اقرأ من كتاب الآباء والأنبياء الفصل الذي بعنوان «الخيمة وخدماتها» صفحة ٩٩٢ـ ٢١٣).
«وكما أن المسيح عند صعوده قد ظهر قدام وجه الله ليشفع في التائبين المؤمنين باستحقاق دمه، كذلك كان الكاهن في الخدمة اليومية يرش دم الذبيحة في القدس لأجل الخاطئ.
«إن دم المسيح بينما كان يحرر الخاطئ التائب من دينونة الناموس لم يكن ليمحو الخطية، بل هي تبقى مسجلة في الْمَقْدِس حتى الكفارة النهائية، وكذلك الحال في الرمز، فدم ذبيحة الخطية رفع الخطية عن التائب، ولكنها بقيت في الْمَقْدِس إلى يوم الكفارة» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ١١٣و ٢١٣).
أسئلة للنقاش
١. قال البعض أن مجمل فكرة الاستبدال أو الاستعاضة هي فكرة غير منصفة. فلماذا ينبغي أن يموت البريء بدلاً من المذنب؟ كيف يمكننا الرد على هذا الاتهام، خصوصاً وأن مسألة موت المسيح بدلاً منا هي مسألة جوهرية في الكتاب المقدس، وهي حقيقة شديدة الوضوح فيه؟ هل يمكن لِمَا في مسألة الموت الاستبدالي من «عدم إنصاف» أن يساعدنا على إدراك النعمة التي أظهرها الله لكي يمنحنا الغفران؟ بمعنى، بأية طرق يمكن «لعدم الإنصاف» هذا أن يساعد على إظهار مدى عظمة ورحمة ومحبة الله؟
٢. كصف لمدرسة السبت، اقرأوا ميخا ٦: ٨. ما الذي يُقَال لنا هنا؟ والأهم من ذلك، كيف يمكننا إتباع هذه الوصية الواضحة؟ كيف نتعلم القيام بكل هذه الأمور بما في ذلك أن «تَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ»؟ ما الذي يعنيه ذلك؟ كيف يمكن للسلوك بتواضع مع الرب أن يُتَرْجَمَ إلى السلوك بتواضع مع الآخرين؟
٣. فكر فيما يعنيه أن طريقنا الوحيد للخلاص كان من خلال موت المسيح. ماذا يعلمنا هذا الحق المدهش عن مدى سوء الخطية وعن السبب الذي يجعل من أية جهود لخلاص أنفسنا، بواسطة أعمالنا، أمراً عديم الجدوى كانعدام جدوى القيام بغسل الخنزير أملاً في جعله طعاماً طاهراً؟
٤. في الصف، عودوا إلى السؤال الأخير بدرس يوم الأربعاء. ناقشوا أجوبتكم والنتائج المترتبة عليها فيما يتعلق بالبشارة وما قام به الله من أجلنا كي يخلصنا.
قصة الأسبوع
السيف والروح
ضرب قلب جوزيف بسرعة إذ توجهت حشود الناس الغاضبة نحوه. قال أحدهم، «اضربوه!». وقال آخر، «أقتلوه!» لقد أصبح جوزيف مسيحياً منذ فترة قصيرة. وقد جاء إلى هذه القرية بسبب حماسته لمشاركة إيمانه الجديد مع الآخرين. وقد جاء إلى القرية كرائد من رواد الكرازة حول العالم ليعلم الناس عن المسيح. استمع بعض الناس إلى جوزيف، لكن بعضهم الآخر شعر بالغضب لأن مسيحياً قد جاء لإثارة قريتهم. لذلك قبضوا على جوزيف وأرادوا الثأر منه. وقد صلى جوزيف بينما كان الناس الغاضبون يحيطون به. ثم تحدث إلى زعيم القرية الذي كان مشهراً سيفه. قال جوزيف، «يا أخي، لقد أتيت إلى هنا بسلام وباسم المسيح. إن إلهي يريد أن يكون إلهكم أيضاً».
سكتت حشود الناس بينما كان زعيمهم يتحدى جوزيف بعينيه، ومن ثم قال لجوزيف، «إن ابنتي الصغيرة مشلولة منذ ستة أعوام. وهي لا تستطيع أن تتحرك ولا تتكلم. إذا استطاع إلهك شفاء ابنتي فعندها سنتركك وشأنك. ولكن إن لم يستطع، فسنقتلك». ثم ترك الرجل جوزيف وعاد إلى منزله. وقامت الحشود بدفع جوزيف خلف زعيم القرية. دخل زعيم القرية إلى بيته ومعه جوزيف. نظر جوزيف إلى ابنة الزعيم المريضة والتي تدعى «كامالا». وقد أدرك جوزيف أن هذه الفتاة كانت بحاجة إلى معجزة لكي تشفى، فيتم بذلك إنقاذ حياة الفتاة وحياته. ركع جوزيف عند فراش الفتاة وطلب من الله أن يشفي «كامالا»، إذا كانت هذه مشيئته. صلى جوزيف قائلاً، «من فضلك يا الله، ساعد هذه الأسرة على أن تدرك أنك الله كلي القدرة».
انهى جوزيف صلاته ونهض من على الأرض. واصل صلاته الصامتة من أجل الفتاة. وبعد دقائق معدودات تحركت كامالا قليلاً. بسطت الفتاة إحدى ساقيها وبعد فترة وجيزة بسطت ساقها الأخرى ومن ثم ذراعيها. وبعد فترة جلست الفتاة في فراشها. نظرت الأسرة إلى ما يحدث بفرحة واندهاش بالغ وقد رأوا كامالا تنهض من فراشها وتقف على قدميها اللذين كانا مشلولين، ثم أخذت تخطو خطوات للأمام.
همست أم كامالا قائلة، «ابنتي». ابتسمت الفتاة وسارت ببطء نحو أمها. قام زعيم القرية، الذي كان يخطط لقتل جوزيف، باحتضانه قائلاً، «أريد أن أعرف عن إلهك».
انتشر خبر معجزة شفاء الفتاة بسرعة في القرية. وأراد الكثيرون أن يعرفوا عن إله جوزيف. وقد أصبح الرجل الذي أشهر سيفه في وجه جوزيف ويخطط لقتله بالعمل مع جوزيف في تعليم الآخرين عن الله الحي. وقد اهتدى العشرات من الأشخاص إلى المسيح وبدأوا يعبدون الله بدلاً من عبادة آلهتهم السابقة.
يساعد عطاؤنا المرسلي في دعم عمل رجال ونساء مثل جوزيف ممن يخدمون كرواد ورائدات للكرازة حول العالم. شكراً لكم لمشاركتهم في عمل الله من خلال أعطيتكم.
خدم جوزيف وزوجته كرواد للكرازة حول العالم في غرب الهند.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت:
(www.AdventistMission.org)
الدرس السادس
٢- ٨ نوفمبر
يوم الكفارة
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: لاويين ٦١؛ لاويين ٣٢: ٧٢ـ ٢٣؛ تثنية ٩١: ٦١ـ ١٢؛ متى ٨١: ٣٢ـ ٥٣؛ إشعياء ٦: ١ـ ٦.
آية الحفظ: «مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ»(ميخا ٧: ٨١و ٩١).
إن يوم الكفارة، أو يوم الغفران، كما هو معلن في لاويين ١٥ هو أسمى طقوس العهد القديم. وقد وُضِع هذا الطقس عن قصد وعمد في قلب سفر اللاويين، هذا السفر الذي هو نفسه في قلب أسفار موسى الخمسة، وكل ذلك من أجل المساعدة في توضيح الطابع «فائق القداسة» لهذا الطقس. ويُشار إلى يوم الكفارة أيضاً على أنه «فَرِيضَة دَهْرِيَّة» أو «سبت السبوت»(لاويين ٦١: ١٣)، وكان هذا السبت يستوجب توقفاً تاماً عن كل الأعمال، وهو أمر فريد من نوعه بالنسبة لاحتفال سنوي في إسرائيل قديماً. وهكذا تضع هذه الحقيقة يوم الكفارة في إطار مفهوم السبت مباشرة، ففي كلا اليومين هناك راحة في ما فعله (وفي ما سيفعله) الرب من أجلنا، بوصفه الخالق والفادي.
سوف ندرس في هذا الأسبوع ما كان يحدث يوم الكفارة في الْمَقْدِس الأرضي، وعلى وجه التحديد الطقوس المتعلقة بالتَيسين، الأمر الذي يساعدنا على أن نفهم بصورة أفضل الحقائق الأعمق المتعلقة بالخلاص والتخلص النهائي من الخطية.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.
الأحد
٣ نوفمبر
التطهير السنوي
اقرأ لاويين ٦١: ٦١و ٠٣. ما الذي كان يتم تطهيره في يوم الكفارة؟
__________________________________________________________________
على مدار العام، كانت كل أنواع الخطايا والمدنسات الطقسية تنتقل إلى الْمَقْدِس. وكان يوم الكفارة هو اليوم الذي فيه يتم إزالة هذه الخطايا والمدنسات. وهناك ثلاثة أجزاء رئيسية في يوم الكفارة:
١. ذبيحة التطهير للكاهن. حيث يقوم رئيس الكهنة بذبح ثور الخطية للتكفير عن خطاياه والتأكد من أنه (الكاهن) سيكون طاهراً عند دخوله الْمَقْدِس والقيام بالطقوس المتعلقة بتطهير الْمَقْدِس.
٢. ذبيحة التطهير المتعلقة بالتيس الذي «لِلرَّبِّ» (لاويين ٦١: ٨). فعلى مدار العام كانت ذبائح التطهير «تأتي» بكل خطايا بني إسرائيل إلى الْمَقْدِس. وكان يوم الكفارة هو اليوم الذي فيه يتم إزالة هذه الخطايا من الْمَقْدِس؛ وكانت هذه العملية تتم من خلال دم التيس الذي «لِلرَّبِّ».
٣. طقس التخلُّص من التيس الحي الذي لعزازيل. لقد أراد الله أن يُبْعِد خطايا شعبه بعيداً عن الْمَقْدِس والمحلة. لذلك كان يتم إرسال تيس آخر حياً إلى البرية.
اقرأ لاويين ٦١: ٥١. ما الذي كان يحدث لهذا التيس، وما الذي كان يرمز إليه هذا التيس؟
__________________________________________________________________
لم يكن دم التيس المخصص «للرب» هو الذي يحمل الخطية لأنه لم يكن يتم اعتراف بالخطية أو وضع للأيادي على هذا التيس. وبالتالي فإن هذا التيس لم يُدَنَّسْ أو يُنَجَّسْ. بدلاً من ذلك كان هذا التيس يُطَهِّر. ويتم وصف تأثير تيس الرب بوضوح في عد ٦١و ٠٢. فقد كان رئيس الكهنة يُكَفِّر بدم تيس الرب مطهراً الْمَقْدِسَ كله والشعبَ أيضاً، لذلك فإنه عندما كان الْمَقْدِسُ يُطَهَّر من خطايا الناس كان الناس أنفسهم يُطَهَّرون هم أيضاً. وبهذا المعنى كان يوم الكفارة فريداً من نوعه، لأنه فقط في هذا اليوم كان يتم تطهير كلاً من الْمَقْدِس والشعب.
كان يوم الكفارة هو المرحلة الثانية من الكفارة ذات الطورين الاثنين. وفي الطور الأول، خلال العام، كان يُغْفَرُ لبني إسرائيل. ولم تكن خطاياهم تمحى وإنما كانت تُعْهَد إلى الله نفسه، وهو الذي وعد بالتعامل مع هذه الخطايا. ولم يكن الطور الثاني يتعلق كثيراً بالغفران؛ فإنه قد غُفِرَ للناس بالفعل في الطور الأول من الكفارة. في الواقع، إن الفعل «يَغْفِر» لا يَرِدُ مطلقاً في الأصحاح ٦١ من لاويين أو في لاويين ٣٢: ٧٢ـ ٢٣. وما يبينه لنا ذلك هو أن خطة الخلاص بأكملها تتعلق بأكثر من مجرد غفران خطايانا، وهي نقطة تبدو منطقية أكثر في السياق الأوسع للصراع العظيم