دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الثاني 2014 - المسيحُ ونَامُوسَهُ
تحميل قوات الدفاع الشعبي - دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الثاني 2014 - المسيحُ ونَامُوسَهُ
مقدمة
١. النواميس في زمن المسيح... ٩٢آذار (مارس)-٤ نيسان (ابريل)
٢. المسيح وشَرِيعَةُ مُوسَى... ٥-١١ نيسان (ابريل)
٣. المسيح والتقاليد الدينية ...٢١-٨١نيسان (ابريل)
٤. المسيح والشريعة في الموعظة على الجبل... ٩١-٥٢ نيسان (ابريل)
٥. المسيح والسبت... ٦٢ نيسان (ابريل)- ٢ ايار (مايو)
٦. موت المسيح، والناموس... ٣-٩ ايار (مايو)
٧. المسيح، غاية الناموس... ٠١-٦١ ايار (مايو)
٨. ناموس الله وناموس المسيح...٧١-٣٢ ايار (مايو)
٩. المسيح والناموس وبشارة الإنجيل... ٤٢-٠٣ ايار (مايو)
٠١. المسيح والناموس والعهود... ١٣ ايار (مايو)-٦ حزيران (يونيو)
١١. الرُسُل والناموس...٧-٣١ حزيران (يونيو)
٢١. كنيسة المسيح والناموس... ٤١-٠٢ حزيران (يونيو)
٣١. ملكوت المسيح والناموس... ١٢-٨٢ حزيران (يونيو)
Editorial Office 12501 Old Columbia Pike, Silver Spring, MD 20904
Come visit us at our Web site: http://www.absg.adventist.org
Principal Contributor
Martin Pröbstle
Editor
Clifford R. Goldstein
Associate Editor
Soraya Homayouni
Publication Manager
Lea Alexander Greve
The Adult Sabbath School Bible Study Guide is prepared by the Office of the Adult Bible Study Guide of the General Conference of Seventh-day Adventists. The preparation of the guides is under the general direction of the Sabbath School Publications Board, a subcommittee of the General Conference Administrative Committee (ADCOM), publisher of the Bible study guides. The published guide reflects the input of worldwide evaluation committees and the approval of the Sabbath School Publications Board and thus does not solely or necessarily represent the intent of the author(s).
Editorial Assistant
Sharon Thomas-Crews
Pacific Press® Coordinator
Wendy Marcum
Art Director and Illustrator
Lars Justinen
Design
Justinen Creative Group
Middle East and North Africa Union
Publishing Coordinator
Marshall Mckenzie
Translation to Arabic
Ashraf Fawzi
Art Director and Design
Rafaela Medeiros
Arabic Layout and Design
Rahil Girgis
Sabbath School Personal Ministries
مقدمة
الناموس والمحبة
«لقد كان قصد الشيطان منذ بدء الصراع الهائل في السماء أن يهدم شريعة الله» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ١٣٦).
لماذا؟ لأن الشريعة، كأساس لحكم الله، تُعبِّر عن الكمال الأخلاقي للكون؛ فلو أطحت بالشريعة لأطحت بالنظام الأخلاقي للخليقة نفسها.
فَكِّرْ في الأمر. إنه ما لم يكن هناك إله، وما لم تكن هناك حياة، أيضاً، فإن الكون سيكون غير أخلاقي. وليس المقصود «بغير أخلاقي» هو أن يكون الكون ذات أخلاق رديئة أو عديم الأخلاق، إنما المقصود هو أن يكون الكون بلا صفة أخلاقية، وذلك لعدم وجود أي شيء فيه يمكنه إظهار صفات أخلاقية.
مع ذلك، فالله موجود، والبشر موجودون كذلك. ونحن قد خُلقنا ككائنات أخلاقية لديها القدرة على أن تمنح المحبة وتتسلمها. لكن، لكي توجد هذه المحبة، لا بد من أن توجد الحرية الأخلاقية أيضاً، وذلك لأن المحبة هي مفهوم أخلاقي لا يمكن أن ينشأ في كون بلا صفة أخلاقية (مثل كون يتكون فقط من صخور وفضاء بارد).
مع ذلك، فإن الأخلاق تعني القدرة على اختيار الصواب أو الخطأ، الخير أو الشر. والسبيل الوحيد لجعل الكون أخلاقياً هو السماح لإمكانية الاختيار بين الخير أو الشر، والصواب أو الخطأ؛ وهو الأمر الذي يستلزم أن يكون هناك قانون يحدد ويعرِّف الصواب والخطأ.
وبالطبع، يتمتع الكون بوجود مثل هذا القانون.
«فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ: ’لاَ تَشْتَهِ‘ « (رومية ٧: ٧). هل من الإثم أن يكون للمرء شعر أحمر؟ لِمَ لا؟ لأن ناموس الله لا يُحَرِّم الشعر الأحمر. فإذا كان الناموس يُحَرِّم الشعر الأحمر، مثلما يُحَرِّم الاشتهاء، فسيكون الشعر الأحمر خطيئة. لكن، لا يمكن للشعر الأحمر أن يكون خطيئة إذا لم يكن هناك ناموس إلهي يُعرِّف الشعر الأحمر على أنه كذلك.
إن وجود أخلاق بلا ناموس هو أمر مستحيل، كاستحالة وجود أفكار دون وجود عقل. إن عالمنا عالم أخلاقي لأن الله خلق كائنات حرة مسؤولة أمام ناموسه. فإذا لم يكن هناك ناموس يُحَرِّم الشهوة، فلن يكون هناك خطيئة الاشتهاء؛ وإذا لم يكن هناك ناموس يُحَرِّم الشعر الأحمر، فلن يكون هناك خطيئة خاصة بالشعر الأحمر، مهما كان عدد مَن يملؤون الكون مِن الراغبين في أن يكون شعرهم أحمر.
لقد خلق الله البشر كمخلوقات قادرة على المحبة. مع ذلك، لا يمكن للمحبة أن توجد من دون وجود حرية أخلاقية. ولا يمكن للحرية الأخلاقية أن تُوجَد من غير ناموس أخلاقي. إن المحبة تقوم وترتكز على الحرية. وبالتالي، فإن ناموس الله يجب أن يكون هو جوهر وأساس سلطة حكم الله. لهذا كتبت الن ج. هوايت ما كتبته عن رغبة الشيطان في "الإطاحة بناموس الله". إن الهجوم على الناموس ليس مجرد هجوم على شخص المسيح، ولكن على النظام الأخلاقي للخليقة نفسها.
ومن هنا يأتي موضوع دراستنا لهذا الربع: المسيح وناموسه. فسنقوم بدراسة متعلقة بالناموس، خاصة السؤال المتعلق بـالسبب الذي يجعل معظم المسيحيين – الذين يسيئون فهم العلاقة بين الناموس والنعمة- يقعون في فخ إنكار استمرارية صلاحية الوصايا العشر؛ وبالتالي، فإنهم يساعدون، بشكل غير متعمد، في محاولة الإطاحة بناموس الله.
مع ذلك، فالكتاب المقدس واضح: "فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ" (١يوحنا ٥: ٣). إن الصلة بين محبتنا لله وبين حفظ وصاياه هي أقوى مما نتصور. يمكننا محبة الله، لأننا نعيش في كون يمكن للمحبة فيه أن تتواجد، ويمكنها التواجد لأن الكون ذات صفة أخلاقية. وتستند هذه الأخلاق، على الأقل بالنسبة لنا ككائنات مخلوقة، إلى ناموس الله، الذي هو موضوع بحثنا لهذا الربع.
"كيث أوغست بيرتون" هو استاذ الديانة في جامعة "أوكوود" حيث يشغل هناك أيضاً منصب المنسق لمركز العلاقات الأدفنتستية الإسلامية. وقد ركزت أطروحة الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة "نورث وسترن" على دور الناموس في رسالة بولس إلى أهل رومية.
الانتعاش الروحي
والإصلاح
إن شعب الله يصلون ويقرأون الكتاب المقدس كل يوم
فهل ستنضم إليهم في عمل ذلك؟
منتعشون بكلمة الله
دعونا نقرأ الكتاب المقدس معاً.
- قم بسماع أو بقراءة الأصحاح اليومي من الكتاب المقدس.
- اقرأ ما يتوفر لديك من كتيبات تلقي الضوء على ما قرأته من الكتاب المقدس.
- قم بمشاركة أفكارك مع مجتمع المؤمنين الذين يتشاركون معك في قراءة أصحاح من الكتاب المقدس يومياً.
«ليس ما يقوي الإدراك مثل درس كلمة الله، وليس ما يرفع الأفكار ويكسب العقل حذاقة مثل التأمل في الحقائق الكتابية العميقة المهذبة» (روح النبوة، طريق الحياة، صفحة ٧٧).
متجددون من خلال الصلاة
صلوا من أجل حضور الروح القدس في عائلاتنا وقادتنا وكنائسنا ومجتمعاتنا.
انضم إلى مجموعات المؤمنين حول العالم والذين يُصَّلون في السابعة صباحاً والسابعة مساء، سبعة أيام في الاسبوع. ويومياً، قم بزيارة الموقع الإلكتروني أدناه لمعرفة أصحاح الكتاب المقدس الذي ينبغي قراءاته لكل يوم.
«ينبغي أن تحيط بالعالم سلسلة من المؤمنين المُصلين بحرارة... طالبين حضور الروح القدس» (ريفيو آند هيرالد، ٣ كانون الثاني/يناير، ١٩٠٧).
www.RevivalandReformation.org
بعد ثمانية أعوام من تاريخ صدورها، لا تزال أقراص الفيديو الرقمية الخاصة بأخبار العمل تُعطى مجاناً!
تتسلم كنيستك، في كل ربع سنة، قرص فيديو رقمي متعلق بعطاء السبت الثالث عشر. ويحتوي القرص على ١١ قصة تتعلق بالعمل المرسلي وقصة أطفال وموسيقى وأشياء كثيرة. وقد تم إنتاج هذا القرص بمهنية كبيرة، وهو مقدم مِن قِبل «مرسلية الأدفنتست».
احصل على نسختك المجانية من على الموقع الالكتروني التالي:
(www.adventistmission.org/dvd)
الدرس الأول
٩٢ آذار (مارس)- ٤ نيسان (أبريل)
القوانين والنواميس
في زمن المسيح
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: لوقا ٢: ١ـ ٥؛ عبرانيين ٠١: ٨٢؛ تثنية ٧١: ٢ـ ٦؛ لاويين ١: ١ـ ٩؛ لوقا ٤١: ١ـ ٦؛ يعقوب ٢: ٨ـ ٢١.
آية الحفظ: «لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِمَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ» (رومية ٢: ٤١).
في معظم المجتمعات، تعمل مختلف القوانين متناغمة، في آن واحد. فيمكن أن تكون هناك قوانين عامة تنطبق على الجميع؛ وتكون هناك، في الوقت نفسه، قوانين سائدة في مجتمع محلي ما، ولكن ليس في مجتمع محلي آخر. وفي زمن العهد الجديد، عندما كان الشخص يستخدم الكلمة المعتادة للإشارة إلى «الناموس» فهو إنما كان يشير بذلك إلى أي ناموس من النواميس المتعددة التي كانت سائدة آنذاك. وفي كثير من الأحيان، كان سياق المحادثة أو الحوار الدائر بين الأشخاص هو المؤشر الوحيد الذي يوضح أي ناموس، تحديداً، هو الذي يدور الحوار حوله. وهكذا، فإننا نحتاج، أثناء دراستنا لهذا الربع، إلى أن نُبقي في أذهاننا دائماً السياق المباشر لما تستعمل فيه كلمة ناموس، وذلك من أجل أن نفهم بصورة أفضل أي ناموس هو الذي تجري مناقشته والحديث عنه.
يبحث درس هذا الأسبوع في مختلف النواميس والقوانين التي كان معمول بها في المجتمع، في زمن المسيح والكنيسة الأولى. وسندرس هذه النواميس والقوانين المختلفة فقط من أجل أن تساعدنا على وضع الأساس لدراسة الناموس الأدبي، أي الوصايا العشر، وهو الذي سيكون محور التركيز الرئيسي لهذا الربع.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٥ نيسان (أبريل).
الأحد
٠٣ آذار(مارس)
القانون الروماني
اقرأ لوقا ٢: ١ـ ٥. ما هي الدروس التي يمكننا تعلمها من الطرق التي تفاعل بها كل من يوسف ومريم مع محيطهما السياسي؟
_____________________________________________________________
_____________________________________________________________
أدرك الرومان، في وقت مبكر من حكمهم، مدى أهمية القوانين المكتوبة بالنسبة لإدارة وحكم المجتمع. في الحقيقة، لا يزال القانون الدستوري للإمبراطورية الرومانية هو أساس النُظُم القانونية في العديد من المجتمعات الديمقراطية اليوم.
وكان الرومان، في الغالب، يسمحون للممالك التابعة للإمبراطورية الرومانية بالحفاظ على عاداتهم الخاصة، لكن كان متوقع من رعايا كل هذه الممالك أن يطيعوا قوانين الإمبراطورية الرومانية، والقوانين الصادرة عن مجلس الشيوخ الروماني. ومن الواضح أن كلاً من يوسف ومريم قد شملهما هذا الأمر.
كان القانون الروماني مَعْنِيَاً بالنظام في المجتمع. ولهذا فإنه لم يتعرض للأمور المتعلقة بالحكم فقط، وإنما كان يعمل أيضاً على تشريع السلوك في الساحة الداخلية. فبالإضافة إلى النص على الإجراءات المحددة لطريقة اختيار الأشخاص للمناصب العامة، كان القانون الروماني يتعامل، أيضاً، مع أمور مثل الزنى وعلاقات الأسياد بالعبيد. وكان العديد من هذه القوانين مشابها لتلك الموجودة في العهد القديم، وفي المجتمعات الأخرى.
إن كل المحاولات الهادفة إلى فهم الثقافة التي كُتبت في ضوئها أسفار العهد الجديد يجب أن تأخذ في الاعتبار الحقيقة التي مفادها أن الإمبراطورية الرومانية كانت تشكِّل خلفية سياسة في العالم الذي كان يعيش فيه المسيح والكنيسة الأولى. وهكذا، فإن العديد من الأمور التي حدثت في العهد الجديد، من موت المسيح إلى سجن بولس، تتضح بشكل أفضل عندما نفهم، كل ما في وسعنا فهمه، عن البيئة السياسية التي كانت سائدة في ذلك الزمان. وبطبيعة الحال، لا يحتاج المرء إلى أن يكون عالماً في التاريخ الروماني من أجل معرفة وإدراك ما نحتاجه للخلاص. مع ذلك، فإن المعرفة التاريخية، متى أمكن الحصول عليها، يمكن أن تكون مفيدة حقاً.
على الرغم من العناية الإلهية المذهلة، المتعلقة بحمل مريم، وعلى الرغم التدخل الواضح ليد الرب في هذا الأمر، إلا أن يوسف ومريم أطاعا قوانين البلاد التي طلبت منهما ترك بيتهما للاكتتاب، حتى عندما كانت مريم في الأيام الأخيرة من حملها. ألم يكن من الأفضل، نظراً لظروفهما الاستثنائية، أن يبقيا في البلدة التي كانا يعيشان فيها؟ ماذا نفهم مما قام به يوسف ومريم في هذا الشأن عن كيفية التعامل مع القوانين المدنية؟ (فكر في كَم كان سيكون سهلاً بالنسبة لهما تبرير عدم إطاعتهما للأمر المتعلق برجوع كل شخص إلى موطنه الأصلي من أجل إجراء الاكتتاب الذي أمرت به الإمبراطورية الرومانية؟
الاثنين
١٣ آذار (مارس)
ناموس موسي: المدني
على الرغم من أن اليهود كانوا تحت الحكم الروماني في الفترة التي كان فيها المسيح بالجسد على الأرض، إلا أنهم قد مُنحوا سلطاناً على تلك الأمور والمسائل التي كانت تختص بعاداتهم وديانتهم (انظر أعمال ٨١: ٥١). وكانت الهيئة التشريعية المسؤولة عن إدارة النظام القانوني اليهودي تسمى “السنهدريم”؛ ويُشار إليها أحياناً على أنها الْمَجْمَع (يوحنا ١١: ٧٤؛ أعمال ٥: ٧٢). وكان السنهدريم يتكون من ١٧ رجل يتم اختيارهم من بين الكهنة والشيوخ والأحبار، وكان يترأسه رئيس الكهنة. وكان السنهدريم بمثابة المحكمة العليا التي تتعامل مع العادات والتقاليد والقوانين اليهودية.
كان القانون المتعلق بالمجتمع اليهودي مؤسساً على القوانين المدنية المعلنة في أسفار موسى الخمسة. ولأن مؤسى هو كاتب الأسفار الخمسة في الكتاب المقدس، لذلك يُشار إلى القوانين الموجودة فيها على أنها ناموس موسى. وعندما أعطى الله الشريعة لموسى، إنما كان تصورْ الله وجود دولة يكون هو فيها القائد ويقوم الناس فيها بتنفيذ أوامره الشرعية. لكن، بحلول الوقت الذي وُلِدَ فيه المسيح، كان اليهود يخضعون للقانون الروماني.
مع ذلك، فقد سمحت لهم الحكومة الرومانية باستخدام ناموس موسى، عند التعامل مع الأمور المتعلقة بعادات اليهود. ومن هنا كان عمل السنهدريم ذات أهمية خاصة.
يقدم العهد الجديد العديد من النماذج التي يتم تطبيقها، أو الإشارة إليها، من ناموس موسى، وذلك فيما يتعلق بالشؤون المدنية: فقد كان لا يزال من المتوقع أن يقوم الرجال اليهود بدفع «نصف الشاقل»، ضريبة الهيكل (متى ٧١: ٤٢ـ ٧٢؛ خروج ٠٣: ٣١). وكانت حالات الطلاق لا تزال محكومة بالشروط المنصوص عليها من قِبل موسى (متى ٩١: ٧؛ تثنية ٤٢: ١ـ ٤)؛ وكان الناس لا يزالوا متمسكين بقانون «زواج القريب»، الذي تتزوج فيه الأرملة من أخي زوجها (متى ٢٢: ٤٢؛ تثنية ٥٢: ٥)؛ وكان الصبية لا يزالوا يختتنوا في اليوم الثامن من ولادتهم (يوحنا ٧: ٣٢؛ لاويين ٢١: ٣)؛ وكان الزناة يعاقبون بالرجم (يوحنا ٨: ٥؛ تثنية ٢٢: ٣٢و ٤٢).
اقرأ متى ٦٢: ٩٥ـ ١٦؛ عبرانيين ٠١: ٨٢ وتثنية ٧١: ٢ـ ٦. أي مبدأ هام يتضح هنا؟ ماذا يخبرنا هذا عن مفهوم الكتاب المقدس للعدالة والإنصاف؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
اقرأ بعض التشريعات المدنية الموجودة في الأسفار الأولى من الكتاب المقدس. يبدو البعض من هذه القوانين غريباً بالنسبة لنا، أليس كذلك؟ (انظر على سبيل المثال تثنية ١٢). بالنظر إلى مُعْطي هذه القوانين، ماذا ينبغي أن يخبرنا هذا عن كيف يجب علينا تعلُّم الثقة في الرب في كل الأمور، خصوصاً تلك الأمور التي لا نفهما بشكل كامل؟
الثلاثاء
١ نيسان (ابريل)
ناموس موسى: الطقسي
اقرأ لاويين ١: ١ـ ٩؛ ٢: ٤١ـ ٦١؛ ٥: ١١ـ٣١. ما الذي تشير إليه هذه القوانين؟ ماذا كان الغرض منها؟ ما هي الحقائق الهامة التي كانت تهدف هذا القوانين إلى تعليمها للشعب؟
__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
وإلى جانب النواميس المدنية في إسرائيل قديماً، كان هناك أيضاً ما يُسمى، في كثير من الأحيان «الناموس الطقسي». وكان هذا الناموس يتمحور حول الْمَسْكَنِ وخدماته التي صُممت جميعها، بطبيعة الحال، من أجل تعليم بني إسرائيل خطة الخلاص وإرشادهم إلى مجيء مسيا الموعود به. وفي الآيات الكتابية لدرس اليوم نجد أنه قد ذُكِر، مرتين، أنه من خلال هذه الخدمات سيتم [رمزياً] «التكفير» عن الخطايا. وقد كانت هذه النواميس، بطريقتها الخاصة، هي ما تم اعتباره «نبوات مصغرة»
عن المسيح وعمله التكفيري عن خطايا شعبه. «إن المسيح هو الذي أعطى الناموس الطقسي، حتى بعدما لم يعد حفظه لازماً قدمه بولس لليهود في مركزه وقيمته الحقيقيين مبيناً مكانته في تدبير الفداء وعلاقته بعمل المسيح. والرسول العظيم يعلن أن هذا الناموس مجيد وجدير بمبدعه الإلهي. إن خدمة المسكن المقدسة كانت ترمز إلى مبادئ الحق العظيمة التي كانت ستعلن طوال الأجيال المتعاقبة.... وهكذا طوال أجيال الظلمة المتعاقبة والارتداد حُفظ الإيمان حياً في قلوب الناس إلى أن أتى وقت مجيء مسيا الموعود به» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ١٢٣).
وعلى الرغم من أن المسيح هو مؤسس الناموس الطقسي، إلا أنه قُصِدَ لهذا الناموس أن يعمل بمثابة نموذج فقط، أي أن يكون رمزاً لحقيقة مستقبلية ألا وهي مجيء المسيح وموته وخدمته كرئيس كهنة. وبمجرد انتهاء المسيح من عمله على الأرض، لم تعد هناك حاجة إلى هذا النظام القديم [الناموس الطقسي] ولا إلى ذبائحه وطقوسه وأعياده (انظر عبرانيين ٩: ٩ـ ٢١). وعلى الرغم من أننا لم نعد نحفظ الناموس الطقسي اليوم، إلا أنه يمكننا من خلال دراستنا له أن نحصل على فكرة واضحة عن خطة الخلاص.
كان تقديم الذبائح الحيوانية، التي تشير إلى موت المسيح، جزءاً أساسياً في خدمة المسكن. فكِّر في ما يعنيه أن خلاصنا ما كان ليأتي إلا من خلال موت المسيح نيابة عنا. ماذا ينبغي أن يخبرنا هذا عن مدى تكلفة الخطيئة؟
الأربعاء
٢ نيسان (ابريل)
ناموس الأحبار
بالإضافة إلى ناموس موسى، كان اليهود، في زمن المسيح، على دراية بناموس الأحبار. وكانت مسؤولية الأحبار هي ضمان أن يكون ناموس موسى ذات صلة بالناس. وقد استخرج الأحبار ٣١٦ قانوناً من أسفار موسى الخمسة (بما في ذلك ٩٣ قانوناً متعلقاً بالسبت)، وكانوا يستخدمون هذه القوانين كأساس لتشريعاتهم. وقد استكملوا هذه القوانين المكتوبة بقوانين شفهية تتألف من تفسيرات الأحبار الأوائل.
ويُعرف القانون الشفهي باسم « الهلاخاه « بمعنى «أن تسير». وقد اعتقد الأحبار أنه لو التزم الناس بهذه «الهلاخاهات» (جمع هلاخاه) المتعددة، فإنهم بذلك سيسيرون في طريق الـ٣١٦ قانوناً الرئيسية. وعلى الرغم من أن هذه القوانين قد بدأت شفهية، إلا أنه قد تم تجميع هذه القوانين وتدوينها في شكل كتاب. ولا يزال بعض من التفسيرات، منذ زمن المسيح، باقياً في مجموعات تفسيرية تعرف باسم «المدراش»، في حين دُوِّنَ البعض الآخر في مجموعة قانونية تسمى «المشناه». ويسعى العديد من اليهود المتدينين، على مر العصور وحتى يومنا هذا، إلى الالتزام الصارم بهذه القوانين.
اقرأ لوقا ٤١: ١ـ ٦ ويوحنا ٩. على الرغم من أن المسيح قد اُتهم بانتهاك السبت، لشفائه الناس بمعجزات أجراها في السبت، فأي جزء، في العهد القديم، نجد فيه أن الشفاء في يوم السبت هو خطيئة؟ كيف يمكن للإجابة أن تساعدنا على أن نفهم بعض الأمور التي كان على المسيح التعامل معها؟ والأهم من ذلك، ما هي الدروس التي يمكننا تعلمها من هذه الأحداث ويمكن أن تساعدنا على التأكد من أننا لا نرتكب أخطاء مماثلة، لتلك التي أرتكبها رجال الدين في زمن المسيح، أثناء محاولاتنا «السير في الطريق» بأمانة؟
__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
وعلى الرغم من أنه من السهل، من وجهة نظرنا اليوم، السخرية من العديد من هذه القوانين الشفهية، خصوصاً عندما اُسْتُخْدِمَتْ وكما لو كانت معارضة للمسيح ومخالفة لتعاليمه؛ إلا أن الخطأ ، بدرجة كبيرة، كان في موقف القادة وليس في القوانين في حد ذاتها. ومع أن قوانين «الهلاخاهات» قد حُفظت بتزمت، إلا أنه كان من المفترض لها أن تكون قوانين روحية، تغرس العنصر الروحي في أكثر الأمور «اعتيادية»، مما كان سيعطيها أهمية دينية.
كيف يمكننا أن نتعلم أن نعطي، حتى أكثر المهام "اعتيادية"، أهمية دينية؟
الخميس
٣ نيسان (ابريل)
الناموس الأدبي
ورغم التأثير الذي كان لكل من القوانين الرومانية، وناموس موسى، وناموس الأحبار، على حياة اليهود الذين كانوا يعيشون في إسرائيل في القرن الأول الميلادي؛ إلا أن العديد من الناس مِمَّن كانوا يتبعون الديانة اليهودية كانوا يعيشون خارج فلسطين وخارج حدود الإمبراطورية الرومانية. وهكذا، فإن العديد من هذه النواميس والقوانين لم تكن تلعب دوراً كبيراً في حياة هؤلاء.
ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، فإن أي شخص يُصرِّح بأنه تابعاً لإله إسرائيل كان عليه الالتزام بالوصايا العشر.
«إن الوصايا العشر تقدم لبني إسرائيل الدافع الأخلاقي وراء حفظ هذه الوصايا. والاستعارة التي يستخدمها الكتاب المقدس للتعبير عن هذه العلاقة هي ’الميثاق أو العهد‘. وفي حين تأتي هذه الاستعارة من مجال القانون الدولي، إلاَّ أنه من الخطأ فهم الوصايا العشر على أنها مجرد ملخَّص لالتزامات بني إسرائيل تجاه الله.... لم تكن إطاعة بني إسرائيل للوصايا العشر مسألة خضوع للإرادة الإلهية بقدر ما كانت استجابة للمحبة» [ليزلي ج. هوب، «الوصايا العشر»، قاموس إردمانز للكتاب المقدس (جراند رابيدز، ميشيغان: إردمانز، ٠٠٠٢)، صفحة ٥٨٢.١].
لقد تفوقت الوصايا العشر على أي نظام قانوني كان معروفاً لليهود في القرن الميلادي الأول. بل، وحتى الفريسيين، الذين حفظوا بدقة نواميس موسى الـ ٣١٦ أدركوا أهمية الوصايا العشر. ويحتوي قسم « المشناه» المسمى «تاميد»، (في تاميد ٥: ١)، على وصية «حاخامية» تأمر بقراءة الوصايا العشر بصفة يومية. وقد كان يُعتقد أن كل القوانين الأخرى كانت متضمنة في الوصايا العشر. في الحقيقة، كتب الفيلسوف اليهودي «فيلو» الذي كان معاصراً للمسيح، كتاباً كاملاً عن المكانة المركزية والأساسية التي للوصايا العشر، من بين جميع القوانين والنواميس في الكتاب المقدس.
اقرأ متى ٩١: ٦١ـ ٩١؛ رومية ٣١: ٨ـ ٠١ ويعقوب ٢: ٨ـ ٢١. ما الذي تقوله هذه الآيات عن الدور الذي قامت به الوصايا العشر في حياة أتباع المسيح؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
على غرار أشقائهم اليهود، أدرك كتبة العهد الجديد المُلْهَمين، الغرض من الوصايا العشر، بالنسبة لشعب الله. وعلى الرغم من أن بعض دروس هذا الربع ستناقش الطريقة التي تفاعل بها المسيح مع أنظمة القوانين الأخرى في عصره، إلا أن التركيز الرئيسي سيكون مُنْصَبْاً على علاقة المسيح بالوصايا العشر، وهي التي تُعرف في كثير من الأحيان باسم "الناموس الأدبي".
الجمعة
٤ نيسان (ابريل)
لمزيد من الدرس
«لو لم يتعدَ آدَمُ على شريعة الله، لما وُضِعَ الناموس الطقسي أبداً. لقد أُعطيت البشارة بالأخبار السارة لآدم، لأول مرة، عندما أُعْلِنَ له بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية؛ وقد تم تسليم هذه البشارة، عبر الأجيال المتلاحقة، إلى نوح وإبراهيم وموسى. وقد قام المسيح، نفسه، بتعريف آدم وحواء بناموس الله وخطة الخلاص. وقد اعتز كلاهما اعتزازاً فائقاً بهذا الدرس ونقلاه شفهياً إلى أبنائهم وأبناء أبنائهم. وهكذا تم المحافظة على ناموس الله» (روح النبوة، رسائل مختارة، مجلد ١، صفحة ٠٣٢).
أسئلة للنقاش
١. قبل فترة طويلة من الوقت الذي كتب فيه موسى القوانين التي كانت ستحكم الأمة الإسرائيلية، كان لدى المصريين والبابليين أنظمة قوانين اجتماعية والتي كانت، في بعض الحالات، مماثلة في المضمون لبعض من نواميس الله. بل حتى المجتمعات الإلحادية لديها قوانين تحمي الناس والممتلكات. مع ذلك، فالقوانين غالباً ما تستند إلى مفاهيم أخلاقية وأدبية؛ بمعنى أنه لا بد للقانون من أن يشجِّع الناس على الامتناع عن أنواع معينة من الشر والقيام بأنواع معينة من الخير. مع ذلك، من أين تحصل المجتمعات على معرفة وإدراك ما هو خير وما هو شر؟
٢. كيف يؤثر المفهوم العام، للخير والشر، في مسألة وجود الله؟ وبعبارة أخرى، إذا لم يكن الله موجوداً، فمِن أين تأتي مفاهيم الخير والشر؟ من أين تأتي هذه المفاهيم إذا لم يكن الله موجوداً؟
٣. في كثير من الأحيان، نحن نستخدم مفهوم «القانون» بطرق مختلفة. فنتحدث عن قانون الجاذبية وقانون الحركة. ونتحدث عن القانون الدولي. ونتحدث كذلك عن قانون الأرض وقانون الضرائب. ما هو الشيء المشترك بين كل هذه القوانين؟ بأية طرق تختلف عن بعضها البعض؟ ما هي النتيجة المتوقعة لانتهاك أي من هذه القوانين؟ ما هي فوائد الالتزام بهذه القوانين؟ كيف تساعد مبادئ القانون على فهم القصد من الوصايا العشر، فيما يتعلق بحياة المؤمنين؟
٤. في الصف، عودوا إلى درس يوم الأربعاء وناقشوا المسألة المتعلقة بكيف نحتاج ككنيسة إلى أن نكون حذرين من عدم ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبها بعض القادة، وذلك بإضافة أعباء إلى الناموس لا يفترض أبداً أن تكون موجودة. لماذا من السهل جداً، أسهل حتى مما نعتقد، ارتكاب مثل هذا الخطأ، بغض النظر عن مدى ما لدينا من حُسن نيةٍ؟
قصة الأسبوع
حياة من التأثير
وُلدت إليزابيث كيمونجو في عائلة “ماساي” تقليدية في كينيا. ووفقاً للثقافة السائدة هناك، فإن المتوقع هو أن تتزوج الفتاة بعد بلوغ ٢١ عاماً من العمر. وليس للنساء هناك حرية في اختيار كيفية عيش حياتهن، لكن إليزابيث رفضت التوقف عن الدراسة. لقد كان لديها حلماً.
وكانت إليزابيث، وأثناء وجودها في المنزل لقضاء عطلة ما قبل بدء الدراسة الثانوية، قد علمت أن أباها قد رتب لزواجها من رجل عجوز. وبعد إخبار وموافقة والدتها، هربت إليزابيت وعادت إلى المدرسة الأدفنتستية.
وأثناء دراستها الثانوية، وبعد دراسة متعمقة للكتاب المقدس، اختارت إليزابيث أن تعتمد. وعندما أخبرت والدتها بأنها تريد الدراسة في الجامعة الأدفنتستية شجعتها الأم على الذهاب. تتخصص إليزابيث في مجال الزراعة، وهو مجال سيساعدها على تعليم الناس كيفية المحافظة على الأراضي الزراعية وتوفير حياة أفضل بالنسبة لهم. وهي تعمل في الحرم الجامعي وتحصل على بعض المال كمنحة دراسية تساعد في سداد رسوم الدراسة. وأحيانا تكون مضطرة إلى التوقف عن الدراسة لمدة نصف عام دراسي إلى أن تتمكن من كسب ما يكفي من مال لمواصلة الدراسة.
وقد عمل الموقف الذي اتخذته إليزابيث على مساعدة أخواتها الأصغر على عدم ترك المدرسة وتجنب الزواج المبكر. أما الأب، والذي كان غاضباً من ابنته في السابق لأنها رفضت الزواج من الرجل الذي اختاره لها، فقد تقبل قرارها واحترمه. لكنه لا زال يضغط على بناته الأصغر لكي تتزوج إحداهن ذلك الرجل. تشجع إليزابيث أخواتها على السير بالقرب من الله ومواصلة دراستهن من أجل أن يحظين بحياة أفضل.
وتشجع إليزابيث الفتيات الأخريات من “الماساي” على الدراسة الجادة والثقة بالله. وتقول لهن، “لا تسمحوا لظروف الحياة بأن تسلبكن حياتكن. يريد الشيطان أن يدمركن. يجب أن تثقن في الله وأن لا تسمحن للشيطان بأن ينفذ مخططاته.”
لقد وصلت إليزابيث إلى مرحلة عمرية لا يستطيع معها المجتمع على إجبارها على الزواج. فالمجتمع يقبلها الآن على أنها سيدة راشدة بمقدورها اتخاذ قراراتها بنفسها. وهي تقول، “أريد أن أعلم أهل بلدتي كيف ينتجون محاصيل أفضل من أجل حياة أفضل، وذلك من خلال محاولتي أن أكون مثالاً حياً أمامهم. لقد أعطتني القرية قطعة أرض استخدمها في زراعة المحاصيل حتى يرى أهل قريتي بأنفسهم النجاح الذي يمكن أن يكون من نصيبهم إذا هم اتبعوا مثالي في الزراعة.إن إليزابيث تشعر بالامتنان للمدارس الأدفنتستية التي أعدتها لعيش حياة مؤثرة إيجابياً على شعب “الماساي” الذين تنتمي هي إليهم. إن عطاءنا المرسلي وكذلك عطاء السبت الثالث عشر لهذا الربع يساعد هذه المدارس على الوصول إلى الشبيبة في جميع مناحي الحياة وتبشيرهم، بما في ذلك فتيات “الماساي” في المنطقة الواقعة بقلب شرق أفريقيا. شكراً لكم.
قريباً، سوف تكمل إليزابيث كيمونجو دراستها وتعود إلى قريتها للعمل من أجل سكان القرية ومشاركة محبة الله معهم.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMsitnevdA.www
الدرس الثاني
٥- ١١ نيسان (ابريل)
المسيح وشَرِيعَةُ مُوسَى
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: لوقا ٢: ١٢ـ ٤٢؛ خروج ٣١: ٢و ٢١؛ لوقات ٢: ١٤ ـ٢٥؛ متى ٧١: ٤٢ـ ٧٢؛ يوحنا ٨: ١ـ ١١؛ تثنية ٢٢: ٣٢و٤٢.
آية الحفظ: « ’لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي‘ « (يوحنا ٥: ٦٤).
تربى العديد من المسيحيين على سماع قصص تزعم أن علاقة المسيح بالديانة اليهودية كانت علاقة سلبية، وهو اعتقاد مؤسف خاطئ ساعد فقط على تغذية روح المعاداة، بين الأجناس، على مر القرون. صحيح أن المسيح قد تحدث عن ما حدث من انتهاكات للديانة اليهودية، لكنه لم يتحدث ضد الديانة نفسها.
في الواقع، تُظهر روايات الإنجيل، المتعلقة بالمسيح وخدمته، أنه كان يهودياً مخلصاً مُشبَّعاً بالتمام بالثقافة اليهودية، منذ لحظة ميلاده حتى الأسبوع الأخير من حياته في الجسد البشري.
ومثل كل يهودي مُخْلِصٍ في القرن الأول، كان المسيح خاضعاً لشَرِيعَةِ مُوسَى. ولأنه قد تربى في بيتٍ لأبوين يهوديين، مواليين لأمتهما، فقد كان المسيح مقدِّراً بالتمام لتراثه الأرضي، وهو التراث الذي كان راسخاً وموجهاً من قِبَلِ العناية الإلهية. وكان المسيح يعلم أن الله نفسه قد أوحى لموسى بكتابة هذه التشريعات بهدف إقامة مجتمع يعكس إرادة الله ويكون بمثابة منارة للشعوب. وقد التزم المسيح، بأمانة وإخلاص، بكل ما جاء في شَرِيعَةِ مُوسَى. فإن المسيح، بخضوعه لعملية الختان وزيارته للهيكل والتزامه بالأعياد وموقفه من الضرائب، ظل مخلِصاً على الدوام، لنظام كان يعرف أنه، ومع مرور الوقت، سيجد إتماماً له من خلال موته [المسيح] وخدمته في السماء.
سنلقي، في هذا الأسبوع، نظرة على مزيد من التشريعات التي حفظها المسيح نفسه.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢١ نيسان (ابريل).
الأحد
٦ نيسان (ابريل)
الختان والتكريس (لوقا ٢: ١٢ـ ٤٢)
لقد أسس الله عهده مع إبراهيم، وقال أن إبراهيم سيكون أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ (تكوين ٧١: ٤). وعندما جعل الله عهده مع إبراهيم كان إبراهيم يبلغ من العمر ٩٩ سنة، وكان حينها قد أنجب، مؤخراً، ابنه إسماعيل ولم يكن قد شَهِد بعد مولد ابنه الموعود، إسحق. مع ذلك، فقد أُمِرَ إبراهيم أن يُخْتَتَنَ هو نفسه، جنباً إلى جنب مع كل فرد من الأفراد الذكور في بيته، وقد أُخْبِرَ بأن عليه التأكد من أن يُخْتَتن كل ذكر يُولدُ في بيته، في اليوم الثامن لولادته (تكوين ٧١: ٩ـ ٢١). وقد كانت هذه العلامة ذات أهمية كبرى لدرجة أن عملية الختان كانت تتم للمولود الذكر، حتى ولو حَلَ اليوم الثامن في السبت (لاويين ٢١: ٣؛ يوحنا ٧: ٢٢).
وتُقدم لنا هذه الحقيقة فهماً أفضل للأيام الأولى من حياة المسيح. وتُظهر الأناجيل بالفعل أن يوسف ومريم قد اختيراً ليكونا أبوين أرضيين للمسيح، والسبب في ذلك، على الأقل جزئياً، هو أنهما كانا تقيين. ويُوُصَفُ يوسف على أنه «كَانَ بَارًّا» (متى ١: ٩١)، وقيل عن مريم أنها قد «وَجَدت نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ» (لوقا ١: ٠٣). وعندما كان المسيح ابن ثمانية أيام، أقام أبواه احتفال تم فيه تسمية وختان المسيح، بنفس الطريقة التي اختبرها عدد لا يحصى من الذكور اليهود في السابق.
فقط تخيل الأمر، فها هو ابن الله، الذي جاء في الجسد، يمر بنفس الطقوس التي كان قد أسسها هو نفسه منذ عدة قرون سابقة!
اقرأ لوقا ٢: ١٢ـ ٤٢ في ضوء خروج ٣١: ٢و ٢١ ولاويين ٢١: ١ـ ٨. ما هي الأمور الأخرى التي تخبرنا به هذه الفقرات الكتابية عن يوسف ومريم؟ ما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من حياة يوسف ومريم؟
__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
_________________________________________________________________________________
الكتاب المقدس واضح في أن مريم، عندما اُختيرت لتكون أم المسيح، كانت عذراء (لوقا ١: ٧٢)؛ لذا فقد كان المسيح هو الطفل الأول الذي «فتح رحمها». ووفقاً للأصحاح ٣١ من سفر الخروج، فإن كل بكر من بني إسرائيل (مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ) كان ينبغي أن يُقَدَّم للرب. وقد نصَّت الشريعة أيضاً، في لاويين٢١: ٢ـ ٥ على أنه إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَرًا، تَكُونُ نَجِسَةً طقسياً لمدة أربعين يوماً (وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تكون نجسة ٠٨ يوماً). وفي نهاية هذه المدة، كان يُطلب من المرأة أن تأتي إِلَى الْكَاهِنِ، فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ. وكيهوديين تقيين، فقد أوفى كل من مريم ويوسف بدقة متناهية بالتزامات شريعة موسى، وتأكدا من أن يحمل ابن الله علامات العهد.
الاثنين
٧ نيسان (ابريل)
الأعياد اليهودية (يوحنا ٥: ١)
« وَبَعْدَ هذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ « (يوحنا ٥: ١).
كانت أول فترة احتفالية كبرى في سنة التقويم اليهودي هي عيد الفطير الذي مدته سبعة أيام، والذي يبدأ بعيد الفصح. ويحتفي هذا العيد بذكرى نجاة بني إسرائيل من عبودية مصر، عندما عبر ملاك الموت عن منازل أولئك الذين وضعوا الدم على قوائم بيوتهم. وتُدَوّن الأناجيل، ثلاث مرات، فيها احتفل المسيح بعيد الفصح (لوقا ٢: ١٤ـ ٣٤؛ يوحنا ٢: ٣١ـ ٣٢؛ متى ٦٢: ٧١ـ ٠٢).
وبعد الفصح بخمسين يوماً، كان هناك عيد «نزول التوراة» والذي غالباً ما يُشار إليه باستخدام الاسم اليوناني «عيد الخمسين». وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس لا يعطي أي سبب للاحتفال بيوم الخمسين، إلا أن معلمي اليهود كانوا يعتقدون أن هذا العيد هو أحياء لذكرى إعطاء الشريعة لموسى. وليس هناك سجل في الأناجيل بأن المسيح احتفل بعيد «الخمسين». ومع ذلك، فإن المسيح قد نصح تلاميذه، قبل صعوده، بأن يمكثوا في أورشليم انتظاراً لمعمودية الروح القدس (أعمال ١: ٤و ٥). وقد وقع هذا الحدث بالفعل في يوم الخمسين (أعمال ٢: ١ـ ٤).
وكان هذان الاحتفالان، في التقويم اليهودي، هما «عيد المظال» و «يوم الكفارة» (عيد الغفران). ويشير يوم الكفارة إلى اليوم الذي كانت تُطَهَّر فيه الخطايا من المحلة وفيه يتصالح الناس مع الله. ويحتفي عيد المظال بإحياء ذكرى الوقت الذي اضطر فيه بنو إسرائيل إلى العيش في خيام في البرية.
وبالإضافة إلى الأعياد المتعلقة بشريعة موسى، كان لدى اليهود أعياداً أخرى لإحياء ذكرى تدخلات الله التاريخية. العيد الأول هو عيد «المساخر» أو «البوريم» وهو الذي يُظهر نجاة الشعب اليهودي من الإبادة الجماعية، وذلك عندما توسلت استير إلى الملك الفارسي. والعيد الثاني هو عيد « حانوكا «، ويعرف أيضاً بعيد «الأنوار» وكذلك بعِيد التَّجْدِيدِ (يوحنا ٠١: ٢٢) والذي يحتفل فيه بذكرى انتصار المكابيون على الإغريق في عام ٤٦١ ق. م.
بالطبع، وفيما يتعلق بنا نحن كمسيحيين على الأقل، فقد أُبطلت كل هذه الأعياد، وذلك لأن كل هذه الأعياد قد وجدت إتماماً لها في المسيح. مع ذلك، يمكننا تعلُّم الكثير من خلال دراستنا لهذه الأعياد ودراسة الرسائل التي تتضمنها، وذلك لأن كل هذه الاحتفالات تعلِّم دروساً عن نعمة الله المخلِّصَة وقدرته على الإنقاذ.
على الرغم من أننا لم نعد نحتفل بالأعياد التي ورد ذكرها أعلاه، ما هي الأمور التي يمكننا القيام بها وتساعدنا على أن نُبقي نصب أعيننا حقيقة الله وما فعله من أجلنا وما يطلبه منا؟
الثلاثاء
٨ نيسان (ابريل)
المسيح في الهيكل
لا يخبرنا العهد الجديد بالكثير عن طفولة المسيح. مع ذلك، هناك سجل يقدم لنا قدراً كبيراً من الاطلاع حول طفولة المسيح. ونجد هذه الفقرة في لوقا ٢: ١٤ـ ٢٥، حيث قصة زيارة يسوع ووالداه لأورشليم أثناء عيد الفصح. اقرأ هذه الفقرة ثم أجب على الأسئلة التالية:
كيف تساعد هذه القصة في توضيح الطابع اليهودي الأكيد للأناجيل؟ وكيف تساعد كذلك في توضيح مدى محورية ومركزية الديانة في كل ما حدث؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
_________________________________________________________________________
ما أهمية حدوث هذه القصة أثناء عيد الفصح؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
_________________________________________________________________
كم هو عدد الأيام التي لم يتمكن فيها والدا المسيح من إيجاده؟ بِمَ يذكِّرك هذا الأمر؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
على الرغم من أن المسيح كان طفلاً مطيعاً، فقد بدا جوابه كما لو كان فيه توبيخاً لوالديه. ما هي النقطة الهامة التي يتضمنها جوابه؟ ما هو الدرس الذي نتعلمه جميعاً حول ما يجب أن يحتل أولوية في حياتنا؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
اقرأ لوقا ٢: ١٥. ما معنى أن المسيح كان " خَاضِعًا لَهُمَا "؟ كيف تعطينا هذه الآية المزيد من المعرفة والفهم حول التنازل المدهش، من جانب الله، لأجل خلاصنا؟ ما الدرس الذي يجب أن نتعلمه من خضوع المسيح لوالديه الأرضيين؟ ومدى حاجتنا نحن إلى الخضوع؟
الأربعاء
٩ نيسان (ابريل)
الْجِبَايَةُ أَوِ الْجِزْيَةُ (متى ٧١: ٤٢ـ ٧٢)
كانت شريعة موسى، وكما أظهر درس الأسبوع الماضي، تشتمل على جوانب مدنية وطقسية. وتشير الجوانب الطقسية إلى أن الهيكل كان في مركز الحياة الدينية اليهودية. في الواقع، إنه مع حلول القرن الميلادي الأول، كان الهيكل ربما هو الصرح الوحيد الباقي، والذي أعطى اليهود الإحساس بالهُوية القومية.
أثناء خدمة المسيح الأرضية، كان الهيكل، الذي في أورشليم، يخضع لبعض التجديدات. وكان هيرودس الكبير قد بدأ هذا المشروع العظيم، المتعلق بتجديد الهيكل، في حوالي العام ٠٢ قبل الميلاد، ولم تكتمل عملية التجديد إلا بحلول عام ٦٦ بعد الميلاد. وعندما أدرك الرومان مدى جدية الكثيرين من اليهود فيما يتعلق بإيمانهم اليهودي، سمحوا لهم بتحصيل ضرائبهم الخاصة لتغطية تكلفة صيانة الهيكل. وكان على كل يهودي ذَكَرٍ أن يدفع نصف شاقل، بغض النظر عن حالته الاقتصادية (خروج ٠٣: ٣١؛ ٨٣: ٦٢).
اقرأ متى ٧١: ٤٢ـ ٧٢. ما الذي كان يقصده المسيح بقوله: «وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ»؟ أي مبدأ نجده هنا وينبغي أن نطبقه في حياتنا نحن أيضاً؟
_______________________________________________________________________
_______________________________________________________________________
يبدو أن جباة ضريبة الهيكل كانوا يجوبون كافة أنحاء المقاطعات للتأكد من أن كل ذَكَرٍ قد أوفى بالتزامه القانوني. ويُعطينا جواب بطرس المبدئي على جباة الضرائب، الانطباع بأن المسيح كان يدفع الضرائب بانتظام (متى ٧١: ٤٢و ٥٢). مع ذلك، فقد بدا أن المسيح، بوصفه ابن الله، قد تساءل حول واجبه تجاه دفع ضرائب لأجل صيانة بيت أبيه.
«ولو كان يسوع قد دفع الضريبة بدون اعتراض لكان في الواقع قد اعترف بصدق ادعاء المعلمين، وكان بذلك قد أنكر ألوهيته. ولكن في حين رأى أنه من الصواب إجابة الطلب فقد أنكر الادعاء المبني عليه ذلك الأمر. وفي تدبير الضريبة قدم البرهان على صفته الإلهية. فقد بدا جلياً أنه واحد مع الله ولذلك فهو ليس تحت التزام بدفع الضريبة كأي شخص عادي في المملكة» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ١١٤).
ومع ذلك، فقد اختار المسيح الامتثال للسلطات وأمَر بطرسَ باستخراج الضريبة من فم أول سمكة يصطادها. وكان «الإستار» الذي بفم السمكة كافياً لسداد ضريبة كل من المسيح وبطرس.
لقد دفع المسيح الضريبة الخاصة بالهيكل على الرغم من عِلْمِهِ أن هذا الصرح الرائع كان سيتدمر قريباً (متى ٤٢: ١و ٢). ماذا ينبغي لهذا الأمر أن يخبرنا عن التزامنا بأن نكون أمناء في تقديم عشورنا وتقدماتنا، بغض النظر عن أية مشاكل قد نعتقد في وجودها؟
الخميس
٠١ نيسان (ابريل)
تنفيذ الشريعة (متى ٥: ٧١ـ ٠٢)
كما رأينا، كان المسيح مواطناً أمينا يفي بكل مسؤولياته، كرجل يهودي، حتى عندما كانت حياته في خطر (انظر على سبيل المثال، يوحنا ٧: ١و ٥٢و ٦٢؛ ٠١: ١٣). في الواقع، لقد أوضح المسيح جلياً أنه ما جاء لينقض «الناموس أو الأنبياء» (متى ٥: ٧١و ٠٢).
كيف لنا، إذن، أن نفهم يوحنا ٨: ١ـ ١١ ومتى ٩١: ١ـ ٩ في ضوء تثنية ٢٢: ٣٢و ٤٢ و٤٢: ١ـ ٤؟ ما الذي يحدث هنا؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
كان بعض الفريسيين يحاولون دائماً إظهار المسيح على أنه منتهكٌ للشريعة (انظر، على سبيل المثال، يوحنا ٨: ٦). وعندما قدموا إليه امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا، طرحوا عليه السؤال التالي: مُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟ إن المسيح لم يُجِبْ على سؤالهم بصورة مباشرة. إنما هو، في الواقع، قد أكد على شريعة موسى بجوابه القائل: « مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ! « (يوحنا ٨: ٧). لم يقل المسيح أنه لا ينبغي لهذه المرأة أن تُرْجَمَ؛ ولكنه ببساطة أرغم هؤلاء الرجال على رؤية انتهاكاهم هم للناموس. بل حتى إطلاق سراح المرأة كان متمشياً مع ناموس موسى لأنه لم يكن هناك من يشير إليها بأصابع الاتهام. فقد كان يتوجب وجود شاهدين، على الأقل، لكي يُنَفَّذ العقاب (تثنية ٧١: ٦).
وفي الحادثة المتعلقة بالطلاق وإعادة الزواج، فقد بدا أن المسيح يناقض شريعة موسى بإصراره على أنه «مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا» (متى ٩١: ٤ـ ٦). وعندما أشار الفريسيون إلى وصية موسى في تثنية ٤٢: ١ـ ٤، وضع المسيح كل شيء في منظوره الصحيح. فإن موسى لم يأمر بأن يكون هناك طلاق. مع ذلك، فإنه بسبب عناد الناس، أَذِنَ موسى بالطلاق (متى ٩١: ٨). وهكذا نجد أنه حتى عندما انتقد المسيح شريعة موسى فإنه لم يرفضها أو يبطلها. لقد كان المسيح يهودياً أميناً في كل شيء، متمسكاً بشرائع موسى.
كيف نتعلم تحقيق التوازن بين العدل والنعمة عند تعاملنا مع أولئك الذين هم، مثلنا، يسقطون في الخطيئة؟ وإذا كنا سنخطئ في حكمنا على الآخرين، وهذا ما نفعله حتماً، ككائنات ساقطة، فأي جانب سنتخذ؟ جانب العدل أَمْ جانب النعمة؟ بمعنى، إذا كنا غير متأكدين من مدى صحة موقفنا في الحكم على الآخرين، فهل ينبغي إظهار النعمة نحوهم ومسامحتهم أم تطبيق العدل في ظل عدم تحققنا من معرفة الأمر بصورة جلية تجعل حكمنا منصفاً وحقانياً؟
الجمعة
١١ نيسان (ابريل)
لمزيد من الدرس
لمزيد من المعلومات حول موضوع هذا الأسبوع، أقرأ لروح النبوة الفصل الذي بعنوان «يسوع يحضر العيد»، صفحة ١٢٤ـ ٨٢٤؛ الفصل الذي بعنوان «هزيمة متآمرين»، صفحة ٩٢٤ـ ٧٣٤، في كتاب مشتهى الأجيال.
«كان مطلوباً من اليهود أن يصعدوا إلى أورشليم ثلاث مرات في السنة لأغراض دينية. إن قائد العبرانيين غير المنظور والمحتجب في عمود السحاب أعطى التعليمات والتوجيهات الخاصة بتلك المحافل. وفي أثناء سبي اليهود لم يكن ممكناً إقامة تلك الاحتفالات ولكن بعدما رد سبيهم وعادوا إلى بلادهم بدئ بالاحتفال بتلك التذكارات مرة أخرى، وكان قصد الله من تلك الأعياد هو تذكير الشعب بالرب إلههم» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ١٢٤).
«كان أمراً طبيعياً أن ينظر أبوا يسوع إليه على أنه ابنهما. فلقد كان معهما كل يوم وكانت حياته شبيهة بحياة غيره من الفتيان من نواح كثيرة. فكان من الصعب عليهما أن يدركا أنه ابن الله. وكانا في خطر الإخفاق في تقدير البركة الممنوحة لهما بوجود فادي العالم معهما. إن الحزن الناشئ عن افتراقهما عنه والتوبيخ الرقيق الذي كانت تحمله كلماته كان القصد منهما اقناعهما بقدسية الوديعة المُسَلَّمَةِ لهما» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٧٦).
أسئلة للنقاش
١. أمعن التفكير في هذه الحقيقة المذهلة: فبالرغم من أن المسيح هو الذي أسس هذه الشرائع، إلا أنه قد خضع لها عند تجسده. ماذا يخبرنا هذا الأمر عن طبيعة الله؟
٢. حاول أن تضع نفسك في موقف يوسف ومريم. هل من الغرابة والعجب أنهما لم يدركا بالتمام كل ما كان يتعلق بالمسيح؟ أليس هناك الكثير من الأمور المتعلقة بيسوع نحن أيضاً لا نفهمها؟ كيف يمكننا أن نتعلم الثقة والطاعة، على الرغم من الأمور الكثيرة التي لا نفهمها؟
٣. ما الذي تقوله لمسيحيين يقولون أنه ينبغي علينا مراعاة هذه الأعياد والاحتفاليات والإبقاء عليها؟ (تلميح: قد تبدأ ردك عليهم بطرح السؤال التالي: "كيف تنوي حفظ هذه الأعياد في حين أنها جميعاً تتمحور حول الهيكل، وهو الذي دُمِرَ منذ زمن بعيد، كما أنها تتمحور حول سفك الدم وهي الممارسة التي تَمَّ كذلك التوقف عن القيام بها؟")
قصة الأسبوع
عطاء من التسبيح
كان يوسيوفاديان في الستينات من العمر عندما التقى بالمسيح أول مرة وذلك من خلال حلم. وفي الحلم دعا الله يوسيوفاديان إلى أن يخدمه وقد استجاب الرجل للدعوة. ترك مزرعته لأسرته وسمح لله بأن يقوده إلى خدمته. ولعدة سنوات، كان ينتقل من قرية إلى قرية ويشارك إيمانه بالله مع الآخرين. وفي أثناء الـ ٥٢ عاماً الماضية، قاد أكثر من ٠٠٤ شخص إلى يسوع وعمل على إنعاش ثلاث كنائس كانت على وشك أن تغلق، وبدأ في تكوين أربعة مجتمعات كنسية جديدة. وعندما رأي الحقل الكنسي المحلي ما كان يوسيوفاديان يفعله، قام بتخصيص راتب يساعده في الخدمة. وعندما يرى يوسيوفاديان أن هناك كنيسة تكاد تغلق بسبب عدم وجود أعضاء بها، كان يقوم بزيارة الناس في المنطقة ويأتي بهم إلى يسوع. ثم يقوم بالإشراف على إعادة بناء الكنيسة حتى يجد الأعضاء المتزايدين في العدد مكاناً مناسباً يتعبدون فيه.
وعندما يجد قرية ليس فيها أعضاء، يعيش يوسيوفاديان بين الناس ويبدأ في زرع بذار الإيمان. ويبقى بالمكان إلى أن يتم تكوين مجتمع من المؤمنين وبناء كنيسة بسيطة.
وفي الآونة الأخيرة، دخل يوسيوفاديان إلى إحدى القرى وبدأ في البحث عن الأشخاص الذين كانوا على استعداد للسماع عن يسوع. وقد بدأ في دراسة الكتاب المقدس معهم وهكذا تزايد اهتمامهم. قضى يوسيوفاديان اسبوعين في القرية وواصل العمل مع الناس. وقد اعتمد أكثر من ٥٢ شخصاً وينمو عدد المؤمنين بقوة هناك. وعلى الرغم من أن يوسيوفاديان في الثمانينات من العمر الآن إلا أنه يفكر في بدء مجموعة من المؤمنين في مكان جديد. وبينما هو بانتظار دعوة الله، فإنه يساعد في تقديم دروس من الكتاب المقدس لسلسلة الاجتماعات الروحية التي ستعقد في بلدة مركزية بالقرب من محل إقامته حالياً.
يقول يوسيوفاديان “لقد باركني الرب بعدة طرق. فهو يقودوني إلى الأغنياء والفقراء على حد سواء. إنه يقودني إلى أولئك الذي يريدون معرفة المزيد عن الله. أنا أبقى وأدرس مع أي شخص يريد سماع رسالة الله.” وفي حين أن بعضاً مما يدرس الكتاب المقدس معهم هم من خلفية مسيحية، إلا أنه يدرس مع كثيرين غيرهم ممن يأتون من خلفيات أخرى. وما يفعله في القرى هو أنه يرى الاحتياجات المطلوبة ويساعد على تلبية تلك الاحتياجات، سواء كانت هناك حاجة إلى الطعام أو الكساء أو خدمات للمجتمع.
يقول يوسيوفاديان والابتسامة تعلو وجهه المجعد، “أنا لا أنوي التقاعد. أنا أتطلع لعقد عدة سلاسل كرازية وتأسيس كنيسة أخرى”. لا يعظ يوسيوفاديان في الغالب، لكنه يقومون بدعوة الكارزين ليأتوا ويتحدثوا في الاجتماعات التبشيرية بعد أن يكون قد أعد التربة وبذر بذور الإيمان.
يقول يوسيوفاديان ، “لقد أظهر الله لي محبته وأعطاني القوة لأعمل. إن مشاركة إيماني هو تقدمة تسبيح أهديها لإلهي.”
يشارك يوسيوفاديان، الذي كان يعمل مزارعا، إيمانه مع الآخرين في جنوب شرق الهند.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www
الدرس الثالث
٢١- ٨١ نيسان (أبريل)
المسيح والتقاليد الدينية
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: متى ٣٢: ١ـ ٧؛ متى ٥١: ١ـ ٦؛ إشعياء ٩٢: ٣١؛ متى ٥: ٧١ـ ٠٢؛ رومية ٠١: ٣.
آية الحفظ: « ’يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ‘ « (متى ٥١: ٨و ٩).
أشار جون ويسلي، مؤسس الكنيسة «الميثوديستية»، أن ديانة الشخص تتأثر بأربعة عوامل: الإيمان والعقل والكتاب المقدس والتقاليد. مع ذلك، فهو لم يعني أن كل هذه العوامل الأربعة متساوية من حيث السلطة. فقد اعترف بأن الكتاب المقدس هو الأساس، لكنه أدرك أيضاً أَنَّ كلاً من إيمان الشخص والقدرة على التفكير والتقاليد الدينية تؤثر في الطريقة التي يتم تفسير الكتاب المقدس على أساسها. وإذا كان «ويسلي» ليعود إلى الحياة مجدداً اليوم، لكان سيُصْدَم لاكتشاف أن العديد من اللاهوتيين المعاصرين في الطائفة الميثوديستية (وفي الطوائف الأخرى كذلك) يُقَدِّرُونَ المنطق والتقاليد والآراء الشخصية أكثر من تقديرهم للتعاليم الواضحة للكتاب المقدس.
يتحقق درس هذا الأسبوع من التقاليد الدينية التي أستند إليها الكتبة والفريسيون في تعاليمهم. وقد كان المعلمون الذين صاغوا هذه التقاليد، في الأساس، يوقرون الكتاب المقدس كثيراً، ولم تكن لديهم أية نية في أن ترقى هذه التقاليد إلى مكانة كلمة الله. مع ذلك، فقد خلط بعض من تلاميذهم المتحمسين بين المنهج والرسالة وبذلك تحول تركيزهم عن الوحي الإلهي المكتوب إلى التقاليد والتعاليم البشرية.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٩١ نيسان (أبريل).
الأحد
٣١ نيسان (ابريل)
كُرْسي موسى
وفي حين يبدو أَنَّ «الكتبة والفريسيون» هما مجموعتان منفصلتان حدث وأن تم جمعها معاً، إلا أن المرجح هو أن الكتبة كانوا مجموعة متشعبة من الفريسيين (انظر أعمال ٣٢: ٩). وقد أصبح الفريسيون مجموعة بارزة خلال فترة الإمبراطورية الإغريقية. ويعتقد أنهم كانوا بقية الطائفة اليهودية التقية المعروفة باسم «الحاسيديم» الذين ساعدوا في القتال في ثورة المكابيين ضد اليونان.
والاسم «فريسي» هو كلمة مشتقة من الكلمة العبرية «باراس» والتي تعني أن «تفصل». وفي العصر الذي تأثر فيه العديد من اليهود كثيراً بالثقافات الوثنية، رأى الفريسيون أن واجبهم هو ضمان أن كل ذَكَرٍ يهودي يتعلم الشريعة. ولتحقيق هذه المهمة، أنشأ الفريسيون وظيفة «الحاخام أو المعلم» والتي تعني حرفياً «معلمي».
وفي قول المسيح أنه « ’عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ‘ « مصادقة على وظيفتهم كمعلمين للناس (متى ٣٢: ٢و ٣). فإنهم، على أي حال، قد أخذوا على عاتقهم مسؤولية التأكُّد من أن الناس قد تتلمذوا على طريق الشريعة.
اقرأ متى ٣٢ـ ١ـ ٧. ماذا كانت إحدى أكبر إشكاليات المسيح مع الكتبة والفريسيين، وفق ما جاء في هذه الآيات؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
كانت معظم الإشارات، في الأناجيل، إلى الكتبة والفريسيين إشارات سلبية؛ فإنه بالنظر إلى تواطؤ العديد منهم (ولكن ليس الكل) في موت المسيح واضطهاد أتباعه، تعد هذه الإشارات السلبية في مكانها. وقد بدا وكأن عناصر هذه المجموعات كانوا يكمنون في الزوايا ويختبئون وراء الأشجار، فقط في انتظار أن يرتكب الناس الأخطاء حتى يتمكنوا من تطبيق الشريعة عليهم. وَتَرِدُ هذه الصورة كثيراً في الكتاب المقدس لدرجة أن كلمة «فريسي» تستخدم في كثير من الأحيان كمرادف لكلمة «متزمت أو متشدد». وإذ نمعن النظر في هذه الفقرة الكتابية المشار إليها أعلاه، نجد أن مشكلة المسيح الكبرى مع الفريسيين لم تكن بسبب رغبتهم في أن يحفظ الآخرون شريعة موسى؛ إنما كانت المشكلة تكمن في أنهم هم أنفسهم لم يحفظوا شريعة موسى. فقد كانوا مرائين، يقولون شيئاً ولكنهم يفعلون شيئاً آخراً، وحتى عندما كانوا يفعلون الشيء الصواب فإنهم كان يفعلونه بدوافع خاطئة.
اقرأ، مجدداً، ما قاله المسيح عن الكتبة والفريسيين. كيف يمكننا التأكد من أننا لا نصبح نحن أيضاً مذنبين باتخاذ مواقف مشابهة لمواقفهم؟
الاثنين
٤١ نيسان (ابريل)
وصايا الناس
على الرغم من أن الكتبة والفريسيين قد جلسوا « عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى « إلا أن مصدر سلطة تعاليمهم الدينية كان قد تجاوز نطاق ما جاء في العهد القديم. فقد كانت الشريعة التي استخدمها الفريسيون تتألف من تفسيرات الكتاب المقدس التي أعطاها رواد معلمي الشريعة. ولم يكن المقصودُ أن يُسْتَعَاضَ بهذه التفسيرات عن الأسفار المقدسة، وإنما كان المقصود لها هو أن تُتَمِّمَ هذه الأسفار. وكانت هذه التفسيرات، في البداية، تنتقل من شخص إلى شخص شفوياً؛ ثم، وفي وقت لاحق، بدأ الكتبة في تجميع هذه التفسيرات وإصدارها على هيئة كتب.
ولم يظهر أول منشور رسمي لناموس معلمي الشريعة حتى نهاية القرن الميلادي الثاني، عندما نشر الحاخام « یهودي هناسی « (الأمير يهوذا) «المشناه». وتتضمن القوانين المدونة في «المشناه» محصل اربعة قرون من التفسيرات التي أعطاها معلمو الشريعة. وكان من بين المعلمين الذين ساهموا في تقديم هذه التفسيرات العديد ممن عاشوا في زمن المسيح، وكان «هيليل» و «شمعي» هما المعلمان الأبرز، من بين كل هؤلاء. وكان هناك «غمالائيل»، حفيد «هيليل»، كما كان «غمالائيل» معلم بولس أيضاً.
اقرأ متى ٥١: ١ـ ٦. ما هي القضية المثيرة للجدل هنا؟ ما هو الخطأ الذي كان يسعى المسيح إلى تصحيحه؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
عرفنا، في الدرس الأول من هذا الربع، أن نواميس معلمي الشريعة كانت تسمى «الهلاخاه» والتي تعني «أن تسير». وقد شعر معلمو الشريعة أنه إذا «سار» الناس في طرق النواميس الصغرى فإنهم سيحفظون النواميس الكبرى بشكل افتراضي. مع ذلك فقد حدث، مع مرور الزمن، أن بدأت النواميس الصغرى في احتلال مكانة أكبر؛ وبعد فترة من الزمن، كان من الصعب التمييز بين النواميس التقليدية [البشرية] وبين نواميس الكتاب المقدس.
لا يبدو أن المسيح كانت لديه مشكلة في أن يكون للفريسيين قوانينهم الخاصة بهم. مع ذلك، كان المسيح معارضاً لفكرة ارتقاء هذه القوانين إلى مكانة «العقيدة». فإنه ليس لأي إنسان سلطان لوضع قوانين دينية والارتقاء بها إلى مستوى التفويض الإلهي. لكن ليس معنى هذا أن جماعات المؤمنين ممنوعة من وضع قوانين تساعد في حكم سلوك المجتمع. يمكن للإرشادات العملية أن تساعد الناس كثيراً في حفظ الناموس. مع ذلك، فإنه لا ينبغي أبداً السماح للإرشادات بأن تحل محل الشريعة نفسها.
وفيما يتعلق بنا نحن، الأدفنتست السبتيون، ما هي القوانين والتقاليد والعادات التي لدينا ونعتقد أنها تساعدنا على العيش بأمانة وطاعة للشريعة؟ قم بتدوين هذه الأمور وتعال بها إلى الصف يوم السبت القادم وقم بطرح أسئلة عن الدور الذي تقوم به القوانين والتقاليد والعادات في مجتمع الإيمان.
الثلاثاء
٥١ نيسان (ابريل)
تقاليد الشيوخ
كما رأينا، اهتم بعض من معلمي الشريعة كثيراً بالقوانين والتقاليد، التي وُضعت للمساعدة في حفظ شريعة موسى، لدرجة أنهم فشلوا في التمييز بين الأمرين. وبعد فترة من الزمن، اكتسبت أقوال المعلمين الصفة القانونية؛ واعتقد الناس أن هذه التعاليم مُلْزِمة مثلها مثل الأسفار المقدسة. ومن المُرَجَّح أن معلمي الشريعة، وعندما قاموا بكتابة تفسيراتهم في بادئ الأمر، لم يكن لديهم أي نية في أن يضيفوا إلى صفحات الأسفار المقدسة. مع ذلك، فمن المحتمل أن تلاميذهم المُكَرَّسِيِنَ قد رأوا أن من واجبهم مشاركة هذه التفسيرات الاستثنائية مع عامة الناس.
اقرأ متى ٥١: ١و ٢، مرة أخرى. إلى أي نص، في أسفار موسى الخمسة، يستند هذا التقليد؟ ما هي أهمية جوابك؟ انظر كذلك ٧: ٣و ٤ ومتى ٥١: ١١.
_________________________________________________________________________
_________________________________________________________________________
من الصعب إيجاد فقرة في الكتاب تأمر بالآتي: «اغسل يديك قبل الأكل». وقد أوضح الكتبة والفريسيون، عند مواجهتهم مع المسيح، أن تلاميذه لم ينتهكوا شريعة موسى [بعدم غسل أيديهم] وإنما انتهكوا «تقليد الشيوخ». والحِدَّةُ التي طرح بها الفريسيون السؤال جعلت مسألة عدم غسل اليدين قبل الأكل تبدو كما لو كانت انتهاكاً دينياً خطيراً.
ربما يرغب مختصو الصحة والآباء والأمهات في إعطاء مبرر صحي أو نفسي وراء هوس الفريسيين الواضح في الإكراه على غسل اليدين. مع ذلك، يعتقد العلماء اللاهوتيون أن الأمر كان يتعلق بالنجاسة الطقسية. فيبدو أن ما كان يشغل الفريسيين هو أن يكون الناس قد لمسوا أشياء نجسة اثناء مزاولاتهم لأعمالهم اليومية. وبناء على ذلك، إذا أكل الناس دون غسل أيديهم فإنهم بذلك سينجسون أنفسهم طقسياً، بلمسهم للطعام.
ونظراً لحقيقة أن الكتبة والفريسيين قد اتهموا تلاميذ المسيح بالنجاسة الطقسية، لأنهم لم يغسلوا أيديهم قبل تناول الطعام، فإننا قد نستنتج أن المسيح نفسه لم ينتهك التقاليد التي كانت معروفة جيداً آنذاك (مرقس ٧: ٣). ومع ذلك، فقد كان المسيح يدرك جيداً أن الفريسيين كانوا يهوِّلون من شأن الأمور الصغيرة في حين يتغاضون عن الأمور الجوهرية الواردة في الأسفار المقدسة.
اقرأ إشعياء ٩٢: ٣١. ما هي المبادئ الكتابية الهامة التي يتم الإعلان عنها هنا؟ لماذا تُعد هذه المبادئ مهمة كثيرا بالنسبة لنا ويتحتم علينا تذكُّرها؟
الأربعاء
٦١ نيسان (ابريل)
تعاليم الناس
«إن إبدال وصايا الله بأوامر الناس لم ينته بعد. فحتى اليوم توجد بين المسيحيين قوانين وعادات لا أساس لها أكثر مما كان لتقاليد الآباء في إسرائيل. مثل تلك القوانين التي يسندها السلطان البشري قد احتلت مكان الشرائع التي أقرها الله. إن الناس يتعلقون بتقاليدهم ويوقرون عاداتهم ويضمرون الكراهية لمن يحاولون أن يبصِّروهم بخطئهم.... فبدلاً من قبول سلطان مَن يقال عنهم أنهم آباء الكنيسة يجب علينا أن نقبل كلمة الآب الأبدي رب السماء والأرض» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٣٧٣و ٤٧٣).
اقرأ متى ٥١: ٣ـ ٦، ولكن في نطاق خروج ٠٢: ٢١ وتثنية ٥: ٦١ ومتى ٩١: ٩١و أفسس ٦: ٢. ما هما الاتهامان الخطيران اللذان يُوَجِّهُما المسيح ضد الفريسيين؟ _________________________________________________________________________
__________________________________________________________________________
توقع الفريسيون، عند مواجهتهم للمسيح بشأن مسألة غسل الأيدي، أن يقوم هو بالرد مباشرة على اتهاماتهم. مع ذلك، فقد قام المسيح، بأسلوبه الفريد، بتوجيه سؤال إليهم، كان في صميم الموضوع. أراد المسيحُ للفريسيينَ أن يعلموا أن المشكلة لم تتعلق بغسل الأيدي قبل تناول الطعام أو دفع العشور، وإنما المشكلة كانت تتعلق بجعل المعايير البشرية أعلى مكانة من المعايير الإلهية. لقد استطاع الفريسيون تقديم تفسير منطقي لموقفهم من غسل الأيدي قبل تناول الطعام. ولا شك أنهم قد برروا عملية توجيه مواردهم وأموالهم، وتقديمها لله بدلاً من إنفاقها على والديهم، على أنها تعبيرٌ عن محبتهم الفائقة لله.
وعلى الرغم من أنه ربما كان لدى الفريسيون دوافع منطقية لأعمالهم، إلا أن الله لا يتوقع من البشر أن يحبوه وفقاً لشروطهم هم. كان اهتمام الفريسيين بالانضباط والعيش المقدس أمراً جيداً، لكن لم يكن ينبغي لهذا الاهتمام أن يطغى على إرادة الله. كان يجب على الفريسيين تذكُّر أن الـ ٣١٦ قانوناً المدونة في شريعة موسى كانت منسجمة ومتناغمة، وليس متناقضة؛ وبأن أي من هذه القوانين لم يكن المقصود له أن يحل محل القانون الآخر. مع ذلك، فإن إصرار الفريسيين على إتباع «تقاليد الشيوخ» جعلهم يُبْطِلُون كلمة الله (متى ٥١: ٦)، على الأقل فيما يتعلق بما كان يعنيهم هم أنفسهم. لا شك في أن الفريسيين، كونهم كانوا يعتبرون أنفسهم حُمَاة الشريعة، قد صُدموا بل وارتاعوا عند سماع أنهم كانوا، في الحقيقة، ينتهكون الشريعة بل ويجعلونها «عديمة الجدوى»، وذلك من خلال التقاليد ذاتها، وهي التي اعتقدوا أنها كانت تساعد الناس على حفظ الشريعة على نحو أفضل.
الخميس
٧١ نيسان (ابريل)
البِرُّ الزائد (متى ٥: ٠٢)
اقرأ متى ٥: ٧١ـ ٠٢. وفي ضوء درس الأسبوع الماضي، ما هي بعض الطرق التي يمكن أن يُفْهَم بها التحذير الذي نطق به المسيح في متى ٥: ٠٢؟ انظر كذلك رومية ٠١: ٣.
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
إذا قُرِئَت الآية في متى ٥: ٠٢ بمعزل عن غيرها، فإنه يمكن أن يُنظر إليها على أنها دعوة إلى القيام بما يقوم به الفريسيون، ولكن على نحو أزيد وأكثر منهم. لكن هل هذا ما يقوله المسيح حقاً؟ لكن الجيد هو أن الجواب على هذا السؤال في متناول أيدينا. لقد أشار درس الأمس إلى أنه لم يكن من غير المألوف بالنسبة للكتبة والفريسيين أن يرفعوا من شأن قوانين التقليد وجعلها فوق شريعة الله. وكان على المسيح أن يخبرهم أن أفعالهم في الحقيقة تُبطل كلمة الله الصريحة الواضحة. وقد ذَكَر درس يوم الاثنين أيضاً أنه، على الرغم من أن مضمون تعاليم الكتبة والفريسيين، ربما كان جيداً إِلا أَنَّ العديد منهم عاشوا حياة رياء ونفاق.
وبالنظر إلى هذه الخلفية، فإنه ليس من الصعب معرفة المشاعر الحقيقية وراء ما صرَّح به المسيح هنا. فإنه من الممكن جداً أن يكون المسيح قد أشار هنا إلى ما سبق وأن حذر بشأنه في مناسبة أخرى: « ’فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ‘ « (متى ٥: ٩١). لقد كان الفريسيون مُرَكِّزِيِنَ جداً على القوانين التي من صنع البشر لدرجة أنهم انتهكوا شريعة الله بشكل صارخ. وكان بِرَّهُم معتمداً على جهودهم الذاتية؛ ومن هذا المنطلق، كان بِرُّهُم بِرَّاً مَعيبَاً. وكان إشعياء قد سبق وأعلن منذ زمن بعيد أن بِرَّ الإنسان هو لا شيء سوى ثَوْبَ عِدَّةٍ (إشعياء ٤٦: ٦).
أما هذا النوع من البِرِّ، والذي يشجِّع المسيحُ عليه، فهو البِرُّ الذي يبدأ في القلب. وفي الحادثة المتعلقة بغسل الأيدي، فقد أشار المسيح إلى خطأ الفريسيين وذلك باقتباسٍ إشعياء ٩٢: ٣١: « لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي». إن البِرَّ الذي يطلبه الله هو بِرٌ يفوق الأعمال المرئية.
يدعو المسيحُ إلى بِرِّ يتجاوز البِرَّ الذي كان الفريسيون يعتقدون أنهم يمتلكونه. إن البِرَّ الحقيقي هو ليس البِرُّ الذي يتم الحصول عليه من خلال التحقق من إنجاز كل بند على قائمة المهام والواجبات؛ إنما هو البِرُّ الذي يمكن الحصول عليه فقط من خلال الإيمان بيسوع المسيح والمطالبة بِبِرِّهِ لأنفسنا. إنه البِرُّ الذي يأتي من خلال تسليم الذات بالكامل لله، والإدراك العميق بأننا بحاجة إلى المسيح كبديل عنا ومثال نحتذي به.
اقرأ رومية ٠١: ٣. كيف تساعدنا هذه الآية على معرفة ما يعنيه البر الحقيقي؟
الجمعة
٨١ نيسان (ابريل)
لمزيد من الدرس
لمزيد من المعلومات حول موضوع درس هذا الأسبوع اقرأ الفصول التالية من كتاب مشتهى الأجيال: «تقاليد الناس»، صفحة ٠٧٣- ٤٧٣؛ «الويلات على الفريسيين»، صفحة ٥٧٥ـ ٦٨٥. أقرأ كذلك متى ٣٢.
«ليحترس كل من ينحنون أمام السلطة البشرية وعادات الكنيسة وتقاليد الآباء ولينتبهوا إلى إنذار المسيح القائل: ’باطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس‘ « (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٤٧٣).
أسئلة للنقاش
١. ما هي بعض التقاليد التي نتبعها، كأدفنتست سبتيين؟ لماذا من المهم النظر إليها على أنها مجرد تقاليد؟ لماذا تعد التقاليد ذات أهمية، وما هو الدور الذي تلعبه التقاليد في حياة مجتمعنا؟ أي من هذه التقاليد يتسم بأهمية عالمية، وأي منها يستند إلى عوامل محلية وثقافية؟
٢. «يسمح المؤمنون، بين الحين والآخر، للعدو بالعمل من خلالهم في الوقت الذي كان ينبغي لهم فيه أن يكونوا مكرسين لله ولتَقَدُّم عمله. لقد انجرفوا، دون وعيٍّ، بعيداً عن طريق البِرِّ. ومن خلال تعزيز روح الانتقاد والشكوى والاعتراض، والتحلي بتقوى وتفاخر الفريسيين، أحزنوا روح الله وأعاقوا كثيراً عمل رسل الله»- روح النبوة، شهادات للكنيسة، مجلد ٩، صفحة ٥٢١. كيف يمكن للمرء أن ينجرف «دون وعي» بعيداً عن طريق البِرِّ؟ ما هي الخطوات التي يمكن للمرء اتخاذها حتى يتجنب السقوط في حفرة البِرِّ الذاتي؟
٣. أمعن التفكير في ترتيب خدمة العبادة بكنيستك. لماذا تتبع كنيستك هذا الترتيب المعين؟ ما هو معنى كل بند من بنود البرنامج (على سبيل المثال: التضرع إلى الله، الترنيمة الافتتاحية، الصلاة الرعوية، وهلم جرا)؟ ما هي الدروس التي يمكنك تعلمها من خدمة الكنيسة وتساعد في إظهار مدى ارتباط وتداخل التقاليد في الإيمان؟ وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى أن نسأل: هل التقاليد سيئة لمجرد كونها تقاليد؟
قصة الأسبوع
إحداث الفرق
عندما كنت طفلاً، كانت أسرتي تعيش بالقرب من الكنيسة الأدفنتستية في بلدتنا في شمال ناميبيا. وكانت أمي تأخذنا إلى الكنيسة على الرغم من أننا لم نكن أدفنتست سبتيين. وقد أحببت الكنيسة. وفي كل سبت بعد الظهر كنا نذهب إلى قرى «الهيمبا» لنرتل ونتحدث إليهم عن الله. وعندما كنت في الثامنة من العمر، انتقلنا من بيتنا القريب من الكنيسة ولم أتمكن من الذهاب إلى الكنيسة بعدها. وعندما كبرت، بدأت في الاستقواء على الصبية الآخرين في المدرسة. كنت أعرف أن ذلك خطأ لكني كنت أستمتع بالقوة. وكان والداي يبقيانني مشغولاً في بيع الأغراض في السوق حتى أبقى بعيداً عن المشكلات. وفي أحد أيام السبت، تسللت من العمل لألعب كرة القدم. رأيت كنيسة الأدفنتست السبتيين بالقرب من الملعب ورأيت الأطفال يسيرون نحو الكنيسة. وكانوا يرتدون ملابس أنيقة وكانت السعادة بادية على وجوههم. وتمنيت أن أكون مثل هؤلاء الأطفال.
غادرت ملعب كرة القدم وتوجهت إلى الكنيسة. وهناك تعرفت على بعض من الصبية الذين يذهبون إلى المدرسة التي أذهب إليها. وكنت أتوقع أن يسيء هؤلاء الصبية معاملتي، لكنه لم يفعلوا. بل لقد رحبوا بي إلى مجموعتهم. وعندما بدأ برنامج الكنيسة دعوني للانضمام إليهم. شعرت بالإحراج، فقد كانت ثيابي قديمة ولم أكن أرتدي حذاء. لكن أحداً لم يأبه بهذا الأمر أو يعترض عليه.
وأثناء خدمة الكنيسة أعلن أحد قادة الكنيسة أن نادي الكشافة بحاجة إلى مزيد من الأعضاء. لم أكن أعرف ما الذي يعنيه مصطلح «الكشافة» لكن بدا أنه أمر ممتع لذلك طلبت الانضمام. قدم لي القائد الدعوة لحضور اجتماع بعد ظهيرة ذلك اليوم.
اخبرت أمي أني قد ذهبت إلى الكنيسة وأني أريد الذهاب مرة أخرى. أومأت أمي برأسها موافقة. ومع مرور الوقت، أخذت أخواتي الصغيرات معي. ثم قدمت الدعوة إلى ابنة عمي. وقد بدأت في حضور نادي الكشافة ثم في حضور الكنيسة.
لقد أعطيت قلبي لله. تلاحظ أمي كيف أن الله يغير قلبي وهي سعيدة لهذا التغيير. وقد لاحظ آخرون أيضاً هذا الأمر. أنا لم أعد أزعج الأطفال أو أسيء معاملتهم. لقد أُظهر لكي كيف يشعر الأطفال الذين أسيء معاملتهم. والآن أنا أحاول أن أكون لطيفاً مع الآخرين وأشجع غيري من الصبية على عمل ذلك.
لقد أعطاني الله عملاً رائعاً! أنا أساعد في تسجيل وتحرير قصص الكتاب المقدس لشعب «الهيمبا»، والذين لا يعرف معظمهم القراءة. أنا سعيد لأن الله يجعل مني وسيلة تساعد على إحداث فرق في حياة الناس الآخرين. والدتي من «الهيمبا»، وأنا أريد أن أساعد في تعليم شعب «الهيمبا» أن المسيح يحبهم ويريد لهم أن يعيشوا معه إلى الأبد.
ساعد عطاء من أعطية السبت الثالث عشر التي جمعت مؤخراً في تسجيل المزيد من قصص الكتاب المقدس لتصل إلى شعب «الهيمبا» بطريقة يمكنهم فهمها والتجاوب معها. شكراً لكم!
ويليام هيفيكيمبوني هو تلميذ يخدم الله في بلدة أبوو في شمال ناميبيا.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www
الدرس الرابع
٩١- ٥٢ نيسان (أبريل)
المسيح والشريعة
في الموعظة على الجبل
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: متى ٥ :٧١ـ ٠٢؛ لوقا ٦١: ٦١؛ متى ٥: ١٢ـ ٢٣؛ رومية ٧: ٤٢؛ متى ٥: ٣٣ـ ٧٣؛ ٥: ٨٣ـ ٨٤.
آية الحفظ: « ’لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ‘ « (متى ٥: ٧١و ٨١).
عندما يفكر معظم الناس في «الموعظة على الجبل» فإنهم يفكرون تلقائياً في «التطويبات» (متى ٥: ١ـ ٢١). مع ذلك، تغطي الموعظة على الجبل ثلاثة أصحاحات تم تقسيمها إلى أربعة أقسام. وترد التطويبات في القسم الأول فقط. وفي القسم الثاني يُشَبِّهُ المسيحُ المسيحيين بالنور والملح (متى ٥ :٣١ـ ٦١). وفي القسم الثالث، (متى ٥: ٧١ـ ٨٤) يقدم المسيح منظوراً جديداً وأعمق فيما يتعلق بالناموس.
ثم هناك القسم الأخير والأطول، متى ٦: ١ـ ٧: ٣٢، وفيه يقدم المسيح تعليماً واضحاً بشأن السلوك المسيحي. وتختتم موعظة المسيح بِمَثَلِ البناؤون الحكماء والأغبياء (متى ٧: ٤٢ـ ٧٢)، والذي يؤكد على أهمية الامتثال إلى ما يدعونا الله إلى عمله.
سنقوم في درس هذا الأسبوع بدراسة القسم الثالث من موعظة المسيح على الجبل (متى ٥: ٧١ـ ٨٤ (والتي يُطلق عليها اللاهوتيون اسم النقائض، وهي جمع نقيضة. وسنرى ما يعلِّمه لنا هذا القسم عن الشريعة.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٦٢ نيسان (أبريل).
الأحد
٠٢ نيسان (ابريل)
«حرف واحد أو نقطة واحدة»
اقرأ متى ٥: ٧١ـ ٠٢، مرة أخرى. كم هو مثير للاهتمام أن نجد أن المسيح قد شدَّد كثيراً على الناموس هنا، في حين أنه أدلى، في الوقت ذاته، بتلك العبارة المتعلقة بالكتبة والفريسيين، والذين كانوا هم أيضاً يشدِّدون على الناموس. ما هو الدرس الهام الذي تُعَلِمَه هذه الفقرة عن الطاعة الحقيقية للناموس؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
_________________________________________________________________________
يبدأ المسيح هذا القسم بالتأكيد على أنه لم يأتِ ليُبْطِلِ «الناموس أو الأنبياء» (متى ٥: ٧١). وعلى الرغم من عدم وجود إشارة إلى ذلك، إلا أن العديد يرون في هذه العبارة إشارة إلى العهد القديم بأكمله (انظر كذلك متى ٧: ٢١؛ ١١: ٣١؛ ٢٢: ٠٤؛ لوقا ٦١: ٦١؛ أعمال ٣١: ٥١؛ ٤٢: ٤١؛ رومية ٣: ١٢). وعلى الرغم من ادعاءات خصوم المسيح، إلا أنه لم يهاجم الأسفار المقدسة، وهي التي تعلن مشيئة أبيه. بدلاً من ذلك، كان هدف المسيح هو «إكمال» الناموس والأنبياء، وليس إبطالهما والتخلص منهما.
وكلمة «يُكَمِّل» تعني حرفياً أن «يملأ» أو «يُتَمِّم». وهي تحمل معنى ملء الشيء إلى حافته. وهناك طريقتان لفهم كلمة «يكمل». الأولى هي أن تضع التركيز على المسيح باعتباره إتمام وإكمال الكتاب المقدس (على سبيل المثال، لوقا ٤٢: ٥٢ـ ٧٢؛ يوحنا ٥: ٩٣). مع ذلك، فإننا نجد السبيل إلى فهم هذه الفقرة وذلك من خلال النظر إلى السياق المباشر لها، والذي يُظهر أن المسيح لم يأتِ لنقض أو إبطال الكتاب المقدس وإنما ليكشف عن جوهره الداخلي.
وبعد أن أعلن المسيح عن موقفه الواضح من الناموس والأنبياء، انتقل بتركيزه من العهد القديم بصفة عامة إلى الناموس بوجه خاص. وكما لو أن المسيح قد عرف أن الناس سيتهمونه، ذات يوم، بإبطال الناموس، فقد حذر مِن أنه «إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ» (متى ٥: ٨١). وقد أكد المسيح، بهذا التصريح، على أبدية الناموس.
في الواقع، إن الناموس هامٌ جداً لدرجة أن كل مَن ينتهك مبادئ هذا الناموس سَيُدْعَى «أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ». وهذه مجرد طريقة لقول أن مَن يَنْتَهِكُونَ الناموس لن يكونوا في الملكوت؛ ومن ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يعملون ويُعَلِّمُونَ بالناموس هم الذين سيكونون في الملكوت. وكان المسيح سريعاً في الإشارة إلى أنه لا يُعزِّز البِرَّ الأجوف الذي للكتبة والفريسيين؛ وإنما يُعزِّز البِرَّ النابعَ من قلب يحب اللهَ ويسعى إلى عمل مشيئته.
الاثنين
١٢ نيسان (ابريل)
القتل (متى ٥: ١٢ـ ٦٢)
بدأ المسيح، بعد تأكيده على حفظ الناموس، في تفسير البِرّ الذي يزيد عن البِرِّ الذي للكتبة والفريسيين. وقد بدأ حديثه هذا مقتبساً الوصية السادسة (خروج ٠٢: ٣١)، ثم لَخَّصَ المسيحُ، من شريعة موسى، عقوبة انتهاك الناموس (خروج ١٢: ٢١ لاويين ٤٢: ٧١).
لا تشتمل الوصية السادسة على جميع الحالات التي يقتل فيها شخص شخصاً آخر. وفي حالات القتل غير المُتَعَمَّدِ (أي القتل الخطأ)، كان يمكن للشخص أن يهرب إلى مدينةِ ملجأٍ ويحصل على لجوء مؤقت (خروج ١٢: ٣١؛ عدد ٥٣: ٢١). مع ذلك، فإن الشخص الذي كان يقتل شخصاً آخراً بِتَعَمُّدٍ كان يلقى عقاباً سريعاً. ولم يركِّزُ المسيح، في تفسيره، على الفعل نفسه وإنما على دوافع ونوايا الشخص الذي ارتكب الفعل. قد يقتل المرء عن طريق الخطأ، ولكن الشخص الذي يقصد قتل إنسان آخر يكون قد مر بفترة من التَرَوُّي (أي أنه قتل مع سبق الإصرار والترصد). وهكذا، فإن الخطيئة تكون قد حدثت، حتى قبل أن يقوم الشخص بارتكاب فعلته الرهيبة. والكثيرون، مِمَّنْ يرغبون في قتل آخرين، لا يعوقهم عن عمل ذلك سوى عدم وجود الفرصة.
اقرأ متى ٥: ٢٢. ما هو الشيء الذي قال المسيح أنه مساوٍ للقتل؟ كيف تساعد الآية في ١يوحنا ٣: ٥١ في التأكيد على هذه النقطة؟ ما هي القضية الأساسية التي يشير إليها المسيح هنا، وماذا يخبرنا هذا عن المفهوم الصحيح لناموس الله؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
على الرغم من أن الكتاب المقدس يتحدث كثيراً عن قوة الكلمات، إلاَّ أن المسيح هنا يأخذ هذه المسألة إلى مستوى أعمق. في كثير من الأحيان، يكون الغرض الوحيد من الكلمات القاسية أو الشتيمة هو إثارة المشاعر السلبية لدى مَن يُساء إليه. ونقطة المسيح هنا واضحة وضوح الشمس. فالمذنبون بالقتل هم ليسوا فقط مَن يرتكبون جريمة القتل، وإنما الذين يتحدثون بكلمات قاسية للآخرين، بل وحتى أولئك الذين يضمرون ضغينة نحو الآخرين، هم أيضاً مذنبون بارتكاب جريمة القتل. وينصح المسيح أولئك الذين يعززون هذه الأفكار بأن يتصالحوا مع الخصم قبل أن يأتوا إلى المذبح (متى ٥: ٣٢ـ ٦٢).
أمعن التفكير في مغزى كلمات المسيح في آيات الكتاب المقدس لدرس اليوم. ما مدى نجاحك في هذا الخصوص؟ ماذا تخبرك معايير المسيح السامية، فيما يتعلق بالكمال الذي يؤهل للسماء، عن حاجتك المَاسَّة إلى أن تكون مستوراً بِبِرِّهِ في كل الأوقات؟
الثلاثاء
٢٢ نيسان (ابريل)
الزنى (متى ٥: ٧٢ـ ٢٣)
اشتمل مثال المسيح التالي على وصايا متعلقة بالزنى. وقد بدأ المسيح حديثه باقتباس الوصية السابعة «لا تزني». وفي سياق شريعة موسى، كان الزنى يحصل عندما ينخرط شخصاً متزوجاً في علاقة جنسية مع شخص آخر غير شريك الحياة. وكانت الشريعة واضحة في أنه ينبغي موت كلا الطرفين المُدانَيِنِ بارتكاب علة الزنى. وكما هو الحال مع الوصية السادسة، فقد أعطى المسيح المعنى الضمني الأعمق لهذه الوصية المعينة.
في الغالب، يبدأ الزنى قبل ارتكاب «ذات الفعل» بفترة طويلة. وبنفس الطريقة التي يبدأ فيها القاتل بتبييت النِّيَّةِ لإلحاق ضرر دائم بشخص ما، فإن الزنى يبدأ في نفس اللحظة التي يرغب فيها الرجل، بشهوة، في امرأة لا تربطه بها علاقة زواج؛ أو في اللحظة التي ترغب فيها المرأة، بشهوة، في رجل لا يربطها به علاقة زواج، بغض النظر عن ما إذا كانت المرأة التي يشتهيها الرجل عازبة أو متزوجة؛ أو إذا كان الرجل الذي تشتهيه المرأة، عازباً أو متزوجاً.
اقرأ متى ٥: ٩٢و ٠٣. هل ترى كَم كان المسيح صارماً في وصفه لمخاطر الخطيئة؟ بعد قراءة هاتين الآيتين، اقرأ رومية ٧: ٤٢. ما هي الحقائق الهامة الموجودة هنا؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
هنا، أيضاً، يقدم المسيح معالجة فورية للتعامل مع الخطايا التي تحدثَ عنها. فالحل هو ليس في مواصلة الخطيئة وإنما هو الشروع في إجراء عملية جراحية جذرية للنفس. فباستخدام استعارات قوية، ينصح المسيحُ الشخصَ، الذي يصارع مع خطيئة ما، بأن يقوم بعمل ما هو ضروري، إذا كان الشخص يرغب في دخول الملكوت. وهذا قد يعني المرور من طريق مختلف عند الذهاب إلى العمل، إذا كان هناك ما يسبب لك عثرة في طريقك المعتاد؛ أو قطع علاقتك بصديق عزيز، لكنه صديق سوءٍ. فالمكسب الأبدي يفوق، بكثير، مشاعر وأهواء اللحظة.
وكما رأينا من قبل، فقد سمح موسى بالطلاق، على الرغم من معرفته أن هذا لم يكن جزءاً من خطة الله الأصلية. وبعد أن خاطب المسيح الرجال ذات العيون الزائغة من المتزوجين، وبعد نصيحته لهم بالسيطرة على دوافعهم، يشجع المسيح على حياة زوجية تتسم بالوفاء والإخلاص مدى الحياة.
"فتسليم الإرادة يصور هنا كما لو كان قلع العين أو قطع اليد. وكثيراً ما يبدو لنا وكأن تسليم إرادتنا لله معناه أننا نرضى أن نسير في الحياة مشوهين وعاجزين. ولكن المسيح يقول أنه خير لنا أن تُشوَّه الذات وتُجرح وتمسي عاجزة إذا أمكنك بذلك أن تدخل الحياة. فما تنظر إليه أنت على أنه كارثة هو الباب للوصول إلى أسمى فائدة" (روح النبوة، المعلم الأعظم، صفحة ٣٩٤و ٤٩٤). ما الذي تعنيه هذه الكلمات بالنسبة لك؟
الأربعاء
٣٢ نيسان (ابريل)
وعود، وعود .... (متى٥: ٣٣ـ ٧٣)
إن النقيضتين، (القتل والزنى)، مأخوذتان من الوصايا العشر. أما النقيضة المتعلقة بالطلاق، وما يليها من نقائض، فهي مأخوذة من مقاطع أخرى من شريعة موسى، بما في ذلك تلك النقيضة المتعلقة بالقَسَمِ أو الحَلَفِ.
اقرأ لاويين ٩١: ١١ـ ٣١. ما هي النقاط المحددة التي نجدها هنا؟ انظر كذلك خروج ٠٢: ٧.
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
إن شريعة موسى، التي اقتبس منها المسيح، مدُّونة في فقرة من فقرات سفر اللاويين التي تدين عدداً من الممارسات المخادعة والمضللة. وهنا أيضاً يتضح مدى اهتمام المسيح بمسألة النوايا. فإن أي شخص يَعِدُ وَعْدَاً دون وجود نِيَّةٍ لديه للوفاء بهذا الوعد يكون قد اتخذ قراراً عمداً بأن يخطئ.
وعلى الرغم من أن الوصية ضد قَسَمِ الزُّوُرِ تقترن بما نقدمه من وعود للأشخاص الآخرين، إلا أن الوصية الثانية تتعلق بالوعود التي نَعِدُ بها اللهَ.
اقرأ تثنية ٣٢: ١٢ـ ٣٢. بأية طريقة ترتبط هذه الآيات بكلمات المسيح في متى ٥: ٣٣ـ ٧٣؟ انظر، أيضاً، أعمال الرسل ٥: ١ـ ١١.
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
على عكس الشخص المذنبِ بقَسَمِ الزُّوُرِ، ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي تعهد تعهداً مالياً أمام الله لديه النِّيَّة في التحايل على الله. ومع ذلك، يعرف المسيحُ الطبيعة البشرية ويحذِّر المرء من إعطاء وعود ربما يندم عليها فيما بعد. وما قصة حَنَانِيَّا وسَفِّيرَة إلا مثال قوي على الكيفية التي ينظر بها الله إلى هذه الخطيئة. فقد تعهد كل من حنانيا وسفيرة، أمام الله، بأن يدعما البشارة وكانت لديهما النية للوفاء بعهدهما لكنهما غَيَّرا رأيهما ولاقيا دينونة الله المميتة. يجب على المسيحي أن يكون شخصاً مستقيما، بحيث يكون كلامه: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ.
فَكِّرْ في مرة عاهدت فيها (شخصاً ما، أو عاهدت فيها الله) وكنت عازماً على الوفاء بهذا العهد، لكنك لم تحفظ هذا العهد، في نهاية المطاف. كيف يمكنك تَعَلُّمِ الحَذَرِ بشأن هذه المشكلة؟ ماذا عن العهود التي عاهدت بها نفسك، لكنك تراجعت عنها؟
الخميس
٤٢ نيسان (ابريل)
قانون الانتقام (متى ٥: ٨٣ـ ٨٤)
يبدو أن الموضوع المشترك هنا (متى ٥: ٨٣ـ ٨٤) هو الانتقام. ويتعلق هذا الموضوع بالعديد من الوصايا في شريعة موسى المستندة على مبدأ الرَّدِ على جريمة ما بعقاب مساوٍ لها، وهي فكرة تسمى «قانون الانتقام».
وكما رأينا في العديد من الفقرات الكتابية (خروج ١٢: ٢٢ـ ٥٢؛ لاويين ٤٢: ٧١ـ ١٢؛ تثنية ٩١: ١٢)، كانت الشريعة تستدعي أن يُعاني الجاني نفس اختبار المجني عليه. فإذا فقد المجني عليه عيناً أو ذراعاً أو قدماً، أو فقد حياته، كان يتوجب أن يحدث الشيء ذاته للجاني. كان «قانون الانتقام» شائعاً بين العديد من الحضارات القديمة. ولِمَ لا، فقد كان يبدو أن قانون الانتقام هذا هو إعلان لمبدأ العدالة الأساسي؟
من المهم أن ندرك أن هذا المبدأ قد تم التعامل به من أجل الحد من الانتقام، بمعنى أنه وُجِدَ لمنع الناس من إلحاقِ ضررٍ بالآخرين يفوق الضرر الذي أُلْحِقَ بهم من قِبَل الجُنَاة. وهكذا فإن هذا القانون، ومن العديد من النواحي، كان لضمان عدم انحراف العدالة.
لذلك، فإن المسيح، في متى ٥: ٨٣ـ ٢٤، لم يكن بالضرورة يهاجم شرعية القانون الذي يُطَالب بأن يُعاقبَ المرءُ على جريمةٍ ارتكبها. بدلاً من ذلك، رَكَّزَ المسيحُ على ردِّة فعل المسيحيين نحو أولئك الذين يخدعونهم ويحتالون عليهم. فبدلاً من السعي إلى إيجاد فرص للانتقام، يجب على المسيحيين أن «يَرُدُّوا» بلطف، وهو شيء يمكننا القيام به فقط بواسطة نعمة الله العاملة فينا. وهكذا يكون المسيح، بهذه الدعوة، قد ارتقى بنا إلى مستوى أعمق، فيما يتعلق بمفهومنا لما يعنيه أن تكون تابعاً للرب.
وتتعامل النقيضة الأخيرة مع الموقف القائل بأنه يجب التشجيع على محبة الأصدقاء وكراهية الأعداء. ونجد وصية محبة القريب في لاويين ٩١: ٨١. لكن ليس هناك نص صريح يدعو إلى كراهية الأعداء، حتى في ظل الآيات الموجودة في تثنية ٣٢: ٣ـ ٦.
كان اليهود، في زمن المسيح، مُحْتَلْيِنَ مِن قِبَلِ السلطة الرومانية القمعية، وكان اليهودُ مواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم وعلى أرضهم. ونظراً لِمَا كانوا يعانون منه من قمع وظلم، فربما شعروا أنهم مبررون في كراهيتهم لأعدائهم، الذين قمعوهم بشدة في بعض الأوقات. وهكذا، كان المسيح يُعَلِّمُ بني إسرائيل سبيلا أفضل للعيش، حتى في ظل الظروف الصعبة وغير المثالية.
اقرأ متى ٥: ٤٤و ٥٤. ما الذي يقوله المسيح لنا هنا؟ والأهم من ذلك، بأي طريقة يمكنك تطبيق هذا التعليم، في حياتك الخاصة، مع شخص أساء إليك وأخطأ في حقك؟
الجمعة
٥٢ نيسان (ابريل)
لمزيد من الدرس
اقرأ من كتاب «مشتهى الأجيال»، الفصل الذي بعنوان «أسرار السعادة»، صفحة ٥٧٢-١٩٢.
«إن يسوع يتناول الوصايا كلاً على حدة ويوضح عمق كل وصية واتساعها. وبدلاً من أن يجردها من حرف أو نقطة من قوتها فهو يرينا مدى اتساع مبادئها، ويشهِّر بخطأ اليهود القاتل في تظاهرهم الخارجي بالطاعة. كما يعلن أن الإنسان قد يتعدى شريعة الله عندما يفكر أفكاراً شريرة أو ينظر نظرة شهوانية. والإنسان الذي ينحاز إلى أقل ظلم هو كاسر للشريعة ومنحدر بطبيعته الأدبية إلى أعماق الهوان. إن جريمة القتل تنسج خيوطها أولاً في العقل. فالذي يفسح المجال للبغضة في قلبه هو سائر في طريق القتلة المجرمين. وذبائحه وتقدماته تمسي كريهة في نظر الله» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، ٦٨٢و ٧٨٢).
إن المحبة هي مبدأ مُلْزِمٌ ورَابِطٌ في شريعة الله. وفي كل نقيضة من النقائض التي تناولناها بالدرس في هذا الأسبوع، عمل المسيح على الرفع من شأن مبدأ المحبة: فالمحبة تُحصِّن الشخصَ من تعزيز الكراهية نحو أخيه؛ وتُبْقي المحبةُ الزوجَ والزوجة معاً؛ تقدم المحبة التحدي للمسيحي لأن يكون أميناً وصادقاً دائماً، في تعاملاته مع الآخرين ومع الله؛ وتسمح المحبةُ للإنسان بأن يتفاعل بلطفٍ، عندما يُظْلَم أو يُعتدى عليه؛ وتمكِّن المحبة الفرد من معاملة العدو بالطريقة التي يرغب هو في أن يُعامل بها.
أسئلة للنقاش
١. في هذا القسم من الموعظة على الجبل، قال المسيح: " قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ "، ثم قال في وقت لاحق: " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ "، ومن ثم تحدث المسيح عن النقائض. لاحظ أن بعضاً مما قيل "للقدماء" كان عبارة عن اقتباسات مباشرة من الأسفار المقدسة أو اقتباسات مأخوذة من تعاليم العهد القديم. وهكذا، فإن المشكلة لم تكمن في المصادر المأخوذة منها هذه الأقوال وإنما في الطريقة التي تم تفسير هذه المصادر على أساسها. ما هي الدروس التي يمكننا تعلمها من هذا، فيما يتعلق بالطريقة التي نفسِّر بها معتقداتنا؟ كيف يمكن أن نكون في خطر النظر إلى الأمور بشكل سطحي جداً بحيث نفقد المعنى الأعمق للتعاليم الكتابية والمعتقدات؟
٢. يقع الكثيرون في فخ تفسير النصوص الكتابية بمعزل عن النصوص الأخرى للكتاب المقدس. وأحد هذه النصوص نجده في متى ٥: ٨٤، حيث قيل لنا أنه ينبغي أن نكون كاملين كما أن أبانا السماوي كامل. كيف يمكن لتفسير هذا النص في سياقه المباشر (متى ٥: ٣٤ـ ٨٤) أن يوضِّح أهمية الدراسة الدقيقة والمتأنية للكتاب المقدس؟ كيف تَرُد على شخص يزعم أن هذه الفقرة الكتابية تُعلِّم أنه بإمكان البشر أن يكونوا "معصومين من الخطيئة"؟ ما الذي تعلمه هذه الفقرة الكتابية حقاً، ولماذا يكشف هذا التعليم عن المعنى الحقيقي لأن يكون الإنسان تابعاً للمسيح؟
٣. كيف يمكن للنصوص الكتابية التي درسناها، وخصوصاً تلك المتعلقة بالقتل والزنى، أن تساعد في إظهار مدى خطأ أولئك الذين يزعمون أن الناموس قد أُبْطِلَ بعد الصليب؟
قصة الأسبوع
صلاة باتريشيا
تعيش باتريشيا في وسط الكاميرون. وهي مثل غيرها من الفتيات. فهي تحب القفز على الحبل والسير مع صديقاتها. لكن باتريشيا مختلفة عن بقية الأطفال من بعض النواحي. فهي مصابة بفيروس نقص المناعة «الإيدز» وغالباً ما تشعر بالمرض. ومنذ عامين، ماتت والدة باتريشيا مصابة بمرض الإيدز، وقد ذهبت باتريشيا واختها للعيش مع جدتهما. لم يستطع الأب سداد مصروفاتهما الدراسية في المدرسة الأدفنتستية التي كانتا ملتحقتين بها، لذلك أرسلهما إلى مدرسة عامة بالقرب من منزلهما.
لكن الأطفال في المدرسة العامة قاموا بتجنب باتريشيا بسبب مرضها. وقد توسلت الفتاة إلى أبيها من أجل أن يعيدها إلى المدرسة الأدفنتستية. قالت له، «إن المدرسين والتلاميذ في المدرسة الأدفنتستية لا يغيظوني، بل يصلون من أجل ويساعدوني عندما أكون مريضة أو بحاجة للمساعدة. من فضلك يا أبي، أعدني إلى المدرسة الأدفنتستية.» وفي النهاية، سمح والد باتريشيا لها بالعودة إلى مدرسة الأدفنتست. تقول باتريشيا، «أحب مدرستي. فعندما أكون في حالة جيدة اشترك في كافة أنشطة التلاميذ في الصف، وعندما لا أكون على ما يرام يساعدني المعلمون والتلاميذ ويهتمون بي.»
لا يستطيع والد باتريشيا سداد مصروفاتها المدرسية بصورة دائمة. ولهذا تصلي باتريشيا من أجل أن يدبر الله طريقة تسمح لها بالبقاء في المدرسة.
تستمتع باتريشيا بحضور مدرسة السبت ايضاً. وأحب شيء إليها هو سماع قصص الكتاب المقدس. تقول باتريشيا، «قصتي المفضلة هي موسى. فعندما وُلد تمت تخبئته في سلة، وقد وجدته ابنة فرعون. لقد نجَّاه الله من الموت لأن أمه صلت من أجله. إن الله أحب موسى كثيراً. وقد أعطى موسى عملاً خاصاً ليعمله. أنا أعرف أن الله يحبني وأن لديه شيئاً خاصاً لي لأعمله، ايضاً. بمقدور الله أن يستخدمني لأساعد الناس على أن يأتوا إلى المسيح. أنا لا أعرف كيف سيفعل ذلك، لكني أعرف أنه سيفعل.»
تريد باتريشيا أن يعرف الآخرون أنه حتى ولو كانوا يعانون من مشكلات ومعضلات في حياتهم، سواء كان ذلك مرضاً أو فقراً، إلا أن الله دائماً معهم وسيساعدهم. تقول باتريشيا، «ثقوا في الله واعبدوه. وأيا كان ما تفعلونه، افعلوه من أجل المسيح. وبهذه الطريقة سيعرف الآخرون أن المسيح يعيش في قلوبكم».
تدرك باتريشيا أن الله ليس هو مَن جعلها تمرض، ولكنه يستطيع استخدام مرضها لمساعدة الآخرين على أن يعرفوا عن محبته. لقد تعلمت ذلك في مدرسة الأدفنتست الصغيرة في قرية في الكاميرون.
تساعد أعطيتنا المرسلية على بناء مدارس مثل المدرسة التي تلتحق بها باتريشيا. شكراً لكم من أجل كونكم جزءاً من شيء يفوقنا جميعاً، إنه عمل الله حول العالم.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMsitnevdA.www
الدرس الخامس
٦٢ نيسان (أبريل) ٢ آيار (مايو)
المسيح والسبت
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: تكوين ٢: ١ـ ٣؛ عبرانيين ١: ١ـ٣؛ أعمال الرسل ٣١: ٤١؛ مرقس ٢: ٣٢ـ ٨٢؛ يوحنا ٥: ١ـ ٩؛ إشعياء ٥٦: ٧١.
آية الحفظ: « ’السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا‘ « (مرقس ٢: ٧٢و ٨٢).
تحفظ الغالبية العظمى من الطوائف المسيحية يوم الأحد كيوم «للراحة» والعبادة (على الرغم من أن الغالبية العظمى ممن يحفظون يوم الأحد لا يستريحون حقاً في يوم الأحد). إن «حفظ» الأحد شائع جداً بين المسيحيين المعاصرين لدرجة أن الكثيرين يعتقدون أن الأحد هو «السبت المسيحي».
لكن هذا لم يكن هو الحال دائماً. على العكس من ذلك، فإن المسيحية، بحكم أنها استمرار للإيمان العبري، لم تنبذ كل رموز وعلامات ديانتها الأم، بما في ذلك سبت اليوم السابع. ولفترة من الزمن، كان الكتاب المقدس الذي لدى المسيحيين الأوائل، ليوجههم ويرشدهم، هو العهد القديم فقط. فلا عجب، إذن، في أن مسألة وجود يوم بديل للعبادة لم تدخل المسيحية إِلاَّ بعد أكثر من قرن من الزمان، بعد صعود المسيح إلى السماء. وعلاوة على ذلك، فإن حفظ الأحد لم يصبح سياسة للكنيسة السائدة إلا في القرن الميلادي الرابع، وذلك مع صدور مرسوم «قسطنطين». وللأسف، فإنه حتى بعد الإصلاح البروتستانتي، التزمت كل المسيحية، تقريباً، بحفظ يوم الأحد، على الرغم من تعاليم الكتاب المقدس الواضحة بأن اليوم السابع لا يزال هو السبت الحقيقي.
سيغطي درس هذا الأسبوع موضوع المسيح والسبت.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٣ آيار (مايو).
الأحد
٧٢ نيسان (ابريل)
السبت اليهودي (خروج ٠٢: ٨ـ ١١)
على الرغم من أن الكثيرين يشيرون إلى يوم السبت كما لو كان «سبت اليهود»، إلا أن الكتاب المقدس يثبت أن السبت سبق اليهود بعدة قرون. فإن جذور السبت تعود إلى الخلق نفسه.
تعلن الآيات في تكوين ٢: ١ـ ٣ أن الله، وبعد أن أنهى عمل الخلق في ستة أيام، استراح في اليوم السابع ثم «بَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ». يدل هذا، بوضوح، على المكانة السامية التي للسبت في خليقة الله. فقد «جُعِلَ السبتُ مقدساً» من قِبَل الله، هذا بالإضافة إلى مباركة الله للسبت. وبعبارة أخرى، أضفى الله بعضاً من صفاته الخاصة على هذا التذكار الزمني.
قارن وصية السبت الموجودة في خروج ٠٢: ٨ـ ١١ بوصية السبت الموجودة في تثنية ٥: ٢١ـ ٥١. بأية طرق يرتبط هذان المرجعان بالنظرية القائلة أن السبت هو لليهود فقط؟
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
إن الفرق الأبرز بين هاتين الوصيتين هو السبب الجوهري وراء حفظ السبت. تشير الآيات في سفر الخروج إلى تكوين ٢: ٣ وتوضح جلياً حقيقة أن الله قد «بارك» يوم السبت «وقدسه». ومن جهة أخرى، تشير الآية في تثنية ٥: ٥١ إلى أن خلاص بني إسرائيل، بالقدرة الإلهية، من عبودية مصر كان هو الأساس المنطقي وراء حفظ السبت. واستناداً إلى نص الوصية الموجود في تثنية، يعتقد الكثيرون أن السبت هو لليهود فقط. مع ذلك، فإن هذه الحجة تتجاهل تماماً حقيقة أن وصية السبت، في سفر الخروج، تشير إلى الخلق عندما أسس الله السبت من أجل البشرية جمعاء.
وعلاوة على ذلك، فإن إشارة تثنية ٥: ٥١ إلى الإنقاذ من مصر هي رمز إلى الخلاص الذي لنا في المسيح. وبالتالي، فإن السبت هو رمز، ليس فقط للخلق وإنما للفداء، وهما موضوعان متربطان ببعضهما البعض في الكتاب المقدس (عبرانيين ١: ١- ٣؛ كولوسي ١: ٣١ـ ٠٢؛ يوحنا ١: ١ـ ٤١). وحقيقة أن المسيح هو خالقنا تجعله وحده القادر أن يفدينا. وما سبت اليوم السابع إلا رمز لعمل المسيح كخالق وكفادي.
يمكن لأي شخص أن يزعم أنه يستريح في المسيح. بناء على اختبارك الشخصي، كيف يساعدك حفظك ليوم السبت في الحصول على تلك الراحة؟
الاثنين
٨٢ نيسان (ابريل)
وقت للراحة والعبادة (لوقا ٤: ٦١)
وفقاً لكولوسي ١: ٦١ وعبرانيين ١: ٢، كان المسيح، قبل تجسده، ضالعاً بصورة مباشرة في عملية الخلق. تعلن هذه الآيات أن كل المخلوقات قد جاءت إلى حيِّز الوجود بواسطة المسيح. وقد أضاف بولس، كذلك، أن المسيح كان له دور في خلق «مَا لاَ يُرَى» من الأمور والأشياء (كولوسي ١: ٦١و ٧١)، والسبت، بطبيعة الحال، هو من بين هذه الأشياء. وعلى الرغم من أن المسيح كان هو الأساس في عملية الخلق، إلا أنه، وعندما صار جسداً، أخضع نفسه إلى وصايا أبيه (يوحنا ٥١: ٠١). وكما رأينا في الدروس السابقة لهذا الربع، فقد كان المسيح معارضاً لبعض التقاليد المعينة لدى اليهود، وقد استغل كل فرصة لتصحيح السلوك الديني الذي لم يكن مُسْتَنِدَاً إلى إرادة الله. ولو كان المسيح يهدف إلى إبطال وصية السبت، لكان لديه الكثير من الفرص للقيام بذلك.
تتحدث معظم النصوص المتعلقة بالسبت، في العهد القديم، عن السبت باعتباره يوماً للراحة. وفي العديد من اللغات المعاصرة، قد تجعل كلمة «راحة» بعض الناس يعتقدون أن السبت يجب أن يُقْضَى في النوم، والاسترخاء بصورة عامة. وفي حين أنه يمكننا، بالتأكيد، التمتع بهذه الأنشطة، إلاَّ أن المعنى الحقيقي للراحة هو «التوقف» عن الأعمال الروتينية لأيام الأسبوع الستة الأولى وقضاء وقت خاص مع الخالق.
كان اليهود، في زمن المسيح، يَعْقِدُونَ خدمة عبادة دينية في يوم السبت (انظر لوقا ٤: ٦١). وكان أولئك الذين يعيشون في أورشليم يحضرون خدمة صلاة خاصة في الهيكل، حيث كانت الطقوس الدينية في يوم السبت تختلف عن ما هي عليه في الأيام الأخرى من الأسبوع. أما اليهود الذين كانوا يعيشون في أجزاء أخرى من العالم فقد أوجدوا «المَجْمَع» ليكون مكاناً للتجمُّع والعبادة. وفي أيام السبوت، وطالما كان هناك ما لا يقل عن عشرة من الذكور قد حضروا إلى المَجْمَع، كان يمكن إقامة خدمة عبادة دينية.
ما الذي تخبرنا به النصوص التالية عن حفظ السبت بين المسحيين الأوائل؟ ماذا يخبرنا هذا عن أولئك الذين يزعمون أنه قد تم تغيير السبت بالأحد إكراماً لقيامة المسيح من الأموات في يوم الأحد؟ أعمال ٣١: ٤١و ٢٤و ٤٤؛ ٦١: ٣١ ؛ ٧١: ٢؛ ٨١: ٤؛ عبرانيين ٤: ٩.
نظراً للأصول اليهودية التي للمسيحيين الأوائل، كان من الطبيعي بالنسبة لهم التعبُّد لله في اليوم المنصوص عليه في العهد القديم. مع ذلك، وبعد ما يقرب من ٠٢ عاماً من صعود المسيح إلى السماء، كان بولس لا يزال يدخل المجمع "حَسَبَ عَادَتِهِ" في يوم السبت (أعمال ٧١: ٢). وهكذا، فإنه لا يوجد دليل كتابي يشير إلى أن المسيحيين الأوائل حفظوا الأحد بدلاً من السبت.
الثلاثاء
٩٢ نيسان (ابريل)
وقت للاستمتاع (مرقس ٢: ٧٢و ٨٢)
لا يفهم كثيرون ممن يدعون أنهم يحفظون السبت ما الذي ينطوي عليه حفظ السبت حقاً. وكما فعل بعض من الفريسيين في زمن المسيح، فقد حبس الناسُ السبت، حتى في زماننا، خلف سياجات صارمة من القوانين والقواعد (في حين جعله آخرون يوماً لا يختلف، تقريباً، عن بقية الأيام الأخرى). من المفترض أن يكون السبت بهجة، وليس عبئاً؛ ومع ذلك، فهو لا يزال اليوم الذي ينبغي أن نحفظه مقدساً.
وفي الفترة التي كان المسيح موجوداً فيها على هذه الأرض، بالجسد، كان بعض من القادة الدينيين قد أحاطوا السبت بـ ٩٣ وصية أخرى. وقد كان منطقهم في ذلك هو أنه لو استطاع الناس حفظ الـ ٩٣ قانوناً، فعندها سيتمكنون من حفظ السبت بشكل كامل. ونتيجة لما أضافه البشر من تشريعات بحُسن نية. أصبح السبت نِيِرَاً وحِمْلَاً بالنسبة للكثيرين، على الرغم من أنه كان المقصود للسبت أن يكون بهجة.
اقرأ مرقس ٢: ٣٢ـ ٨٢ بعناية. لماذا قطف التلاميذ السَّنَابِلَ؟ هل يشير النص إلى أن المسيح اشترك معهم في قطف السَّنَابِل؟ ما هي الشرائع الكتابية المقدسة، إن وجدت، التي انتهكها التلاميذ بقطفهم للسَّنَابِل؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
بينما كان المسيح وتلاميذه الجياع يمشون عبر الحقول في يوم السبت، قرر التلاميذ سد جوعهم بقطف السنابل. وعلى الرغم من أن الحقل الذي قطفوا منه السنابل لم يكن ملكاً لهم، إلا أن تصرفهم كان مسموح به بموجب شريعة موسى (انظر تثنية ٣٢: ٥٢)، حتى وإن فسَّر الفريسيون تَصَرُّفَ التلاميذ هذا على أنه انتهاك لناموس آخر من نواميس شريعة موسى والذي كان يمنع الحرث أو الحصاد في يوم السبت (انظر خروج ٤٣: ١٢). ويبدو أن المسيح لم يشترك مع تلاميذه في قطف السنابل؛ مع ذلك، فقد دافع المسيح عن ما قام به التلاميذ من قطف للسنابل.
وقد ذكَّر المسيح الفريسيين بأنه حتى داود ورجاله، عندما كانوا جياعاً، أكلوا من الخبز «الممنوع» الذي كان ببيت الرب، وهو الخبز «الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ». وفي مرقس ٢: ٧٢و٨٢. وقال المسيح أن السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ وليس العكس. وبعبارة أخرى، لم يُجْعَل السبت من أجل أن نعبده [أي نعبد السبت]، بل جُعِل السبتُ من أجل أن يتيح لنا فرصة للعبادة. ولم يكن المقصود للسبت، بوصفه عطية الله للبشرية، أن يكون مصدراً للقمع والقهر، وإنما جُعِل من أجل تحقيق الانطلاق والحرية. إنه حقاً وسيلة لاختبار راحتنا وحريتنا في المسيح.
ما هي بعض الأمور التي يمكنك القيام بها في يوم السبت ولا يمكن القيام بها، بسهولة، في الأيام الأخرى من الأسبوع؟ فكر في هذا السؤال، وتعال بأجوبتك إلى الصف يوم السبت القادم؟
الأربعاء
٠٣ نيسان (ابريل)
وقت للشفاء (لوقا ٣١: ٦١)
عندما خلق الله العالم، أعلن قائلاً أن كل شيء خلقه كان «حسناً جداً» (تكوين ١: ١٣)، وما من شك في أن ما خلقه الله كان كاملاً بكل المقاييس. مع ذلك، فإنه مع ظهور الخطيئة تم إفساد الخليقة بواسطة الشر، ويمكننا رؤية آثار ذلك الإفساد في كل مكان. ورغم أن الناس قد خُلقوا على صورة الله، إلا أنهم أصبحوا عُرضة للمرض والتدهور والموت. نقول، أحياناً، أن الموت جزء من الحياة؛ مع ذلك، فالموت هو نقيض الحياة، وليس جزءاً منها. إن الموت شيء لم يكن مقصود لنا أن نختبره.
وبالنظر إلى خطة الله الأصلية للبشرية، فإنه ليس من المستغرب أن نجد أن المسيح قد أجرى أكثر معجزات الشفاء روعة، في يوم السبت.
راجع القصص المتعلقة بمعجزات الشفاء التي أجراها المسيح في مرقس ٣: ١ـ ٦؛ لوقا ٣١: ٠١ـ ٧١؛ يوحنا ٥: ١ـ ٩؛ ٩: ١ـ ٤١. ما هي الدروس التي نتعلمها من هذه المعجزات، فيما يتعلق بالهدف الحقيقي من السبت؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
إن كل معجزة من معجزات الشفاء التي أجراها المسيح في السبت هي معجزة مذهلة، وتعمل على إظهار المعنى الحقيقي للسبت. فقبل أن يشفي المسيح الرجل ذا اليد اليابسة (مرقس ٣: ١ـ ٦)، طرح المسيح السؤال البلاغي [سؤال يطرح لمجرد التأثير في النفوس لا ابتغاء الحصول على جواب: قاموس المورد] التالي: « ’هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ؟‘ « (مرقس ٣: ٤). فإذا أتيحت للمرء فرصة للتخفيف من معاناة الناس في يوم العِتق والتحرير، فَلِمَ لا يفعل ذلك؟ في الواقع، إن قصة المرأة مُنْحَنِيَة الظهر، التي لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ، توضح بجلاء أن الهدف من السبت هو العتق والحَل والحرية (لوقا ٣١: ٠١ـ ٧١). وعندما اُنْتُقِدَ المسيح لشفائه تلك المرأة، طرح السؤال التالي: «أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» (لوقا ٣١: ٦١).
ونجد موضوع التحرير، أيضاً، في قصة شفاء الرجل الذي كان موجوداً في محيط بحيرة «بَيْتُ حِسْدَا» والذي كان مريضاً منذ ٨٣ سنة (يوحنا ٥: ١ـ ٩)، وشفاء الرجل المولود أعمى (يوحنا ٩: ١ـ ٤١). ورداً على اتهام الفريسيين للمسيح بأنه كسر السبت من خلال معجزات الشفاء التي أجراها، ذكَّرهم قائلاً: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ» (يوحنا ٥: ٧١). فإنه ما لم يسمح الله بالشفاء لما حدث شفاء. فعندما يتعلق الأمر بالتخفيف من معاناة وألم البشرية، تجد الله لا يستريح.
ما الذي ينبغي أن نتعلمه من أخطاء أولئك القادة الدينيين حول كيف يمكن للأفكار المسبقة أن تعمينا للغاية، حتى عن أكثر الحقائق وضوحاً؟
الخميس
١ أيار (مايو)
خليقة جديدة
لا يذكِّرنا السبت بقدرة الله على الخلق فحسب، ولكنه يشير أيضاً إلى وعود الله للاسترداد. في الواقع، لقد عزز المسيح وأكد، في كل مرة شفى فيه إنساناً في السبت، على مفهوم الاسترداد الأبدي. يقدم السبت، بطريقته الفريدة من نوعها، رؤية تعود إلى بداية تاريخ الأرض وتمتد قُدُمَاً نحو مصير البشرية النهائي. ويمكننا القول، مجدداً، أن السبت يشير إلى كل من الخلق والفداء.
لقد سبق وخلق الله العالم، أول مرة. ومع ذلك، فإن هذه الخليقة قد تدنست بسبب الخطيئة، لكن هذا التدنيس لن يستمر إلى الأبد. فإن عنصراً رئيسياً من عناصر خطة الخلاص هو الاسترداد. وهو ليس استرداد للأرض فحسب، وإنما، والأكثر أهمية، هو استرداد للبشر الذين خُلِقوا على صورة الله. وسَيُسْتَرَدُ البشرُ إلى هذه الصورة وسيعيشون على الأرض الجديدة. والله، الذي خلق الأرض الأولى والذي نحتفل بعمل يديه في اليوم السابع من كل أسبوع، سيخلق الأرض مرة أخرى. (فكر في مدى ما يجب أن تكون عليه أهمية تذكَّر قيام الله بِخَلْقِنَا، لدرجة أننا نُوُصَى بتذكُّر هذا العمل، بطريقة خاصة، مرة في الأسبوع).
اقرأ الفقرات التالية. ما هي الرسالة التي تحملها كل فقرة من هذه الفقرات ويمكن ربطها بمعنى السبت؟
إشعياء ٥٦: ٧١ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشعياء ٦٦: ٢٢ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢بطرس ٣: ٩ـ ٣١ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رؤيا ١٢: ١ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢كورنثوس ٥: ٧١ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلاطية ٦: ٥١ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رؤيا ١٢: ٥ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«يُعَلمنا [السبت] أن ذاك الذي خلق كل ما في السماء وما في الأرض وفيه يقوم الكل هو رأس الكنيسة وبقوته قد صولحنا مع الله.... فالسبت هو علامة أو رمز لقدرة المسيح على أن يجعلنا مقدسين. والسبت كرمز لقوته المقدسة أُعطى لكل من قد صاروا جزءاً من شعب الله بواسطة المسيح» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٤٦٢).
أية أمور عملية يمكنك القيام بها للسماح لقوة الله بأن تقدِّسك؟ بمعنى، ما هي الاختيارات التي تُقْدِم عليها، بصفة يومية، وتقوم إما بتعزيز أو عرقلة هذه العملية الخلاقة في داخلك؟
الجمعة
٢ أيار (مايو)
لمزيد من الدرس
«لقد كان قصد الشيطان منذ بدء الصراع العظيم في السماء أن يهدم شريعة الله. فلكي يحقق هذا شرع في العصيان على الخالق، ومع أنه طُرد من السماء فقد واصل الحرب نفسها على الأرض. ولقد جعل خداع الناس وسوقهم إلى التعدي على شريعة الله الهدف الذي لم يحِد عنه. وسواء تم له هذا بطرح الشريعة بجملتها جانباً أو برفض إحدى وصاياها فالنتيجة أخيراً واحدة. فمن عثر في ’واحدة‘ يظهر احتقاره للشريعة كلها، وتأثيره ومثاله هما إلى جانب التعدي، وهكذا يصير ’مجرماً في الكل‘ يعقوب ٢: ٠١» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ١٣٦).
أسئلة للنقاش
١. انظر إلى كلام روح النبوة في الاقتباس الموجود بيوم الجمعة، أعلاه، وهو إتمام للمرجع الذي استخدم في مقدمة هذا الربع. كيف يمكن للسبت، ولِمَا حدث للسبت، في العالم المسيحي، أن يساعدنا على فهم هجوم الشيطان على شريعة الله؟
٢. في الآيات الكتابية التالية (مرقس ٣: ٢؛ لوقا ٣١: ٤١؛ يوحنا ٥: ٨١؛ ٩: ٦١) تم اتهام المسيح بكسر السبت. راجع خروج ٠٢: ٨ـ ١١ للتعرُّف على مدى صحة هذا الاتهام. ما الذي تقوله لأولئك الذين يزعمون أن هذه الفقرات تقدم دليلاً على أن المسيح قد كسر السبت؟
٣. في الصف، عودوا إلى أجوبتكم على السؤال الأخير بدرس يوم الثلاثاء. والسؤال بصيغة أخرى هو: ما هي بعض الأمور التي يتيح لك يوم السبت فرصة القيام بها وقد لا تكون قادراً على عملها في أي يوم آخر من أيام الأسبوع، بسبب التزاماتك الدنيوية؟
٤. تأمل في اختبارك أنت المتعلق بحفظ يوم السبت. هل السبت، بالنسبة لك، هو يوم تحرير وراحة وحرية أم أنه يومٌ ينذر بالشر والعبودية والإجهاد؟ كيف يمكنك أن تتعلم الاستمتاع بيوم السبت، وأن تجعله بهجة ولَذَّةً، تماماً كما يقال لنا في الآية التالية: "إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّماً وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ " (إشعياء ٨٥: ٣١).
قصة الأسبوع
مشاركة الأخبار السارة
لقد قمت بأمور كثيرة أنا لست فخوراً بها. وعلى الرغم من أن والدتي لم تذهب إلى كنيسة معينة، إلا أنها كانت تصلي من أجلي. وبفضل صلواتها، تدخل الله في حياتي. وشعرت بحضور الله في حياتي أول مرة عندما كنت ملتحقاً بالجيش. بدأت في زيارة مختلف الكنائس، منها المعروف ومنها غريب الأطوار أحياناً.
وفي أحد الأيام، وبينما كنت أسير في إحدى شوارع عاصمة بلغاريا رأيت لافتة لكنيسة لم اسمع عنها من قبل. وقد شعرت بأن الرب يوجهني إليها لذلك دخلت الكنيسة وجلست لأستمع لعظة القس. لقد كانت كنيسة سبتية أدفنتستية. رحب أعضاء الكنيسة بي ترحاباً حاراً لمس قلبي. وبعد العظة مباشرة ذهبت لأبحث عن نسخة من الكتاب المقدس.
واظبت على الذهاب إلى كنيسة الأدفنتست، لكني كنت لا أزال اشرب الكحول وأزور صالات الرقص. وفي أحد الأيام، وبينما كنت مخموراً، اصطدمت بسيارة وتم القبض عليّ. وقد أدركت أن شرب الكحول سيقودني إلى السجن أو إلى ما هو أسوأ، لذلك قررت التوقف عن شربه.
طلبت من قس أدفنتستي أن يدرس الكتاب المقدس معي، وبعد ذلك بعام أعتمدت. وفي أحد الأيام دعاني عضوان من الكنيسة إلى زيارة رجل كانا يعرفانه. عرفت لاحقاً أن هذا الرجل، الذي يدعى «سايمون» كان قائداً سابقاً لعصابات «المافيا». وكان مدمنا على الخمور ومشلولاً. وقد قدمني الرجلان على أني صديق لهما ومدمن سابق على الكحول. بدأ سايمون يسألني بعض الأسئلة المحددة مثل كيف تعرفت على الله وعلى الكنيسة الأدفنتستية، وكيف تخلصت من إدمان الكحول. وقبل مغادرة المنزل، أعطيت الرجل كتابين صغيرين ليقرأهما.
وبعد اسبوعين، قمت بزيارة سايمون مرة أخرى وقد كنت بمفردي في هذه المرة. وكان سايمون قد قرأ الكتابين اللذين أعطيتهما له وبدأ في قراءة الكتاب المقدس. وبدأ يسألني سؤالاً تلو الآخر ولم يسمح لي بالرحيل. وقد اقترحت عليه أن ندرس الكتاب المقدس معاً.
لم يكن الأمر منطقياً، لكني بدأت دراستي معه منطلقاً من الأصحاح الثاني من سفر دانيال. وأدركت أن سايمون يعرف الكثير عن تاريخ العالم وعن الدول التي كانت تشير إليها نبوات دانيال. وقد تحمس سايمون كثيراً لدراسة الكتاب المقدس وأخبرني لاحقاً أنه قد قام بقراءة ملاحظاتي وكتب التاريخ التي لديه حتى الثانية والنصف صباحاً. وقال مندهشاً، «إن كل ما يقوله الكتاب المقدس ينطبق تماماً على ما حدث في التاريخ.»
توقف سايمون عن شرب الكحول والتدخين وهو يتعافى من الشلل. ولم يعد بحاجة إلى كرسي متحرك. لقد أعطى حياته للمسيح وهو يتطلع إلى المعمودية.
اشكر الله من أجل صلاة أمي. وأشكره أيضاً من أجل أنه رأى أن بإمكاني أن أتوقف عن شرب الكحول وأن أكون نافعاً. وأشكركم من أجل أعطيتكم للعمل المرسلي حتى يتمكن الآخرون في هذا العالم من معرفة أن مخلصنا الرائع يحبهم.
يشارك كامين بافلوف إيمانه في غرب بلغاريا.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www
الدرس السادس
٣-٩ أيار (مايو)
موت المسيح، والناموس
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رومية ٧: ١ـ ٦؛ ٨: ٥ـ ٨؛ رومية ٧: ٧ـ ٣١؛ رومية ٤: ٥١؛ أعمال ٣١: ٨٣و ٩٣؛ غلاطية ٣: ٠١.
آية الحفظ: «إِذاً يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ لِكَيْ تَصِيرُوا لِآخَرَ لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ لِلَّهِ» (رومية ٧: ٤).
كانت هناك سيدة تقود سيارتها بأقصى سرعة. وفجأة، رأت المرأة في مرآة الرؤية الخلفية بالسيارة بريق الأنوار الحمراء والزرقاء لسيارة تابعة للشرطة، وسمعت صوت صفارات الإنذار المألوفة. فقامت السيدة بإيقاف السيارة وأمسكت بحقيبتها وأخرجت منها رخصة القيادة. وصل رجل الشرطة إلى سيارة السيدة وأخذ منها الرخصة وعاد إلى سيارته.
وقد تساءلت السيدة، في نفسها، عن قيمة الغرامة التي ستضطر إلى دفعها (فقد كانت تقود سيارتها بسرعة تفوق الحد المسموح به)؛ كما كانت قلقة بشأن مدى قدرتها على دفع الغرامة. وبعد بضع دقائق، جاء الشرطي وقال: «حسناً يا سيدتي، إن ما سنفعله، حتى لا تواجهي عقوبة القانون مجدداً، هو أننا سنُلْغِي القانون ونُبْطِلَه. فليس عليك، من الآن فصاعداً، القلق بشأن الحد الأقصى للسرعة».
وبقدر ما تبدو عليه هذه القصة من سخافة، إلا أن الأمر الأكثر منها سخافة هي التعاليم اللاهوتية التي ينادي بها البعض والتي تقول أن الشريعة، الوصايا العشر، قد تم إبطالها بعد موت المسيح.
سنبحث في هذا الأسبوع في مسألة موت المسيح، وفي ما يعنيه ذلك بالنسبة للناموس.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٠١ أيار (مايو).
الأحد
٤ أيار (مايو)
قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ (رومية ٧: ١ـ ٦)
تمعن في رومية ٧: ١ـ ٦، ولخِّص، بقدر ما تستطيع، ما يقوله بولس. اقرأ الفقرة بعناية وضع في الاعتبار فقرات الكتاب المقدس الأخرى التي تتحدث عن الناموس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من أن بعضاً من إصدارات الكتاب المقدس تترجم العدد الأول من الأصحاح السابع من سفر رومية بطريقة غير صحيحة، فتقول «أَنَّ الناموس يسود على الإنسان إلى أن يموت»؛ إلاَّ أن الترجمة الحرفية هي: «أَنَّ النَّامُوسَ يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا «. فالتركيز ليس على الميت وإنما على الحي.
وفي مثال الزواج توضيح لهذه المسألة: فإن أي شخص متزوج تكون له علاقة حميمة مع شخص آخر، غير شريك حياته، يكون منتهكاً للناموس ومذنباً بارتكاب جريمة الزنى. وفقط، إذا مات شريك حياة هذا الشخص، يمكن لهذا الشخص الدخول في علاقة [زواج] مع شخص آخر، دون أن يكون منتهكاً للناموس.
يزعم البعض، أيضاً، أن هذه الفقرة تُظهر إبطال الناموس؛ لكنها، في واقع الأمر، تُظهر موت الشخص لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ (رومية ٧: ٤). ووفقاً للآية في رومية ٦: ٦، فإن الجزء الذي يموت في الإنسان هو «الإنسان العتيق». وهكذا فإن الإنسان يُدانُ من قبل الناموس، فقط إذا هو اتحد مع «الإنسان العتيق» وهكذا يقع في علاقة بائسة (رومية ٧: ٩ـ ١١و ٤٢). لكن بعد موت «الإنسان العتيق» يكون الإنسان حراً في الدخول في علاقة مع آخرـ المسيح المُقَام (رومية ٧: ٤).
ما يقوله بولس هو: لأن النَّامُوسَ يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا، لذلك ينبغي للناموس أن يحكم الاتحاد الجديد بين الإنسان والمسيح. مع ذلك، فحقيقة أن المؤمن متزوج بالمسيح تعني أن الناموس لم يعد أداة للإدانة؛ فالمؤمن بالمسيح معتوق من دينونة الناموس، وذلك لأنه مستورٌ ومُغَطَّىَ بِبِرِّ المسيح.
إنَّ بولس لا يقول أنَّ الوصايا العشر، التي تُعَرِّفُ الخطيئة، قد أُبْطِلت؛ فهذا سيكون مخالفاً للكثير من تعاليم الكتاب المقدس، بما في ذلك كتابات بولس نفسه. بدلاً من ذلك، يتحدث بولس عن علاقة جديدة للمرء مع الناموس، وذلك من خلال الإيمان بالمسيح. فالناموس لا يزال مُلْزِمَاً؛ وكل ما في الأمر هو أن الناموس لم يَعُدْ يدين بقبضته أولئك الذين يموتون عن الذات وعن الخطيئة، وذلك لأنهم «مِلْكٌ لآخر»، أي للمسيح.
الاثنين
٥ أيار (مايو)
ناموس الخطيئة والموت (رومية ٨: ١ـ ٨)
يؤكد بولس للمسيحي أنه «إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ .... لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ» (رومية ٨: ١و ٢). وإذا قرأنا هذه الآيات بمعزل عن سياقها المباشر، فسيبدو أن بولس كان يشير إلى ناموسين متعارضين: ناموس الحياة وناموس الخطيئة والموت. مع ذلك، فالاختلاف ليس في الناموس وإنما في الإنسان، قبل وبعد قبوله المسيح.
بأية طرق يوضح حديث بولس في رومية ٧: ٧ـ ٣١ الدور الذي يقوم به الناموس؟
____________________________________________________________________________________________________________________________________________
تتوقف وظيفة الناموس على موقف الشخص من الناموس. على سبيل المثال، المِشْرَط الذي يمكن استخدامه من قِبل طبيب جراح لجلب الشفاء يمكن استخدامه من قِبل مجرم للقتل. وبالطريقة نفسها، فإنَّ اللص الذي يكسر الناموس ليسرق كيس نقود شخص ما، يكون في موقفه من الناموس مختلفاً عن موقف الشخص الذي كان من المفترض للناموس أن يحميه (أي صاحب كيس النقود المسروق). وهكذا فإنه يمكن لنفس الناموس أن يُوصَف بأنه «مُقَدَّسٌ وَعَادِلٌ وَصَالِحٌ» (رومية ٧: ٢١)، أو يُوصَف بأنه «نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ» (رومية ٨: ٢). مع ذلك، فإنه كما أن غضب الله العادل لا يمنعه من أن يكون إله محبة، كذلك أيضاً عمل الناموس كأداة [لتعريف الخطيئة والإشارة إلى وجوب موت الخاطئ غير التائب] لا يجعل من الناموس عدواً.
وفقاً لرومية ٨: ٥ـ ٨، الناموس هو أداة «للخطية والموت» بالنسبة لأولئك الذين لهم «اهْتِمَامَ الْجَسَدِ» (رومية ٨: ٥). وينطبق هذا على الشخص الذي لا يزال متزوجاً بـ «الذات العتيقة» والذي ليس لديه الرغبة الصادقة في قطع العلاقة مع «الذات العتيقة» والانضمام إلى المسيح المُقام. ونتيجة للاتحاد الآثم بين الإنسان و «الذات العتيقة»، يجد المرء نفسه «في عداوة» مع الله وناموسه، حيث أن اهتمام الجسد واهتمام الروح متناقضان (رومية ٨: ٧).
ثم يؤكد بولس، بعد ذلك، على أنه من المستحيل بالنسبة لمَن « هُمْ فِي الْجَسَدِ» أن يخضعوا لناموس الله، أو حتى إرضاء الله (رومية ٨: ٧و ٨). ومن الواضح أن هذا ليس إشارة إلى الشخص المجاهد في رومية ٧: ٣١ـ ٥٢، حيث أن هذا الشخص يخدم ناموس الله «بِذِهْنِ» (رومية ٧: ٥٢). يشير بولس هنا، على الأرجح، إلى أولئك «الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ» بإِثْمِهِمِ (رومية ١: ٨١). وبالتالي، يصبح ناموس الله أداة للخطيئة والموت (رومية ٢: ٢١) بالنسبة لأولئك الذين يتمردون ضد سيادة الله.
كيف تنظر إلى الناموس عند انتهاكك له؟
الثلاثاء
٦ أيار (مايو)
قوة الناموس
وفقاً لرومية ٤: ٥١؛ ٥: ٣١ و٧: ٧، ما هي وظيفة الناموس؟ أيضاً، ما الذي تقوله الآيات في رومية ٧: ٨ـ ١١ حول التأثير الذي للناموس على الشخص الذي ينتهك الناموس؟
________________________________________________________________________
________________________________________________________________________
إن لكل أداة غرضها. فكما يُستخدم المفتاح لفتح القفل وكما تُستخدم السِكِّينُ للقطع، كذلك أيضاً يستخدم الناموس لتعريف الخطئية. فلو لم يكن ناموس الله موجوداً لما كانت هناك طريقة أساسية وثابتة لمعرفة ما هي الأمور المقبولة وغير المقبولة في نظر الله. وعلى الرغم من أنه لا يمكن للخطيئة أن توجد من دون الناموس، إلا أن بولس يجعل من الواضح أن الناموس ليس شريكاً مع الخطيئة: «فَهَلْ صَارَ لِي الصَّالِحُ مَوْتًا؟ حَاشَا! بَلِ الْخَطِيَّةُ. لِكَيْ تَظْهَرَ خَطِيَّةً مُنْشِئَةً لِي بِالصَّالِحِ مَوْتًا، لِكَيْ تَصِيرَ الْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدًّا بِالْوَصِيَّةِ» رومية ٧: ٣١).
بأية طرق تساعد الآيات أعلاه على إلقاء الضوء على ١كورنثوس ٥١: ٤٥ـ ٨٥؟
______________________________________________________________________ _________________________________________________________________________
إذا قُرِئَت الآيات في ١كورنثوس ٥١: ٤٥ـ ٨٥ بمعزل عن غيرها، فسيبدو أنها تقدم وجهة نظر سلبية عن ناموس الله. أما نقطة بولس، مع ذلك، فهي أن الناموس «يبرز» الخطيئة فقط، لأنه يقوم بتعريف ما هي الخطيئة. وبالطبع، «أجرة الخطيئة هي موت (رومية ٦: ٣٢). ولو لم يكن هناك ناموس، لما كان هناك موت، لأنه سيكون من المستحيل تعريف الخطيئة. وفي ١كورنثوس ٥١، لم يكن قصد بولس هو تشويه صورة الناموس، وإنما كان قصده هو توضيح كيف أنه، من خلال موت وقيامة المسيح، سيكون من الممكن، لجميع الذين يؤمنون بالمسيح، اختبار النصرة على الموت، الذي يأتي بسبب انتهاك الناموس.
متى كانت آخر مرة أخطأ فيها شخص ما في حقك؟ بمعنى، متى كانت آخر مرة أنتهك فيها شخص ما ناموس الله بطريقة تسببت في أذيتك وضررك؟ كيف يمكن لاختبار مثل هذا أن يساعدنا على إدراك أن الفكرة التي تزعم أن ناموس الله قد أُبْطِلَ بعد الصليب هي فكرة خاطئة جداً؟
الأربعاء
٧ أيار (مايو)
الناموس العاجز
وكما رأينا، فإنه وعلى الرغم من أن الناموس، وبمعنى ما، يعمل على «إظهار» الخطيئة؛ إلا أن الناموس أيضاً عاجز بشكل رهيب. كيف يمكن للشيء نفسه أن يكون قوياً وعاجزاً في الوقت ذاته؟
نلاحظ هنا، مجدداً، أن الاختلاف لا يكمن في الناموس وإنما في الشخص. فبالنسبة للشخص الذي يكتشف أنه خاطئ، يعمل الناموس على إجباره على الاعتراف بأنه يسير ضد مشيئة الله؛ وبالتالي، فهو يمضي إلى طريق الموت. وعند اكتشاف الخاطئ لإثمه، فقد يقرر إتباع الناموس حرفياً. مع ذلك، فحقيقة أنه قد أخطأ بالفعل، قد جعلته عُرضة للموت.
اقرأ أعمال ٣١: ٨٣و ٩٣؛ رومية ٨: ٣؛ وغلاطية ٣: ١٢. ماذا تخبرنا هذه الآيات عن الناموس وعن الخلاص؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
يعتقد بعض الناس أن التقيُّد الصارم بالناموس سيمنحهم الخلاص، لكن هذا ليس تعليم كتابي. نعم، يُعَرِّفُ الناموسُ الخطيئة (رومية ٧: ٧)؛ لكن الناموس لا يغفر الخطيئة (غلاطية ٢: ٤٢). ومن هذا المنطلق، يُعلن بولس أن نفس الناموس الذي «يُبْرِزُ» الخطيئة هو أيضاً «عاجز» (رومية ٨: ٣). إن الناموس قادر على تبكيت الخاطئ على خطيئته، لكنه لا يستطيع جعل الخاطئ باراً. يمكن للمرآة أن تُرِيِنَا عيوبنا؛ لكنها لا تستطيع أن تعالج هذه العيوب أو تصلحها. وكما كتبت روح النبوة: «لا يمكن للناموس أن يُخَلِّصَ أُوْلَئِكَ الذين يدينهم؛ لا يمكن للناموس إنقاذ الهالكين» (علامات الأزمنة، ٠١نوفمبر، ٠٩٨١).
وعندما نفكر ملياً في القصد من الناموس، فسنجد أنه من السهل إدراك لماذا أصبح المسيح «الذبيحة الكفارية» للجنس البشري. إن موت المسيح قد وضع البشر الآثمين، سابقاً، في علاقة صحيحة مع الله ومع ناموسه الذي هو «مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ» (رومية ٧: ٢١). وفي الوقت نفسه أيضاً، أظهر لنا موت المسيح عدم جدوى الخلاص من خلال حفظ الناموس. فإنه لو كانت بمقدور الطاعة للناموس أن تخلصنا لما كان على المسيح أن يموت نيابة عنا. أما حقيقة أن المسيح قد فعل ذلك، فتُظهر أن إطاعة الناموس لا يمكنها أن تُخلِّصنا. لقد تطلب أمر خلاصنا عملاً عجيباً قام به المسيح من أجلنا.
على الرغم من أننا وُعِدْنَا، مراراً وتكراراً، بأننا سنحصل على القدرة التي تُمَكِّننا من إطاعة الناموس، لماذا لا تُعد هذه الطاعة كافية لضمان خلاصنا؟ وبمعنى ما، لا ينبغي أن يكون الجواب على هذا السؤال صعباً. انظر إلى نفسك وإلى حفظك للناموس. إذا كان خلاصك يعتمد على طاعتك، فما مقدار ما سيكون لديك من رجاء في الخلاص؟
الخميس
٨ أيار (مايو)
لعنة الناموس (غلاطية ٣: ٠١ـ ٤١)
ما الذي تقوله الفقرات التالية عن الطبيعة البشرية؟ كيف نرى هذه الحقيقة متجلية في الحياة كل يوم؟ مزمور ١٥: ٥؛ إشعياء ٤٦: ٦؛ رومية ٣: ٣٢.
________________________________________________________________________
________________________________________________________________________
باستثناء المسيح، يتشارك كل البشر في اختبار واحد وهو أنهم جميعاً قد أصيبوا بعدوى خطيئة آدم. ونتيجة لذلك، لا يمكن أبداً، لأي شخص عادي أن يدَّعي أنه بَارٌّ بالتمام. هناك بعض الأشخاص، مثل إيليا وأخنوخ، ممن عاشوا، بشكل استثنائي، قريبين من الله؛ لكن أحداً لم يستطع العيش بلا عيب بالمرة. في الواقع، كان بولس يضع هذه الحقيقة في الاعتبار دائماً لدرجة أنه صرح قائلاً: «لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ’مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ‘« (غلاطية ٣: ٠١). الحقيقة هي أن الناموس يتطلب طاعة كاملة وتامة. وهل من أحد فعل ذلك سوى المسيح؟
كيف تساعد الآية في رومية ٦: ٣٢ على تعريف ما الذي تعنيه عبارة «لعنة الناموس»؟ انظر كذلك تكوين ٢: ٧١وحزقيال ٨١: ٤).
________________________________________________________________________
________________________________________________________________________
إن الجميع، بطبيعة الحال، هم تحت لعنة الناموس. ولأن الناموس لا مجال لديه للخطأ، فإنه من المستحيل، بالنسبة للشخص، تصحيح خطايا الماضي. وبناء على ذلك، صار الموت هو مصير الإنسان. بل، ويرسم لنا يعقوب صورة أكثر قتامة، وذلك عندما يذكِّرنا بأن التعدي على وصية واحدة من وصايا الناموس هو بنفس سوء التعدي على كل الناموس (يعقوب ٢: ٠١). إن أجرة الخطيئة موت، والموت لا تجزئة فيه.
وعندما ندرك حالة عجز أولئك الذين تحت لعنة الناموس، سيكون من السهل تقدير مدى محبة الله: « وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية ٥: ٨). ومن خلال موته، «اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا» (غلاطية ٣: ٣١).
فكر في ما قاله بولس: "لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ". ولأن الناموس لا يمكنه أن يخلِّصنا، لذلك لُعِنَّا بالموت. كيف يمكن لاعترافنا بهذه الحقيقة أن يساعدنا على أن نقدِّر، بشكل أفضل، ما قد أُعطينا إياه في المسيح؟ بأية طرق نظهر مثل هذا التقدير في حياتنا؟ انظر ١يوحنا ٥: ٣.
الجمعة
٩ أيار (مايو)
لمزيد من الدرس
اقرأ الروح النبوة، من كتاب مشتهى الأجيال، الفصل الذي بعنوان «قد أكمل»، صفحة ٠٢٧ـ ٧٢٧.
«إن الشريعة تتطلب البر- الحياة البارة والخُلق الكامل. وهذا ما لا يستطيعه الإنسان إذ هو لا يستطيع القيام بمطاليب شريعة الله المقدسة. ولكن المسيح إذ أتى إلى الأرض كإنسان عاش حياة مقدسة واتصف بالكمال الخُلقي. وهو يقدم هذا كله هبة مجانية لكل مَن يقبله. إن حياته تنوب عن حياة الناس. وهكذا يحصلون على غفران خطاياهم الماضية بواسطة صبر الله واحتماله. وأكثر من ذلك فإن المسيح يطبع صفات الله على قلوب الناس. وهو يبني خلق الإنسان على مثال صفات الله، وهو بناء فخم من القوة والجمال الروحيين. وهكذا نرى أن نفس بر الناموس يتم في من يؤمن بالمسيح. فيمكن لله أن: ’يكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع‘ « (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٤٢٧و ٥٢٧).
وباختصار، أثبت موت المسيح، بشكل واضح، دوام شريعة الله. فقد كان يمكن لله، عندما أخطأ أبوانا الأولان، أن يُبطل شريعته ويلغي عواقب التعدي. مع ذلك، فقد كان سيعني هذا، بالنسبة لسكان الأرض، وجود حياة بائسة في مجتمع ينعدم فيه القانون. بدلاً من ذلك، اختار الله أن يرسل ابنه كبديل عنا، حيث أنه حصل على العقوبة العادلة للخطيئة، والتي يتطلبها الناموس، نيابة عن كل البشر. ومن خلال موت المسيح، يقف الجنس البشري كله في علاقة جديدة مع الله. معنى هذا، أنه يمكن لأي واحد منا، ومن خلال الإيمان بالمسيح، أن يحصل على غفران لخطاياه والوقوف كاملاً في نظر الله.
أسئلة للنقاش
١. تُعَلِّم العديد من الديانات أن الله، في نهاية حياة الإنسان، يقوم بوزن أفعال الإنسان الصالحة مقابل أفعاله السيئة، وذلك قبل أن يُقرر إذا ما كان الشخص سيكافأ خيراً في الآخرة. ما هو الخطأ الذريع في مثل هذا النوع من التفكير؟
٢. إن المسيح، الذي كان مساوياً لله، مات من أجل خطايانا. فإذا كنا نعتقد أن الطاعة للناموس يمكنها، على نحو ما، أن تضيف إلى ما فعله المسيح، فيما يتعلق بمنحنا الخلاص، فما الذي يقوله ذلك عن فعالية ذبيحة المسيح؟
٣. ما هي بعض الأسباب الأخرى التي تجعل من الفكرة التي تنص على أن ناموس الله قد أُبطل، بعد الصليب، فكرة خاطئة؟
قصة الأسبوع
حياة جديدة
نظر موسى البالغ عشرة أعوام من العمر من نافذة الطائرة إلى المدينة الكبيرة بالأسفل. فهذه ستكون موطنه الجديد. فما الذي يكون عليه الأمر عند العيش في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وتساءل موسى: هل سيكون لدي أصدقاء هناك؟ وهل سأكون حتى قادراً على التحدث معهم؟
وكان موسى وعائلته يتنقلون من مخيم للاجئين إلى آخر في أفريقيا. وكان بيته عبارة عن قماش مشمع مثبت على فروع أشجار جافة. وعند هطول الأمطار، كان كل شيء يطاله البلل. ونادراً ما كان لديهم ما يكفي من طعام يتناولونه أو ماء نقي يشربونه.
وفي أحد الأيام قال أبو موسى للأسرة، “قريباً سنترك المخيم ونذهب للعيش في الولايات المتحدة.”
وصل أفراد الأسرة إلى بيتهم الجديد واستقروا في شقة سكنية. وفي أول يوم دراسي شعر موسى بأنه تائه. ولم يستطع إيجاد صفه المدرسية ولم يستطع كذلك التحدث باللغة الإنجليزية ليطلب المساعدة من آخرين. وفي النهاية قام أحدهم بتوجيهه إلى الصف المدرسي.
درس موسى بجد وسرعان ما عرف ما يكفي من اللغة الإنجليزية ليسمح له بالحديث إلى زملائه في الصف. وبدأ في إخبار أصدقائه الجدد أن المسيح يحبهم. استمع إليه البعض في حين تجاهله البعض الآخر. درس أبوه وأمه اللغة الإنجليزية حتي يتمكنا من إيجاد عمل. بدا كل شيء صعباً وشاقاً. وقد عانت الأسرة حتى وجدت دكاناً لبيع المستلزمات الغذائية وكنيسة يتعبدون فيها. وكان من الصعب ركوب الحافلة في ظل عدم إلمامهم باللغة. وبعد شهور من الدراسة والبحث على عمل، حصل والد موسى على وظيفة.
وفي أحد الأيام، رمى أحد الصبيان والد موسى بحجر فبدأت الدماء تتناثر على وجهه وملابسه.” قال الأب، “إن بعض المراهقين لا يريدوننا هنا. فإن أحدهم رماني بحجر”. لا يتمكن والد موسى من إبصار أي شيء بعينه المصابة. لم يسمح الأب للغضب أن يتملكه وقال، “لا يجب أن نغضب عندما يؤذينا أحدهم. لا بد من أن نغفر لهم ونصلي من أجلهم.” عرف موسى أن أباه كان على حق، لكنه كان لا يزال من الصعب مسامحة المراهقين الذين تسببوا في أذية أبيه.
وجدت الأسرة مكاناً جديداً تعيش فيه، ويساعد أعضاء الكنيسة في سداد الرسوم المدرسية للأطفال حتى يتمكنوا من الدراسة في المدرسة الأدفنتستية.
يريد موسى أن يكون قساً، كما كان جده كذلك في أفريقيا. يشارك موسى إيمانه مع الآخرين ويعرض أن يدرس الكتاب المقدس معهم حتى يتعلموا هم أيضاً عن محبة الله. يقول موسى، “لقد كان الله مع عائلتي خلال الأوقات الصعبة. وهو لن يتركنا أبداً.”
يساعد عطاء للسبت الثالث عشر، كان قد تم جمعه مؤخراً، في الوصول برسالة محبة الله إلى ملايين اللاجئين في أمريكا الشمالية. شكراً لكم من أجل أعطيتكم وتقدماتكم من أجل تبشير اللاجئين إلى أمريكا الشمالية.
يشارك موسى نتيكريزي محبة الله مع أهله وإخوته في شمال الولايات المتحدة.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت:gro.noissiMtsitnevdA.www
مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا
صدر حديثاً، باللغة الإنجليزية، كتاب « مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا «
من تحرير هامبرت م. راسي ونانسي ج. فيهميستر
« بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ» (١بطرس ٣: ١٥).
يطرح كتاب « مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا « عشرين سؤالاً تجيب على السؤال الشامل: لماذا أنا سبتي أدفنتستي؟ إن هذه المجموعة من المقالات التي من تأليف باحثين أدفنتست سبتيين مشهورين تتيح لك فرصة الحصول على مادة أدبية كتابية متعمقة.
الكتاب من خلال ثلاث طرق:
١. محلياً: دار الأدفنتست للكتاب
٢. هاتفياً: ١-٨٠٠-٧٦٥-٦٩٥٥
٣. عبر الإنترنت:
AdventistSookCenter.com
٠-٨١٦٣-٢٥٠٢-٢
Hardcover US$١٩.٩٩
يمكنك الحصول على هذا
تأثير أبدي
يروم الف صبي الالتحاق بمدرسة «كارماتار الأدفنتستية» في الهند. وهم الآن بانتظار أن يتم بناء قسم داخلي في الحرم المدرسي. وفي هذه المدرسة، يتعلم الكثير من الطلاب عن المسيح ويقبلونه مخلصاً لهم.
يجتمع المؤمنون على السهول الواقعة أسفل كشمير وهم يأملون في بناء كنيسة على جبل جامو الرائع. إنهم يريدون أن تكون الكنيسة منارة تضيء في هذه المنطقة المقفرة.
لا يستطيع القراءة سوى أقل من ٥٠ بالمائة من سكان دولة بوتان. لذلك فإن توفير قاعة للاجتماع يمكنها أن تفيد شعب هذه الأمة التي ديانتها الرسمية هي البوذية.
يمكن لعطاء السبت الثالث عشر أن يكون له تأثيرا أبدياً على هؤلاء الناس. قم بمشاهدة أو تحميل قصص أخبار العمل لهذا الربع من على الإنترنت عبر الموقع الرسمي:
(www.adventistmission.org/dvd)
من فضلك تذكَّر تقديم الأعطية الخاصة بالعمل المرسلي وذلك في ٢٨حزيران (يونيو)، ٢٠١٤ ، أو قم بتقديم هذه الأعطية في أي وقت عبر الإنترنت.
الدرس السابع
٠١- ٦١ أيار (مايو)
المسيح، غَايَةَ النَّامُوسِ
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رومية ٥: ٢١ـ ١٢؛ ٦: ٥١ـ ٣٢؛ ٧: ٣١ـ ٥٢؛ ٩: ٠٣ـ ٠١: ٤؛ غلاطية ٣: ٩١ـ ٤٢.
آية الحفظ: «لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ» (رومية ٠١: ٤).
نشرت مجلة معروفة على صفحة كاملة إعلان عنوانه: «احصل على الخلود! (نحن لا نمزح)». لكنهم، بمعنى ما، كانوا يمزحون؛ وذلك لأن الإعلان تابع يقول، «لمعرفة كيف يمكنك ترك ميراث خيري، يتم بواسطته، تقديم عطايا باسمك للأبد، اتصل بنا للحصول على الكتيب المجاني».
على مر آلاف السنين، تصارع الكُتَّاب والعلماء والفلاسفة وعلماء الدين مع مسألة الموت، ومع ما يفعله الموت لمعنى حياتنا. ولذلك، فإن الإعلان الوارد بالمجلة كان طريقة ذكية لمساعدة الناس على التعامل مع فنائهم، حتى وإن لم ينجح الإعلان في نهاية المطاف.
وفي المقابل، تبين لنا، في كل أجزاء العهد الجديد، أن السبيل الوحيد للحصول على الخلود هو الإيمان بيسوع المسيح، بدلاً من حفظ الناموس. هذا على الرغم من أنه علينا أن نحفظ الناموس، وذلك لأن حفظ الناموس لا يتعارض مع النعمة؛ بل على العكس من ذلك، فحفظنا للناموس هو ما يفترض بنا عمله كنتيجة لحصولنا على النعمة.
سنواصل في هذا الأسبوع استكشاف ما يتعلق بالناموس والنعمة
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٧١أيار (مايو).
الأحد
١١ أيار (مايو)
حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ (رومية ٥: ٢١ـ ١٢)
إن الناموس، رغم أنه يشير إلى الخطايا، عاجز عن تخليصنا منها. مع ذلك، فإن هذا العجز نفسه يظهر لنا حاجتنا إلى المسيح، الذي هو وحده الحل الوحيد لمعضلة الخطيئة.
اقرأ رومية ٥: ٢١ـ ١٢. بأية طريقة يتم الإعلان عن نعمة الله في هذه الآيات؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
لاحظ الربط المتواصل بين الخطئية والموت في هذا المقطع. فإن كلاهما يظهران، بصورة متكررة، في علاقة مباشرة مع بعضهما البعض. والسبب في ذلك هو أن الخطئية، التي هي انتهاك لناموس الله، تؤدي إلى الموت.
الآن، اقرأ رومية ٥: ٠٢. فإنه عندما «دخل» الناموس كَثُرَتِ الخطيئة، بمعنى أن الناموس قد عرَّف بوضوح ما هي الخطيئة. مع ذلك، فإن بولس، بدلاً من أن يتحدث عن النتيجة الطبيعية للخطيئة، ألا وهي الموت، نجده يقول الآتي: «وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا». وبعبارة أخرى، ما يقوله بولس هو: بغض النظر عن مدى سوء الخطيئة، فإن نعمة الله تكفي للتعامل معها، بالنسبة لأولئك الذين يطالبون بوعوده بالإيمان.
ونظراً لتأثُّر الكثير من الناس بترجمة نسخة الملك جيمس للآية التي في ١يوحنا ٣: ٤ والتي تقول أن («الخطيئة هي التعدي على الناموس»)، فإنهم يُحدّون من هول الخطيئة ويُعرِّفُونَها على أنها انتهاك الوصايا العشر فقط. مع ذلك، فإن الترجمة الحرفية أكثر لهذه الآية هي: «إن الخطيئة هي انعدام الناموس». وهكذا، فإن أي شيء يتعارض مع مبادئ الله هو خطيئة. لذلك، فإنه على الرغم من أن الوصايا العشر لم تكن قد أُعلنت بشكل رسمي، عندما أكل آدم من الثمرة الممنوعة، إلاَّ أن آدم انتهك وصية الله (تكوين ٢: ٧١)، وكان، بالتالي، مذنباً بالخطيئة. في الواقع، إن خطيئة آدم هي السبب في أن لعنة الموت قد أثرت في كل الأجيال البشرية (رومية ٥: ٢١و ٧١و ١٢).
وعلى النقيض من عدم أمانة آدم، نتج عن أمانة المسيح لناموس الله الرجاء في الحياة الأبدية. وعلى الرغم من أن المسيح قد جُرِّبَ، إلا أنه لم يخضع أبداً للخطيئة (عبرانيين ٤: ٥١). وهنا، في سفر رومية، يفتخر بولس بطاعة يسوع البارة، التي نتج عنها الحياة الأبدية (رومية ٥: ٨١ـ ١٢) لأولئك الذين يقبلونها. والمسيح، بوصفه آدم الثاني، قد حفظ الناموس بالتمام وحطَّمَ لعنة الموت. والآن، يمكن لبِرِّ المسيح أن يصبح بِرَّ المؤمن. ويمكن للشخص المحكوم عليه بالموت، من خلال وراثته لخطيئة آدم الأول، أن يحتضن عطية الحياة بقبوله بِرَّ آدم الثاني، أي المسيح.
الاثنين
٢١ أيار (مايو)
الناموس والنعمة (رومية ٦: ٥١ـ ٣٢)
أحد أصعب المفاهيم التي يجد المسيحيون صعوبة في استيعابها هو الدور المتواصل للناموس، بالنسبة لأولئك المخلَّصين بالنعمة. ويتساءل أمثال هؤلاء المسيحيين: إذا كان المؤمن قد حصل على البِرِّ بقبول حياة وموت المسيح في ملئهما، فلماذا لا يزال من الضروري حفظ الناموس؟ ويتيح هذا السؤال فرصة أخرى لتكرار النقطة الأساسية المتعلقة بهذه المسألة: فإنه أبداً لم يكن القصد من الناموس هو توفير الخلاص؛ إنما عمل الناموس (بعد السقوط) كان تعريف الخطيئة. مع ذلك، فإن الصليب لا يلغي حاجة الإنسان إلى إتباع ناموس الله. فعلى سبيل المثال، إعفاء شخص من عقوبة خرق قانون الحد الأقصى للسرعة المطلوبة على الطريق لا يعني أن يستمر هذا الشخص في خرق القانون.
وفقاً لرومية ٦: ٢١و ٥١ـ ٣٢، ما هي الآثار المترتبة على عيش حياة النعمة؟ انظر، بصورة خاصة، الآيات التي في رومية ٦: ٢١و ٥١و ٧١.
_________________________________________________________________________
_________________________________________________________________________
إن النعمة والناموس ليسا نقيضين؛ ولا يبطل أحدهما الآخر. بدلاً من ذلك، كلاهما مترابطان بقوة معاً. فالناموس، كونه لا يستطيع أن يخلِّصنا، يُظهر لنا سبب حاجتنا إلى النعمة. والنعمة لا تتعارض مع الناموس وإنما تتعارض مع الموت. إن مشكلتنا لم تكن الناموس، في حد ذاته، ولكن مشكلتنا كانت هي الموت الأبدي الذي نتج عن انتهاكنا للناموس.
يحذِّر بُولُسُ الشخصَ المسيحي ويطلب منه توخي الحذر وعدم استخدام عطية النعمة الموعودة كذريعة للخطيئة (رومية ٦: ٢١و ٥١). ولأن الخطيئة يتم تعريفها من خلال الناموس، لذلك فإنه عندما يطلب بولس من المسيحيين أن لا يخطئوا، فهو إنما يقول لهم: احفظوا الناموس، أطيعوا الوصايا!
«كان بولس دائماً يعظم شريعة الله ويمجدها. وقد برهن أنه لا توجد في الناموس قوة لتخليص الناس من قصاص العصيان. فعلى فاعلي الشر أن يتوبوا عن خطاياهم ويتذللوا أمام الله إذ جلبوا على أنفسهم غضبه العادل بكسرهم شريعته، وعليهم أيضاً أن يمارسوا الإيمان بدم المسيح باعتباره وسيلتهم الوحيدة للغفران» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٦٣٣).
لماذا من السهل جداً الاستغراق في المنطق الخاطئ الذي يقول أنه طالما نحن غير مُخلَّصين بالناموس، فإنه لم يَعُدْ واجبٌ علينا حفظه؟
الثلاثاء
٣١ أيار (مايو)
وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! (رومية ٧: ١٢ـ ٥٢)
اقرأ رومية ٧: ٣١ـ ٥٢. كيف لنا أن نفهم هذه الآيات؟ هل يتحدث بولس عن رجل غير مهتدٍ وغير متجدد، أَمْ أن هذا هو اختبار الشخص الذي تم اهتداؤه وتجديده؟ ما هي الأسباب التي يمكن أن تعطيها لتوضيح إجابتك؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
إذا كنت غير متأكد بشأن مَن هو هذا الإنسان الذي تشير إليه هذه الآيات، فأنت لست وحدك. فلقد تصارع علماء الدين مع هذا السؤال لعدة قرون وانقسموا إلى فريقين: فريق يرى أن الشخص المشار إليه هنا هو شخصُ يُسَرُ بناموس الله (ويَصْعُب أن يكون غير مؤمن). مع ذلك، يرى فريق آخر أن هذا الإنسان يبدو مُسْتَعْبَداً للخطيئة (وهو أمر غير منطقي، ذلك لأن المسيحيين وُعِدُوا بالتسلُّط على الخطيئة). إن موسوعة الأدفنتست السبتيين لتفسير الكتاب المقدس، وبعد النظر إلى الحجج الصادرة عن هذين الفريقين، تقول: «يبدو أن هدف بولس الرئيسي، في هذه الفقرة، هو توضيح العلاقة الموجودة بين كل من الناموس والبشارة والشخص الذي دُعِيَّ لأن يُجاهد جهاداً حسناً، ضد الخطيئة، وذلك إعداداً للخلاص. ورسالة بولس هي: على الرغم من أن الناموس قد يعمل على تعجيل الصراع وجعله أكثر شدة، إلاَّ أن بشارة المسيح يسوع، وحدها، هي التي يمكنها إحراز النصرة والخلاص» (الموسوعة التفسيرية، مجلد ٦، صفحة ٤٥٥).
وبغض النظر عن الطريقة التي ننظر بها إلى هذه الآيات، إلا أنه يجب أن نتذكر، دائماً، أن الشخص الذي يُصارع مع الخطيئة لا يزال قادراً على اتخاذ خيارات صحيحة. وما لم يكن الحال هكذا، لكانت كل وعود رسائل بولس (وكذلك وعود رسائل كتبة الأسفار المقدسة الأخرى)، حول القدرة على التغلُّب على الخطيئة، لا معنى لها. أيضاً، وكما يوضح الأصحاح الخامس من سفر متى، غالباً ما تبدأ الخطيئة في فِكْرِ الشخص، قبل ارتكابه للفعل الآثم. وبالتالي، فإن الشخص يكون منتهكاً للناموس، بمجرد التفكير في شيء آثم. وفي العادة، يمكن لهذه الحقيقة أن تكون مصدر إحباط لنا. مع ذلك، فإنه، وفي سياق الأصحاح السابع من سفر رومية، يمكن أن يكون المرء عاجزاً، لكن ليس يائساً. فالنسبة للشخص الذي يعيش حَسَبَ الرُّوحِ، يعمل الناموس الأبدي، بمثابة مُذَكِّرٍ دائم بأن العِتْقَ من الإدانة يأتي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ (رومية ٧: ٤٢ـ ٨: ٢).
اقرأ آيات درس اليوم، مجدداً. بأية طرق يتوازى ما جاء فيها مع اختبارك أنت الخاص مع الرب؟ كيف يمكنك اختبار الرجاء الذي يعرب عنه بولس هنا، على الرغم من صراعاتك؟
الأربعاء
٤١ أيار (مايو)
غَايَةَ النَّامُوسِ (رومية ٩: ٠٣ـ ٠١: ٤)
إن عنوان درس هذا الأسبوع يأتي من رومية ٠١: ٤- «لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ». وتلقائياً، يفسر كثيرون، ممن هُيِّئُوا للتفكير بسلبية عن الناموس، في أن ما تعنيه هذا الآية هو «أن المسيح قد أبطل الناموس». مع ذلك، فإن تفسير كهذا يتناقض مع العديد من الإشارات الموجودة في سفر رومية وأجزاء العهد الجديد الأخرى التي تتحدث عن الأهمية المستمرة للناموس.
اقرأ رومية ٩: ٠٣ـ ٠١: ٤. كيف يشرح بولس، هنا، فكرة أن الخلاص هو بالإيمان، وليس بالناموس؟
_____________________________________________________________________ __________
_____________________________________________________________________________
كما هو الحال مع بقية رسالة بولس إلى أهل رومية، فإن هدف بولس في هذه الآيات هو أن يظهر بوضوح المصدر الحقيقي للبِرِّ. إن الناموس هو مؤشر للبِرِّ، لكنه عاجز عن جعل الناس أبْرَاراً. ومن هنا، يُصَوِّرُ بولسُ مفارقة بين الأمم واليهود: فالأمميون، الذين لم يَسْعَوُا حتى للبِرِّ، قد حصلوا عليه؛ في حين أن بني إسرائيل، الذين سَعوا جاهدين لحفظ الناموس البار، لم يحصلوا على البِرِّ. إن بولسَ لا يستثني اليهود من البِرَّ؛ كما أنه لا يقول أن كل غير يهودي هو بَارٌ. إنما هو ببساطة يقول أن الناموس لا يحرز البِرَّ للخاطئ، سواء كان يهودياً أو أممياً.
كان الكثيرون من اليهود صادقين في رغبتهم في البِرِّ، لكن سعيهم كان غير ذي جدوى (رومية ٠١: ٢). لقد كانوا متحمسين وغيورين لخدمة الله لكنهم أرادوا أن يفعلوا ذلك بشروطهم الخاصة. وهكذا أخذوا شيئاً من وحي الله (أي الناموس) وخلطوه مع مصدر خلاصهم [أي المسيح]. ومهما كان الناموس صالح، إلا أنه ليس صالح بما يكفي ليخلِّص أي إنسان. في الحقيقة، إن الناموس يسلِّط الضوء على إثم الإنسان، بدلاً من أن يجعل الإنسان باراً، كما أنه يزيد من إظهار الحاجة إلى البِرِّ. ولهذا يصف بولس المسيح على أنه «غَايةُ» الناموس. وهو ليس «غَايةً» بمعنى إبطال الناموس، ولكنه «غَاية الناموس» بمعنى أن المسيح هو «هدف» الناموس، أي أن المسيح هو مَن يشير الناموس إليه. يقود الناموسُ الإنسانَ إلى المسيح، بحيث ينظر الخاطئ التائب إلي المسيح طلباً في الخلاص. يُذَكِّر الناموسُ كل المسيحيين بأن المسيح هو بِرُّنَا (رومية ٠١: ٤).
إن الناس الذين يتعاملون مع الناموس بجدية شديدة هم دائماً معرضون لخطر أن يكونوا متزمتين، أي أنهم يسعون إلى ترسيخ "بِرِّهم الخاص بهم". وإذ نسعى إلى إطاعة ناموس الله، كيف يمكننا أن نكون حريصين على عدم السقوط فيما يمكن أن يكون فخاً شريرا؟
الخميس
٥١ آيار (مايو)
المُؤَدِّبُ (غلاطية ٣: ٩١ـ ٤٢)
حرص بولس، في رسالته إلى غلاطية، على التأكيد على أن غاية الناموس هي تعريف الخطيئة، وليس جعل الناس أبراراً (غلاطية ٣: ٩١و ١٢). وكان بولس، بذلك، متوافقاً مع ما قاله في سفر رومية.
اقرأ غلاطية ٣: ٣٢و ٤٢. ما هي الصور الوصفية التي يستخدمها بولس لتصوير الغاية من الناموس؟ ما الذي تعنيه هذه الصور، في اعتقادك؟
_____________________________________________________________________ ___________________________________________________________________________________________
هناك تعاريف كثيرة للناموس. ومن بين التعاريف الأخرى، يُعَرَّفُ الناموس في عد ٤٢ على أنه «المُؤَدِّبُ»، وهناك مرادفات لهذه الكلمة تُسْتَخْدَمُ من قِبل بعض ترجمات الكتاب المقدس مثل: «المعلم» و «الوُصِيّ» أو «الوُلِيّ». ويشيرُ المصطلح اليوناني إلى عبد يُعَيَّنُ، من قِبل شخصٍ ثريٍ، لأن يكون هذا العبد مؤدباً لابن الرجل الثري. وكانت مسؤولية المُؤَدِّبِ هي التأكُّد من أن ابن هذا الرجل الثري قد تَعلَّم الانضباط وضبط النفس. وعلى الرغم من كون ذاك المؤدب عبداً، إلاَّ أنه كان يُمْنَحُ السلطة للقيام بما يراه ضرورياً لتأديب وتهذيب ابن الرجل الثري، حتى ولو كان معنى ذلك معاقبة الابن جسدياً. وعند بلوغ الابن لسن الرشد، لا تعود للمُؤَدِّبِ سلطة على هذا الابن.
في ضوء توضيح دور المُؤَدِّب أعلاه، ما هي، في رأيك، الغاية من الناموس، بالنسبة للشخص الذي حصل على الخلاص في المسيح؟
_____________________________________________________________________ ____________________________________________________________________________________________
على الرغم من أن المُؤَدِّب لم يعد لديه سلطان على الابن الذي يصل سن البلوغ، إلاَّ أنه كان من المتوقع للدروس التي تعلمها الابن أن تُمَكِّنَهُ من اتخاذ قرارات مدروسة وناضجة. وبالمثل، فإنه في حين أن المسيحي لم يَعُد تحت قوة الإدانة التي للناموس، متوقع منه، كشخص بلغ مرحلة النضوج، أن يسيطر على تصرفاته ويجعلها على وفاق مع مبادئ الناموس.
وبالإضافة إلى دور الناموس كمُؤَدِّب، فهو يعمل أيضاً كحارس يحمي المؤمن، إلى أن يُعْلَنَ «الإيمانُ» (غلاطية ٣: ٣٢). ونرى هنا أيضاً أن المسيح هو «النهاية»، بمعنى أنه هو غاية الناموس. ويُوضِّح بولس هذه النقطة عند قوله أن الناموس قد أتى بنا إلى يسوع «لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ» (غلاطية ٣: ٤٢).
اقرأ غلاطية ٣: ١٢ بعناية. ما الذي تقوله هذه الآية ويضع حداً نهائياً لأي فكرة تقول بأنه يمكننا أن نَخْلَصَ بإطاعتنا للناموس؟ لماذا تُعَدُ هذه أخباراً سارة؟ تعال بإجابتك إلى الصف يوم السبت.
الجمعة
٦١ أيار (مايو)
لمزيد من الدرس
«يُظْهِرُ لنا الناموسُ الخطيئةَ، ويجعلنا نشعرُ بحاجتنا إلى يسوعٍ ونلجأ إليه طالبين المغفرة والسلام، من خلال توبتنا إلى الله وإيماننا في ربنا يسوع المسيح....
«لا يجب النظر إلى ناموس الوصايا العشر على أنه ناموس المحرمات بقدر ما يجب النظر إليه على أنه ناموسٌ الرحمة. فإن في امتناعنا عن عمل ما يُحَرِّمُ علينا عمله ضمانٌ أكيدٌ لفرحنا في الطاعة. وإذ نتقبل الناموس في المسيح، فسيعمل على طهارة صفاتنا، وهي الطهارة التي تجلب لنا الفرح على مَرِّ العصور. إن الناموس، بالنسبة للمطيعين، هو سياج حماية. وإننا لنرى في الناموس جُوُدَ الله الذي، ومن خلال إعلانه للبشر عن مبادئ البِرِّ الثابتةِ، يسعى إلى حمايتهم من الشرور التي تنتج عن التعدي» (روح النبوة، رسائل مختارة، مجلد ١، صفحة ٤٣٢و ٥٣٢).
أسئلة للنقاش
١. في الصف، تحدثوا عن الرجاء الرائع الموجود في غلاطية ٣: ١٢. كيف يتم تقديم بشارة النعمة بوضوح شديد في هذه الآية؟ لماذا ينبغي لهذه الفقرة أن تكون بمثابة العلاج الحاسم ضد التزمت والتقيُّد الحرفي بالناموس؟
٢. إن عيش حياة التقوى والورع ليس اختيارياً بالنسبة لأولئك الذين يَدْعُوُنَ أنفسهم أبناء الله. يؤكد كثيرون، بِحُسْنِ نِيَّةٍ، على حاجتنا إلى بلوغ «الكمال»، إذا كنا نرغب في دخول الملكوت. والمؤسف هو أن أولئك الذين يَتَبَنُّوُنَ مثل هذا الاعتقاد لا يُرَوِّجُونَ فقط للاكتفاء الذاتي، على أنه السبيل إلى الخلاص، لكنهم يتجاهلون حقيقة الطبيعة البشرية الآثمة. يعيش البشر ولديهم الميل الموروث نحو الخطيئة، وهم يُمْطَرُونَ بوابل التجربة باستمرار. والشيء الأكثر إثارة للقلق هو الإحباط الذي يمكن أن يصيب أولئك الذين ينظرون باستمرار إلى أنفسهم، وإلى مدى حسن صنيعهم بوصفهما، مقياساً لخلاصهم. مَن مِنَّا، مقارنة بقداسة الله وناموسه، يمكنه بلوغ مقياس قداسة الله وناموسه؟ إذاً، كيف يمكننا، في الوقت الذي نسعى فيه إلى عيش حياة تقية أمينة، توخي الحذر وعدم التمسك بأي تعليم لاهوتي يضع رجاء خلاصنا في أي شيء آخر سوى بِرِّ المسيح الذي يسترنا ويغمرنا؟
٣. ما هو هدف الناموس؟
قصة الأسبوع
انتصار تاوجي
يطلق عليَّ اصدقائي اسم «تاوجي». أعيش في عاصمة منغوليا.
عائلتي ليست مسيحية لذا فقد نشأت وأنا لا أعرف سوى القليل عن المسيح. وفي أحد الأيام، قامت إحدى صديقات جدتي بتقديم الدعوة لها لحضور اجتماعات في كنيسة الأدفنتست السبتيين حيث كان هناك مرسلاً يقوم بالوعظ والتبشير. اعطت جدتي الدعوة إلى خالتي التي طلبت مني أن أذهب معها إلى الاجتماعات. لم أكن مهتماً بالأمر لكني ذهبت من باب احترامي لخالتي، كما كنت شغوفاً لمعرفة ما يؤمن به المسيحيون.
وكان ما أدهشني هو أني استمتعت بالاجتماعات. فقد كان الناس هناك لطفاء، كما تحدث القس عن ملكوت الله. قررت العودة إلى الكنيسة مجدداً. وبعد فترة قصيرة، طلبت الانضمام إلى الكنيسة.
أنا الشخص الوحيد في الأسرة الذي انضم إلى الكنيسة وهذا يخلق بعض المشاكل لي. يحاول والدي أن يمنعني من الذهاب إلى الكنيسة وذلك بإعطائي عملاً أقوم به في أيام السبوت. لكن والدتي تسمح لي بالذهاب لأن ما سمعته عن المسيح وعن تعاليمه كان جيداً.
سخر أصدقائي مني لأني اصبحت مسيحياً وشعرت أني منبوذ من قِبلهم. وكان للبعض منهم تأثيراً سيئاً لذلك توقفت عن مخالطتهم عندما أصبحت مسيحياً. كان بعضهم يعتقد أني كنت سيئاً قبل أن أصبح مسيحياً وهم يعتقدون أيضاً أني قد أصبحت أكثر سوءاً عندما صرت مسيحياً. لم أعرف كيف أشرح إيماني. ليس هناك الكثير من الأدفنتست في منغوليا، لذلك شعرت بالوحدة. دعاني القس إلى حضور مخيم في ذلك الصيف. وكنت متشوقاً للغاية للذهاب!
وهناك تمكنت من أن يكون لي الكثير من الأصدقاء وكنا نمرح ونمارس الرياضة ونعرف عن الله. لقد كان اختباراً رائعاً. وقد ساعد وجودي مع شبيبة مسيحيين آخرين على نضجي في الإيمان.
كنت خجولاً وقليل الحديث في السابق، لكني الآن أتعلم الحديث أمام الناس وأعبِّر عن نفسي. إن المسيح وأصدقائي الجدد قد عملوا على منحي الثقة والجرأة. والآن يمكنني الحديث إلى الناس بسهولة ويمكنني التعبير عن نفسي بشكل أفضل. وعندما رأى زملائي في الصف التغيير الذي طرأ عليَّ أدركوا أن الله قد احدث فرقاً في حياتي وعرفوا أن المسيحية ليست أمراً سيئاً أو رديئاً.
من الصعب أن تكون لك ديانة مختلفة عن بقية أفراد الأسرة، لكن أصدقائي في الكنيسة هم أيضاً بمثابة أسرتي التي أشاركها الإيمان. إنهم يساعدونني على البقاء أمينا لله عندما أشعر بالضعف. وأنا ممتن بصفة خاصة من أجل خدمات الشبيبة التي تقدمها الكنيسة. لقد كان عطاء السبت الثالث عشر الذي جُمع مؤخراً هو من ضمن العوامل التي ساهمت في عقد مخيم الشبيبة. شكراً لكم من أجل اهتمامكم.
مانكتوجتوكه نايمدافا هو شاب في سن المراهقة يعيش في أولان باتور، منغوليا.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www
الدرس الثامن
٧١ - ٣٢ أيار (مايو)
ناموس الله، وناموس المسيح
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: متى ٩١: ٦١ـ ٢٢؛ يوحنا ٣١: ٤٣و ٥٣؛ غلاطية ٦: ١ـ ٥؛ أعمال ٧١: ١٣؛ يوحنا ٥: ٠٣.
آية الحفظ: « ’إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ‘ « (يوحنا ٥١: ٠١).
نجد، في معظم الدول، أن هناك تسلسلاً هرمياً من القوانين. وعلى رأس هذه القوانين هناك القوانين التي تأتي من الحكومة الوطنية للدولة، وهي القوانين التي تُطبَّقُ على كل مَن يقيمون في البلاد. ثم هناك قوانين على مستوى المحافظات. وأخيراً هناك القوانين المحلية التي تحكم وتنظِّم أصغر المناطق في الدولة. وعلى الرغم من أنه يُسمح لكل منطقة من مناطق الدولة سَنَّ القوانين المعنية بها، إلا أنه لا يمكن لأي مقاطعة سَنَّ قوانين تتناقض مع القانون العام للبلاد. وعلى الرغم من أن الظروف قد تُمْلِي تطبيق قانون معين بطرق مختلفة، إلا أن التطبيق لا يمكنه الخروج عن «روح القانون».
وقد قام الله، الخالق، باعتباره الرئيس الأسمى للكون، بوضع قوانين تختص بكل مخلوقاته. وعندما أَخْلَى المسيح نَفْسَهُ، طَوُعَاً، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ، عاش حياة طاعة لأبيه (فيلبي ٢: ٥ـ ١١) ولوصايا أبيه. وهكذا، فإن كل شيء عَلَّمَهُ المسيح، والتصور الجديد الذي أعطاه للناموس، بل وحتى الوصية «الجديدة» التي أعطاها، كل هذا كان في وئام تام مع ناموس الله.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٤٢ أيار (مايو).
الأحد
٨١ أيار (مايو)
الناموس والأنبياء
يعتقد البعض أن الوصايا العشر، التي أعطاها الرب، من خلال موسى في سيناء، كانت تختص فقط ببني إسرائيل قبل الصليب، وبأنها لم تَعُد مُلْزِمَةً في زمن عهد النعمة الجديد. ويُعلِّم البعض الآخر أن المسيحيين متحررون من الناموس العتيق. ويقولون أيضاً أن، فقط أولئك المنحدرين من أصل يهودي، وليس المسيحيين، هم الذين لا يزال مُتَوقَّعٌ منهم التقيد بالناموس. وكما رأينا، فإنه على الرغم من أن الكتاب المقدس يُعَلِّم، بالفعل، أن أعمال الناموس لا يمكنها أن تخلِّص أحداً، إلا أنه ليس هناك نص كتابي يمنح الشخص تصريحاً بانتهاك ناموس الله. ولو وُجِدَ شيءٌ من هذا القبيل، لكان هذا تصريحاً بارتكاب الخطيئة، ولكان الكتاب المقدس يناقض نفسه بشكل صارخ، بشأن موضوع بالغ الأهمية.
وفي هذا السياق، نحن نتذكر أن الله قد أعلن بنود عهده لبني إسرائيل على لوحين من الحجر، وكان هذان اللواحان يشتملان على الوصايا العشر. مع ذلك، يحتوي الكتاب المقدس على العديد من الوصايا الأخرى التي تعطي تفاصيل لا توجد في الوصايا العشر. وقد أحصى معلمو الشريعة ٣١٦ قانوناً كتابياً، وذلك سعياً منهم في الحصول على فهم شامل لإرادة الله. وقد قام معلمو الشريعة بربط هذه القوانين بالوصايا العشر. وقد بدا أن المسيح قد ذهب إلى نقطة أبعد مِن ما وصل إليه معلمو الشريعة، وذلك عندما أعلن أنه لم يأتِ « ’ليبطل الناموس أو الأنبياء‘ « (متى ٥: ٧١). وهكذا نجد أن ناموس الله، الذي يتلخص في الوصايا العشر، يحتوى على كل وصية إلهية نطق الله بها، بصورة مباشرة، أو بواسطة أنبيائه.
قارن متى ٩١: ٦١ـ ٢٢ و٢٢: ٤٣ـ ٠٤. ما الذي تقوله لنا هذه الآيات عن يسوع والوصايا العشر؟
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
على الرغم من أن هناك المئات من الوصايا التي أعلنها الله في كلمته المقدسة، إلا أن الوصايا العشر توفر المبادئ الثابتة التي يمكن تطبيقها على كل القوانين والشرائع الأخرى. ومن هنا، أشار يسوع، عند حديثه إلى الشاب الغني، إلى خَمْسٍ من الوصايا العشر. بل وهناك تلخيص أكثر إيجازاً لناموس الله في الوصية الموجودة في تثنية ٦: ٥ ولاويين ٩١: ٨١، وهي أن تحب الله وأن تحب قريبك. ويصرِّح المسيح قائلاً: « ’بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ ‘« (متى ٢٢: ٠٤). وهكذا فإن المسيح وأباه السماوي متحدان في الغَاية، إذ أنهما يشجعان خليقة الله من البشر على أن يُحِبُوا كما أُحَبُوا. ويُعَدُ ناموس الله وسيلة جوهرية تعلمنا كيفية التعبير عن هذه المحبة.
ما الذي، في حياتك، يُظهر محبتك لله ولقريبك؟
الاثنين
٩١ أيار (مايو)
«قوانين» المحبة» (يوحنا ٥١: ٠١)
يقدم الكتاب المقدس عدداً من الأمثلة عن إخلاص المسيح لناموس الله. على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن كلمات المسيح في لوقا ٢: ٩٤ تعني، ضمناً، أنه أدرك هُوُيَّتَه [الإلهية] في سن مبكرة، وذلك عندما أعلنت أمه، بالجسد، عن العذاب الذي شعرت به عندما تخلف عن الرجوع مع الأسرة، إلاَّ أنه كان «خاضعاً لهما» (لوقا ٢: ١٥). وفي مناسبة أخرى، رفض المسيح أن يسجد للشيطان، عندما جُرّبَ المسيحُ في البرية، وذلك لأن العبادة والسجود مخصصان لله وحده (لوقا ٤: ٨). وهناك العديد من الإيضاحات المتعلقة بحفظ المسيح للسبت (على سبيل المثال، لوقا ٤: ٦١). وقد كتب بولس أن حياة المسيح بأكملها كانت مبنية على إطاعة مشيئة الله (فيلبي ٢: ٥ـ ١١)، وتقول الآية في سفر العبرانيين أنه رغم أن المسيح قد جُرِّبَ، إلا أنه لم يخطئ قط (عبرانيين ٤: ٥١). وإذ اقتربت ساعاته الأخيرة، أمكن المسيح أن يقول: « ’قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ‘ « (يوحنا ٥١: ٠١).
اقرأ يوحنا ٣١: ٤٣و ٥٣. ما الذي كان يعنيه المسيح بقوله أن هذه كانت وصية «جديدة»؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
أدرك المسيح أن هناك علاقة بين حفظ الوصايا والمحبة. وعلى الرغم من أننا غير معتادين على الحديث عن «أُسُسِ» المحبة، إلاَّ أنه يمكن للمرء أن يقول أن الوصايا العشر هي، في الواقع، تلك الأُسُسِ. فهي تُظهر لنا كيف يريد الله لنا أن نعبِّر عن محبتنا له وعن محبتنا للآخرين.
الله محبة (١يوحنا ٤: ٦١)، ولهذا فإنه عندما أعطى المسيح وصاياه إلى تلاميذه (يوحنا ٣١: ٤٣و ٥٣)، فهو إنما كان يُعظَّم ناموس المحبة الصادر عن الآب (يوحنا ٣: ٦١). ولذا فإنه علينا، بالإضافة إلى محبة الآخرين كأنفسنا، أن نحب المسيح كما أحبنا هو.
«إن التلاميذ لم يستطيعوا فهم هذا الكلام عندما سمعوه، ولكن بعدما شاهدوا آلام المسيح، وبعد صلبه وقيامته وصعوده إلى السماء، وبعدما استقر الروح القدس عليهم في يوم الخمسين أدركوا محبة الله إدراكاً أوضح، كما أدركوا طبيعة تلك المحبة التي كان ينبغي لكل منهم أن يكنها لأخوته» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٦٧٤).
اقرأ ١يوحنا ٣: ٦١، مع وضع درس اليوم في الاعتبار. كيف يمكن أن يكون لدينا مثل هذا النوع من المحبة في حياتنا؟ كيف يمكننا الموت عن الذات، حتى نتمكن من التعبير عن مثل هذه المحبة؟
الثلاثاء
٠٢ أيار (مايو)
صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ
أمعن النظر في الإشارة إلى الناموس في ١كورنثوس ٩: ٩١ـ ٣٢. ما الذي يقوله بولس هنا؟ لماذا هذا التركيز الشديد على الناموس؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
إن رغبة الله هي أن يقبل كل الناس عطية الحياة الأبدية ويصبحوا مواطنين لملكوته الأبدي. يعلن بولس، في ١كورنثوس ٩، عن طريقته في ربح الناس إلى ملكوت الله. وهو يدرك أن هناك حواجز ثقافية تعوق الناس عن اتخاذ قرار بقبول البشارة. وكان بولس على استعداد للتكيف مع كل ثقافة من ثقافات المجموعات التي كان يشهد إليها، وذلك من أجل الغاية الوحيدة، ألا وهي خلاصهم.
وفي نهاية المطاف، سيخضع لناموس الله كل من يصبحون جزءاً من ملكوت الله. وبالتالي، يجب على أولئك الذين يخدمون الرب أن يكونوا في توافق مع مشيئته أيضاً. وقد كان بولس سريعاً في التأكيد على أنه كان حريصاً دائماً على البقاء في إطار ما يُمليه ناموس الله، بالرغم من استخدامه لأساليب مبتكرة للوصول إلى الناس. فإن رغبته في أن يرى الناس مُخلَّصين لم تسمح له بالمساومة على شريعة الله، بل طلب منهم خدمة الرب. وكان بمقدور بولس أن يتأقلم مع الأحكام الثقافية طالما لم تتعارض هذه الأحكام مع الناموس الإلهي. وكان المبدأ الذي يحكم طريقة بولس في التبشير هو « نَامُوسُ المسيح» (١كورنثوس ٩: ١٢).
يمكننا، أيضاً، فهم إشارة بولس إلى «ناموس المسيح» على أنها تعني الأسلوب الذي استخدمه المسيح في الخدمة. وقد كان أسلوباً أساسه المحبة لكل الناس، وليس فقط لقلة مختارة. ولم يكن قصد بولس هو أن يُنْظر إلى ناموس المسيح على أنه بديل عن ناموس الله. فإن الناموسين يعملان في تناغم معاً، إذ يُستخدم ناموس محبة المسيح ليتعرف، من خلاله، المخلَّصون بالنعمة على ناموس إله المحبة. في الحقيقة، إن الفقرة الكتابية بأكملها، والتي يشرح فيها بولس، بوضوح تام، كل ما كان بولسُ مستعداً للقيام به من أجل تبشير الضالين، هو خير مثال على نوع المحبة المضحية بالذات المُعْلَنَةِ في «ناموس المسيح».
ما مدى استعدادك لإنكار ذاتك من أجل الوصول إلى الآخرين وتبشيرهم بالمسيح؟ ما مدى إنكار الذات الذي تحليت به، بالفعل، من أجل الوصول إلى الآخرين وتبشيرهم؟ وما مدى ما تطبقه من "ناموس المسيح"؟
الأربعاء
١٢ أيار (مايو)
إتمام ناموس المسيح (غلاطية ٦: ٢)
إن ناموس الله، سواء كان معلناً في وثائق مكتوبة أو في الطبيعة، هو إعلان عن إرادة الله لكل شخص قادر على فهم ناموسه (رومية ١: ٠٢؛ ٢: ٢١ـ ٦١). وبالتالي، لا يمكن لأي أحد أن يزعُم أنه يجهل متطلبات الله الأساسية. «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية ٣: ٣٢) ولهذا كان مصيرهم الهلاك (رومية ٦: ٣٢). مع ذلك، لا يهلك الكل: فقد تم استبدال اللعنة بعَطِيَّةِ الحياة الأبدية التي جُعلت متاحة لنا، من خلال حياة وموت وقيامة يسوع المسيح (أفسس ٢: ٨).
ينبغي للنعمة، وفقاً لبولس، أن تُمَكِّنَ المؤمن من عيش حياة الطاعة (رومية ٦: ٥١؛ أفسس ٢: ٠١؛ تيطس ٢: ١١ـ ٤١)، هذا على الرغم من أننا، وكما نعرف جميعاً، لا نعيش دائماً حياة الطاعة والأمانة اللتين ينبغي أن نتحلى بهما.
ما هي إحدى طرق إظهار «ناموس المسيح»، وفقاً لغلاطية ٦: ١ـ ٥؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
من المهم تَذكُّر أن كل شخص عُرضة للتجربة، وأنه يمكن أن يستسلم ويخضع للخطيئة في لحظات الضعف. وفي ظل إدراك هذا الأمر، فإنه من غير المستحسن أن يقوم الشخصُ بإدانة مباشرة لأخ أو أخت له، في المسيح، يسقط في الخطيئة. فإنه حتى المسيح، الذي لم يخطئ أبداً، كان على استعداد لمساعدة أولئك الذين تغلبت الخطيئة عليهم. وكما كتبت روح النبوة عن المسيح تقول أنه «لم ينتقد الناس على ضعفهم»- مشتهى الأجيال، صفحة ٩٢٣. وقد نصح بولس المسيحيين بتقديم المساعدة للمخطئين، بغرض استردادهم (غلاطية ٦: ١). وبعبارة أخرى، ينبغي تشجيع الشخص الذي أخطأ على أن يلتزم مجدداً بتعاليم ناموس الله.
إن الرحمة هي الدافع وراء ناموس المسيح. ولولا موت المسيح الكفاري، لما كان هناك سبب لحفظ ناموس الله. ومع ذلك، ولأن المسيح قد جعل الحياة الأبدية ممكنة، لذا فهناك دافع يجعل المؤمن يواصل حفظ الناموس، بعد لحظات الضعف والسقوط في الخطيئة. وينبغي لرفاق الإيمان أن يستخدموا ناموس المسيح كوسيلة لإعادة الخاطئ التائب إلى ساحة ناموس المحبة الإلهي.
فكر في وقت اقترفت فيه ذنباً، وفيه أُظْهِرَت النعمة نحوك، على الرغم من أنك لم تستحقها (فلو كنت تستحقها فما كانت لتُسَمَّى نعمة). كيف تتأكد من أنك ستذكر النعمة التي تسلمتها، في المرة التالية، التي يحتاج فيها شخص ما إلى التماس بعض النعمة منك؟
الخميس
٢٢ أيار (مايو)
الناموس والدينونة (يوحنا ٥: ٠٣)
على الرغم من أن ناموس الله هو ناموس رحمة، إلاَّ أن الله سيستخدمه، في نهاية المطاف، كمقياس للدينونة. يواصل الله توفير فرص للخطأة كي يتوبوا ويتعهدوا بالولاء له، لكن تأتي ساعة عندما يعلو الهتاف قائلاً: « ’مَنْ يَظْلِمْ فَلْيَظْلِمْ بَعْدُ. وَمَنْ هُوَ نَجِسٌ فَلْيَتَنَجَّسْ بَعْدُ. وَمَنْ هُوَ بَارٌّ فَلْيَتَبَرَّرْ بَعْدُ. وَمَنْ هُوَ مُقَدَّسٌ فَلْيَتَقَدَّسْ بَعْدُ‘ « (رؤيا ٢٢: ١١). ويعمل هذا الإعلان بمثابة مقدمة للدينونة النهائية.
في رؤيا ٤١: ٧، يعلن الملاك الأول دينونة الله، هذا على الرغم من أن عدداً من النصوص الكتابية الأخرى تتحدث عن دينونة المسيح (على سبيل المثال، أعمال ٧١: ١٣؛ ٢تيموثاوس ٤: ١؛ ٢كورنثوس ٥: ٠١). كيف تساعدنا الآية في يوحنا ٥: ٠٣ على فهم دور المسيح في الدينونة؟
_______________________________________________________________________ _________________________________________________________________________
على الرغم من أن المسيح قد أخلى طبيعته الإلهية، عندما أخذ صُورَةَ إنسان (فيلبي ٢: ٥ـ ١١)، إلا أنه كانت لا تزال له علاقة خاصة مع الآب. وعندما اتهمه القادة الدينيون بالتجديف، قال لمَن اتهموه أن الله قد دفع إليه كل سلطان لإتمام مهام إلهية معينة (يوحنا ٥: ٩١ـ ٠٣)، وإحدى هذه المهام هي الدينونة. وحقيقة أن المسيح قد أُسندت إليه مسؤولية الدينونة، فيها إظهار لرحمة الله. فلأن المسيح قد صار في شبه البشر، فهو في وضع يُمَكِّنَهُ من الحكم بأمانة وحيادية. وفي ظل معرفته بالاختبار البشري، فإن المسيح لن يدين شخصاً بدون عدالة. في الحقيقة، يشير المسيح إلى أن الدينونة لا تأتي منه، وإنما الخاطئ غير التائب هو مَن يدين نفسه، وذلك عندما يرفض الاستجابة لوصايا الله (يوحنا ٢١: ٨٤).
كثير من الناس هم على دراية بمحتوى ناموس الله، لكنهم لا يعرفون كيف يحفظونه. إن الناموس ليس قائمة مرجعية نستخدمها لمعرفة مدى اقترابنا من الملكوت؛ بدلاً من ذلك، الناموس هو أداة تُعبِّر عن مبادئ مختلفة من المحبة. إن إتمام الناموس لا يقتصر على إطاعة الناموس من أجل كسب مصلحة شخصية من الله؛ إنما يشير الناموس على كل مسيحي بأن يشارك محبة الله مع أولئك الذين يحتاجونها. والناموس، بوصفه مقياس للدينونة، يقوم بقياس مستوى المحبة التي شاركها المرء مع الله، ومع البشر. وعندما يترأس المسيح الدينونة النهائية، فإنه سيستخدم ناموس محبة الله، الناموس الذي لا يتغير، كمقياس به يحكم ويدين (يعقوب ٢: ٢١).
الجمعة
٣٢ أيار (مايو)
لمزيد من الدرس
« ’اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ.‘ إننا نجد في هذه الآية تعريف واضح لواجبنا. فكيف يمكن للمعترفين بأنهم أتباع للمسيح التعامل باستخفاف مع هذه الأوامر الموحى بها؟...
«نحن لا نعرف سوى القليل عن قلوبنا، وقليل هو إحساسنا بحاجتنا الماسة إلى رحمة الله. وهذا هو السبب في أننا لا نعزز سوى القليل جداً من هذه الشفقة العذبة التي يُظْهِرُها المسيحُ نحونا، وهي الشفقة التي ينبغي أن نُظهرها نحو بعضنا البعض. يجب علينا أن نتذكر أن إخوتنا وأخواتنا ضعفاء وبشرٌ مخطئون مثلنا. لنفترض أن أخاً لنا، ومن خلال عدم اليقظة والسهر، أُثْقِلَ عليه بالتجربة، على نقيض سلوكه العام، قام بارتكاب بعض الأخطاء؛ فما هي الطريقة التي يجب اتباعها للتعامل معه؟ نحن نعرف، من تاريخ الكتاب المقدس، أنَّ أناساً ممن استخدمهم الله للقيام بأعمال عظيمة ورائعة قد اقترفوا خطايا فادحة. ولم يُمَرِّرُ الربُ فِعْلاتهم دون تأنيب، لكنه لم يطرح عبيده جانباً. فعندما تاب هؤلاء، غفر لهم بترفق وأعلن لهم عن حضوره وعمل من خلالهم. لِيُفَكِّرَ البشرُ المساكينُ الضعفاءُ في مدى شدة احتياجهم إلى الرأفة وطول الأناة، من جانب الله ومن جانب إخوتهم واخواتهم من البشر. وليَحْذَرُوا من الكيفية التي بها يحاكمون ويدينون الآخرين» (روح النبوة، علامات الأزمنة، ٥٢ كانون الثاني/يناير ٣٨٨١).
أسئلة للنقاش
١. تأمل في الفقرة أعلاه، من مجلة علامات نهاية الأزمنة. لماذا من المهم إظهار النعمة نحو أولئك الذين يقعون في الخطيئة؟
٢. فكر في بعض شخصيات الكتاب المقدس، المعروفة، ممن سقطوا في الخطيئة؛ أشخاصاً كان الله مستعداً لأن يغفر لهم ويواصل استخدامهم. ما هي الدروس الهامة، بالنسبة لنا، في هذه الأمثلة الكتابية؟
٣. بأية طرق يمكننا تنفيذ التأديب الكنسي بينما، في الوقت نفسه، نظهر النعمة والرحمة نحو أولئك الذين يسقطون في الخطيئة؟ لماذا يجب النظر إلى مَفْهُوم كل من التأديب والنعمة على أنهما غير مناقضين لبعضهما البعض؟
قصة الأسبوع
ما يريدني الله أن أكون عليه
يعيش كل من روبير وعائلته في بلدة صغيرة في شرق بيرو. بدأت زوجة روبير، روكسانا، في الذهاب إلى كنيسة الأدفنتست السبتيين وكانت تصطحب طفليها معها. وبعد فترة دعت روبير للذهاب معها لكنه لم يكن مهتماً بالأمور الدينية.
مع ذلك، فقد شعر روبير في قلبه أن حياته لم تكن على ما ينبغي أن تكون عليه. فقد كان روبير يشرب الكحول في كثير من الأحيان، ولكنه شعر بالذنب ورأى أن عاداته لم تكن مثالاً جيداً يحتذي به طفلاه. وقد أراد أن يكون زوجاً أفضل وأباً أفضل، لكنه لم يكن يعرف كيف. ثم غيَّر حادثٌ حياته.
يقول روبير، «كنت مخموراً حين فقدت السيطرة على دراجتي النارية. سقطت من على الدراجة النارية وارتطمت بالأرض فتكسرت جمجمتي وبعض العظام الأخرى في جسدي. تم نقلي إلى المستشفى وأنا فاقد الوعي. وعندما تعافيت بما يسمح بعودتي للمنزل، كانت روكسانا تمضي ساعات من الوقت وهي تقرأ الكتاب المقدس لي وتتحدث معي عن المسيح وما يعنيه بالنسبة لها. وكان لدي الكثير من الوقت للتفكير في حياتي وفي الله.
وفي أحد الأيام أخبرت روكسانا بأني أريد أن تكون حياتي مرضية لله. وقد أردت أن أتزوج روكساناً زواجاً شرعياً وأن أعتمد. جاء القس وأحد الأعضاء العلمانيين ليدرسا الكتاب المقدس معنا، وعندما كنا على استعداد تمت معموديتنا معاً.»
تقول روكسانا، «قبل أن نتحد في المسيح كانت حياة كل واحد منا حزينة. لكننا الآن نرتل ونصلي ونقرأ الكتاب المقدس معاً كأسرة. ونحن سعداء للغاية.»
عاد روبير للعمل، حيث يشارك إيمانه الجديد مع زملائه. وهو يقول، «كلما أتيحت لي الفرصة، أخبر زملائي بما تعلمته عن المسيح. عندي جهاز كمبيوتر صغير، وأنا أستخدمه لأعرض لزملائي مقاطع فيديو عن الكتاب المقدس وعن الله.» يشارك روبير إيمانه مع عائلته الموسعة. وعلى الرغم من أنهم ليسوا أدفنتست سبتيين، إلا أنهم يصغون لأنهم لاحظوا تغييراً في حياته. إن رؤيتهم للتغيير الذي أحدثه المسيح في حياة روبير يجعلهم يرغبون في إحداث تغيير في حياتهم.
وقد انتقل روبير من مجرد كونه راغباً في أن يكون منخرطاً بشكل فعال في عائلته إلى كونه نموذجاً للإيمان بالنسبة لها. يقول روبير، «نحتاج إلى آباء وأمهات يعلمون أطفالهم عن المسيح وعن ما يعنيه المسيح بالنسبة لهم. إن ذلك هو أهم شيء ينبغي علينا عمله كآباء وأمهات.»
بمساعدة روكسانا، يأمل روبير في العودة إلى المدرسة والتخصص في الصحة العامة حتى يتمكن من مساعدة الناس على عيش حياة صحية أكثر. وستكون هذه من إحدى الطرق التي يمكنه من خلالها أن يكون نموذجاً للإيمان لمن حوله.
يساعد عطاؤنا المرسلي في بناء كنائس في المناطق الفقيرة في بيرو وفي جميع أنحاء أمريكا الجنوبية. شكراً لكم من أجل دعمكم للعمل المرسلي من خلال تقديم عطاياكم لله.
يشارك كل من روبير أكوينو وعائلته إيمانهم في وسط بيرو.
من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.
الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www
الدرس التاسع
٤٢ -٠٣ أيار (مايو)
المسيح، والناموس، والبشارة
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رومية ٧: ٧ـ ٢١؛ تثنية ٠٣: ٥١ـ ٠٢؛ متى ٧: ٤٢ـ ٧٢؛ أعمال ٠١: ٤٣و ٥٣؛ يوحنا ٥١: ٠١؛ أفسس ٢: ١.
آية الحفظ: «لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا» (يوحنا ١: ٧١).
قبل ميلاد المسيح بقرن من الزمان، كتب الشاعر الروماني «لوكريتيوس» قصيدة شهيرة فُقدت في التاريخ إلى أن تم العثور عليها في منتصف العصور الوسطى. وعنوان القصيدة هو «طبيعة الأشياء». وعلى الرغم من أن «لوكريتيوس» اُتُهِمَ بأنه ملحد، إلاّ أنه لم يُنْكِر في قصيدته وجود الآلهة؛ لكنه قال أن الآلهة، وبمقتضى كونهم آلهة، ليس لديهم أي اهتمام بأي شيء متعلق بالبشر.
وعلى النقيض من ذلك، يقول الكتاب المقدس أن هناك إله واحد فقط، وبأنه يهتم كثيراً بما يحدث هنا على الأرض. والناموس والنعمة هما إعلانان يظهران اهتمام الله الشديد بالبشرية. فعمل الناموس هو توجيه كيفية عيشنا، أما النعمة فهي وسيلة الله لخلاصنا، على الرغم من أننا قد انتهكنا ناموسه. ورغم أنه غالباً ما يُنظر إلى الناموس والنعمة على أنهما متعارضان مع بعضهما بعضاً، إلا أنهما مترابطان بشكل لا غنى عنه. ربما تكون أساليب عملهما مختلفة؛ لكنهما، معاً، يوضحان أن البِرَّ لا بد من أن ينتصر على الخطيئة. إن في إعلان كل من شريعة الله ونعمته دليل قوي على محبة الله للبشرية وتوقه إلى خلاصنا ودخولنا إلى ملكوته الأبدي.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٣ أيار (مايو).
الأحد
٥٢ أيار (مايو)
الخطيئة والناموس
اقرأ رومية ٧: ٧ـ ٢١. ما الذي يقوله بولس هنا عن العلاقة بين الخطيئة والناموس؟ بل، ولماذا يسأل سؤالاً مثل: «هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟»
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
يربط بولس، بشكل وثيق، بين الناموس والخطيئة لدرجة أنه يسأل السؤال البلاغي: «هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟» الإجابة، بالطبع، هي أن الناموس ليس خطيئة؛ وعلى العكس من ذلك، يقول بولس في نهاية الفقرة، «إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ». وتظهر كلمة « إِذًاً « انتهاء بولس من تقديم وجهة نظره والتأكيد على أنه من المستحيل أن يكون الناموس خطيئة. فالناموس، في الحقيقة، مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ صَالِحَةٌ.
وما يقوله بولس هنا مشابه للعلاقة بين القانون الجنائي والجريمة. فإن تصرفاً ما يُعَدُ إجرامياً فقط إذا وصفه القانون على هذا النحو. وربما تذهب إلى السجن في دولة ما لقيامك بشيء ما؛ هذا في حين أن ذلك الشيء نفسه مسموح به قانوناً في دولة أخرى. والسبب في ذلك هو أن الدولة الأولى لديها قانون يحظر ذلك العمل، بينما هو غير محظور في الدولة الأخرى. إذاً فهو نفس العمل لكنه ذات محصلتين مختلفتين. ما الذي يحدث الفرق؟ إنه القانون.
النقطة الهامة التي يجب تذكرها، أيضاً، هي أن مجرد كون شيء ما في صيغة «قانون» لا يجعله بالضرورة جيداً أو صالحاً. لقد كان قانون الولايات المتحدة الأمريكية، في بداية عهدها، يتطلب أن يُعيد الناسُ العبيدَ الهاربين إلى أسيادهم. كان ذلك هو القانون. وهل مِن عَدْلٍ في ذلك؟ أما فيما يتعلق بناموس الله، فنحن نعرف أنه يعكس طبيعة الله المُحِبَّة. ومن هذا المنطلق، قال بولس عن الناموس أنه مقدس وبأن الوصية صالحة؛ ذلك لأن الناموس هو انعكاس لله، مُعْطي الناموس.
ما هي الأهمية التي نجدها في استخدام بولس لهذه الوصية، في رومية ٧: ٧، لإثبات وجهة نظرهِ بشأن الناموس؟ لماذا استخدم بولس تلك الوصية بدلاً من غيرها مثل «لا تسرق»؟
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________
ربما استخدم بولس هذه الوصية تحديداً، بدلاً من غيرها من الوصايا العشر، لأنه ليس من الواضح جداً أن «الشهوة» خطيئة. هناك الكثير من الناس ممن لا يؤمنون، في دواخل أنفسهم، أن الشهوة خطيئة. أما القتل والسرقة، فواضح أنهما خطيئة؛ ولا يحتاج المرء، بشكل عام، إلى الوصايا العشر لمعرفة ذلك. لكن الإشارة إلى الشهوة كانت مثالاً ممتازاً لتوضيح نقطة بولس بأن الناموس هو الذي يُعَرِّفُ لنا ما هي الخطيئة؟ ولولا ذلك، ما كان بولس ليعرف أن الشهوة خطيئة؟
الاثنين
٦٢ أيار (مايو)
الناموس وبنو إسرائيل (تثنية ٠٣: ٥١ـ ٨١)
لقد كان إعطاء الناموس لبني إسرائيل عملاً خاصاً. فإن الله، قبل أن يعطي الناموس لموسى مباشرة، ذَكَّر شعبه بأنهم «مَمْلَكَة كَهَنَةٍ وَأُمَّة مُقَدَّسَة» (خروج ٩١: ٦). ومن بين جميع الأمم التي كانت على وجه الأرض، اختار الله بني إسرائيل، خاصة، ليُعْلِنَ لهم ناموسه (رومية ٩: ٤). ولم يكن القصد من الناموس هو أن يكون عبئاً بالنسبة للناس وإنما كان القصد منه هو أن يكون أداة يمكن للأمة المختارة، من خلالها، أن تُعلن للجموع البشرية القواعد الأخلاقية التي هي أساس حكم الله. كان المقصود لبني إسرائيل أن يكونوا شركاء لله في مهمة التبشير لجميع الناس، وكان ينبغي لناموس الله أن يكون هو العلامة المُمَيِّزَة للمتحدثين باسم الله.
وفقاً لتثنية ٠٣: ٥١ـ ٠٢، ما هي العلاقة بين الناموس والوعود المعطاة لإبراهيم وإسحق ويعقوب؟ أيضاً، والأهم حتى من ذلك، كيف تنطبق هذه المبادئ علينا نحن اليوم كذلك، في ظل العهد الجديد؟ (انظر متى ٧: ٤٢ـ ٧٢).
_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
لقد اختار الله بني إسرائيل ليكونوا ممثليه، وكان ينبغي أن يكون بنو إسرائيل هم الناس الذين، من خلالهم، تتسلم أمم الأرض البركات الموعودة لإبراهيم وإسحق ويعقوب. مع ذلك، لم تكن البركات، بأي حال من الأحوال، تلقائية. فقد كان المتوقع من إسرائيل، كأمة مختارة، أن تسير في توافق مع إرادة الله. لقد أوضح موسى جلياً أن الحياة والنمو سيكونان من نصيب الناس، فقط إذا هم حفظوا «وصايا وفرائض وأحكام» الله (تثنية ٠٣: ٥١و ٦١).
ونظراً لقصص التمرد العديدة، التي أفسدت تاريخ بني إسرائيل، فقد فشلت إسرائيل كأمة في أن ترقى إلى مستوى شروط العهد. مع ذلك، يجب علينا ألا ننسى أن «الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية ٣: ٣٢). ليس هناك أمة، على وجه الأرض، أتمت مشيئة الله. بل وحتى في التاريخ المعاصر، قامت الدول، التي تعترف بأنها مسيحية، بتحريف وتشويه مقاصد الله، وذلك بالدعوة إلى الحروب والتحيُّزِ والاضطهاد.
في اختبارك أنت الشخصي، كيف يرتبط، معاً، كل من الطاعة والإيمان؟ بمعنى، ما الذي يحدث لإيمانك عندما تطيع، على نقيض ما يحدث لإيمانك عندما تعصِي وتخالف؟ كيف تعمل الطاعة على تقوية الإيمان؟
الثلاثاء
٧٢ أيار (مايو)
الناموس والأمم (أعمال ٠١: ٤٣و ٥٣)
اقرأ أعمال ٠١: ٤٣و ٥٣؛ ٧١: ٦٢و ٧٢؛ رومية ١: ٠٢؛ ٢: ٤١. ما هي التعاليم الأساسية في هذه الفقرات؟
_________________________________________________________________________
_________________________________________________________________________
على الرغم من أخطاء بني إسرائيل، إلاَّ أن الله لم يترك الناس في الأمم الأخرى من دون شاهد. فإن أولئك الذين لم يمتازوا بتلقي إعلان الله المكتوب، حصلوا على رسائل إلهية من خلال الطبيعة (رومية ١: ٢). فإن كتاب الله في الطبيعة يحتوي على ما يكفي من معلومات لتوجيه الشخص إلى الله.
وليس هذا فحسب، بل لقد غرس الله قدراً من التوق الروحي في كل إنسان. ووفقاً لبولس، فإن أولئك الذين يشعرون بسكنى روح الله فيهم سوف يسعون في طلب الله لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ (أعمال ٧١: ٧٢). يشعر كثير من الناس بفراغ في حياتهم. وهو فراغ لا يستطيع شيء مما يقدمه هذا العالم أن يملأه- سواء كان الشهرة أو السطلة أو المال أو الجنس- أن يملأه. وكانت هذه الرسالة هي محور سفر الجامعة. وغالباً ما يؤدي هذا الفراغ، أو انعدام الرضا، بالناس إلى البحث عن شيء يتجاوز ما لديهم، شيء يفوق الوجود اليومي. وهكذا، ينجذبون إلى الحق المعلن، رغبة منهم في قهر تطلعاتهم وفراغ نفوسهم.
وسواءٌ أُعْلِنَت إرادة الله من خلال وثائق مكتوبة أو من خلال الطبيعة، فإن الشخص الذي يتقبلها سيكون مسؤولاً عن العيش وفقاً لإرادة الله هذه. إن الحق هو الحق، بغض النظر عن الوسيلة التي تُوَصِّلَه، وكل ما يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ سيختبرون غَضَبَ اللهِ (رومية ١: ٨١). وبناء على ذلك، فإنه على الرغم من أن الكثيرين من الناس لم يتسلموا الوصايا العشر، إلاَّ أن الله لايزال يُحَمِّلَهم المسؤولية عن أجزاء الحق التي تسلموها. وفي نهاية المطاف، سيأتي الجميع إلى الدينونة، وسيكون مقياس الدينونة هو الناموس: سواء كان ناموس الله، الذي تم إعلانه صراحة عن طريق نبي الله موسى، أو ناموس الضمير، الذي يتم اكتشافه وإنماؤه من خلال الاستماع إلى صوت الله في الطبيعة، وذلك بالنسبة لأولئك الذين يجهلون الناموس المكتوب.
كم من خيبات أمل واجهتها وساعدتك على رؤية كيف يمكن لأمور هذا العالم أن تكون غير جديرة بالثقة، وغير مُرْضِيَةٍ حقاً؟ كيف يمكنك، من خلال خيبات الأمل هذه، معرفة الأمور الهامة بالفعل؟